حَيْنَ يُكفّنك الحُزْنُ

انهالت علي أسراب من الأشجان، آلمني الشوق في أحشائي، غافلتني الساعات وأجهضت حبي، موغلة أنا بحزن دفين، لا شيء يقتلني سوى الحنين، سافرت خلف الحدود، رحت مع مخاوفي، وتناسيت كل الوجود.

كان لي عشق وكبرياء وصمود، هو حامل المشكاة من أبد الدهر المُهين،

صوته المجبول من روحي يبعث فيّ كل آمال السنين، ظللت في محرابي أتعبد في غيابه خلف الأنين، أمسافر يا سيدي؟؟؟

أو تاركي أعزف قيثارة الحزن ؟؟؟ ومن يلملم كل مابي من جراح صمت على مقابر جوارحي نزفت عقود الياسمين....

وهل للقياك سبيل سوى أن أكون جثة ملقاة خلف غبار الدهر الذي أثقل كاهلي الهزيل...

يممّت وجهي نحوك منتظرة لحظات من الحب أسجلها بالدفاتر والمتون.

شبَ الشوق بقلبي أشتاق لتطوقني بمعطف حنانك، وفوضى مشاعر كبلها ظلم السجين، ألقت بي المقادير بأغوار المفاتن، ضمنت حبه وتخيلت أنه ليس بفانٍ، سقطت بهاوية الحياة، نسيت ما بداخلي من شوق وحب ولهفة للحظة حنين، فأغفر لقلبي يا أبي قد بعت هواك خلف جدران السنين، فالنفس مرهقة الخطى، والعين مدمعة المقل، والقلب عليك قد انفطر، فلا المكان هو المكان ولا الزمان هو الزمان، سافرت في غربة المجهول، أتعرف كيف يكون طريق المسافر؟؟؟ بلا هدى ولا راحة ولا يقين، ظالمة أنا لنفسي مانعة أنا لحب كاد له القلب أن ينشطر قسمين...

يا أيها المفتون بالشوق لوالديك أمسك عليك شوقك قبل أن تسجنك الحياة خلف الوعود والآمال فلا تجني سوى قلب حزين...

كاذبة تلك الدنيا، غافلة عن حكمة الموت الذي ينتقي الجواهر فيأبى إلا أن يتركها إلا وهي بحوذته...
تمر عليّ الدقائق مُر سنين جذرا ومدا، تلقي بي من ألم ... لجرح ... لفراق... لبقايا طفل صار يتيم...
شارد لحْظه لا يدرك من الزمن سوى جرح عظيم...

أهلكني السهد وبت أسألك أتراك تراني؟؟؟ أتراك تلمس ما بي من حنين؟؟؟ أبتاه أهواك ولكن ضاعت قبلاتي خلف غيوم....

إن غابت شمسك فأنت عني لم تغب، ما أضيعني بين فصول البرد تمزق الجبين، أحتاج لدمعٍ يغسلني علّ الدموع تُزيل بعض من ألم دفين...

وأي دموع تقوى على إزاحة أنهار من الأحزان، باتت براكين، قد مال عليّ زماني، فلا مفر من شرب نخب الجنون...

أبتاه دونك صرت فرع بلا جذر تعبث به رياح المبغضين، أبكي على أطلال باتت هي كل الحياة لجسد أضحى سقيم، أهواك وبقلبي تحيا وتأبى النفس أن يُقال مات أبي مات الحنين....