الأحد ٦ آذار (مارس) ٢٠١١
في رثاء أستاذي
بقلم حسن محمد صهيوني

الجليل أحمد جلال

أعودُ إليك، يغشاني البكاءُ وهذا الشعر يأسِرُه الرثاء
وتفضحني الدموعُ عليك حُزناً فأسألُها، أليسَ لكِ انتهاء؟؟
لماذا كان إنْ أحببتُ شخصاً بتلكَ الأرضِ أهلَكَه الفناء
أنِ انقَطَعَتْ عن الأسبابِ صُرْفٌ تفرِّقنا، وليسَ بها رجاء؟؟
وكنتَ اليومَ في أرضٍ، وإني أكونُ اليومَ في أخرى أُناءُ
فَيَا وَجَعَ الضُروبِ عليك لمّا بحورُ الشعر غادرها البناء
ويا وَجَعَ المجالس إذ تَغيب عن الأبصار يَحْجُبك الخَفَاء
وما جَزَعي عليك سوى افتقاري إلى دنياك طاب بها البقاء
أيا بحرَ العلوم بما احتواه ونورُ الله كان له السناء
كأنّ العلم كان له الغذاءُ بِمَحفله، وكان له الكساء
وأنّ الشمسَ قد أهدته نوراً أو البدرَ اصطفته لها السماءُ
وألبَسَه بديعُ النظم تاجاً تُرى، عجباً!!، بصيرتُه تُضاء
ربيعَ المجلِس الشادي دروساً وحقلَ الفكرِ أرْبَاه النماء
أتعجبُ من بكاء البحر لمّا تلاشى عن عوارضه الضياء؟!
فناجى الهمَّ موجتَه ولكنْ بها سَكَنٌ يغادره الهواء
كأنك لستَ تدري ما مصابي وما في وحشتي سَأِمَ المساء
بلى تدري، طبيبَ الروح لكنْ رحلتَ وغار في يدك الدواء
فأصْغِ الآن، إذ يُلقى افتراءً على سمعي تلاطمه المِراء
يقولُ الصحب لم أحفظْ عهودي ولم أحُسِنْ بما حَسُنَ الوفاء
وأهجرُ منك أسبابَ التلاقي وأخبُو حين يَحْضُرك الثناء
وكم جنحوا عليَّ بذاك حتى لَعَمْري قِيْلَ: (هذا هو الجزاءُ؟!)
أينسى الشمعُ من أذكاه نوراً وينسى الوردُ ما حَمَلَ السناء؟!
وما كل التقوّلِ كان صِدقاً ولكنْ صِدْقُ ما نطق البكاء
فمعذرتي الغيابَ، تُرى أمثلي يغيبُ إذا أقيم لك العزاء؟!
بحقِّ الله معذرةً فحسبي بِطولِ البُعد أوْحَشَني استياء
وأحداثٌ تقاذَفَها اضطهاد وأهوال يُسَيّرُها البلاء
وبين النفس والغايات جَهْدٌ وبين الكاف والنون القضاء
أعود إليك أستاذي بذكرى إلى عِقدين ناغَهُما الزهاء
أعود إليك ما هَمَلتْ عيوني وأنطقُ ما به نَطَق الوفاء:
إذا ما الأمسُ يَطويك اندثاراً يشبُّ الإثرَ من غَدِكَ العلاءُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى