الأحد ١٣ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم نوزاد جعدان جعدان

أيُّ فصلٍ أنتِ

JPEG

في صوتِ نايّ حزينٍ..رأيتها

قربَ بيتي ..رأيتها
تمرُّ ساحبةً منْ أقدامِ ماضينا حبال َرباطةِ الجنانِ
وهيَ ماضيّةٌ .. تتركني مهدوماً
على جدارِ روحي
وقد احتارَ لها الحائطُ ما بينَِ تركٍ وبناءِ
سرّبتْ ذكراها بغربالِ نسيانٍ ..
فذكراها ناعمةْ
آهٍ ..فلم ْ تنسَ صدى خَطَوَاتِ الطريقِ
حين وردةَ الخدِّ كنّا
أسعدتْني..!
ربّما عادتْ من جنازة قلبي
روحٌ تشرّدتْ فعادتْ فيّ
تسكنني
ربّما ستسألُ عنّي
وعنْ تواريخِ مستقبلي ..
وفي التاريخِ بارقةُ دربٍ وسماءُ ضياعٍ بينَ هجريّ وميلادي ْ
وتعودُ نادمةً منْ أنينٍِ لرحلةٍ في الحبّ سكرى ربّما
كغابةٍ رحّبتْ بالحطّابِ
بادلها قطّعاً بفأسٍ
أمّا أنا مزارعٌ ووحيدٌ
أرضى بأرضٍ بوارِ
اذكرُ يا حبيبتي كلامكِ
كذكرِ كانونَ لغيمةِ المطرْ
في كلّ لحظةٍ أرى سلامكِ
كما يشاهدُ تموزٌ شمسهُ
يرضى بما خطّتْ لهُ أيدي القدرْ
مررتِ في قلبي كما
هفا.. مشى نسيمُ نيسانَ على الوردِ يقبّلُ الزهرْ
فحينَ تبعدينَ عنّي
تصيرينَ كأيلولَ متى يسرقُ أوراقاً من غصونِ ٍ منْ شجرْ
كلُّ سحابةٍ تحيكُ للنوى
منديلكِ الأبيضَ إنّي لأرى
تلوّحُ البياضَ.. تعلنُ الوداعْ
يا منْ تعودُ شاطئاً من محيطِ الذكرى
ماذا تريدُ الآن منّي ..؟!
مركبي غارقٌ منذ البعادِ
ذكراكِ لا تتركُ ياقة َ الفؤادِ
كلّما منْ شاطئٍ أدنو
تشدُّ معراجاً إلى مكانِ لقياكِ
كطائرةٍ منْ ورقٍ
علّتْها الرياحُ وخيطٌ يشدّها
لا يزالُ بادياً ذيلها منَ السماءِ
فيا سجناً بدونِ جدارِ
أعطني حريتي أطلقْ يدي [1]
عيناكِ من ضبابِ دربٍ وزعتني
لا تسلني يا صديقي
إنْ نسيتُها بقربِ الطريقِ
كيف أنساها وطريقي طرّزَ بوهجِ أيّامٍ بتولْ
جرّبتُ نسيانها سهواً
خائباً عدتُ ..كما السنواتُ محالةٌ
نسيانها عدَّ الشهورْ
فجاوبيني.. أيّ فصلٍ أنتِ يا حبيبتي..!؟
حتّى سنيني رُهِنَتْ في سماكِ..!!

[1من قصيدة الأطلال للشاعر الراحل الدكتور إبراهيم ناجي ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى