الخميس ٣١ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم إسلام صالح

رحلة الى نفسي

اليوم يوم زفافي اقف امام المرآة لاربط رابطة العنق التى اكرهها ولكني مضطر الى ذلك انظر الى نفسي فى المرآة واتساءل هل المرآة تعكس الظاهر أم الباطن وأبحر في رحلة عميقة داخل نفسي أقف أول ما أقف عند مركز الذكريات داخل العقل وأتذكر أيام طفولتي عندما كان يتركني أبي وأمي مع شقيقتي عند جدتي والدة أمي التى تقطن فى المنزل المجاور لنا ويذهبا للعمل أيام اجازاتنا الصيفية وأتذكر عندما كانت تجلس جدتي على المنضدة المقابلة لباب الشقة وتصنع القهوة على السبرتايه لها ولجارتها أم نصر وكنت أطلب منها ان تصنع لي فنجان لاني كنت اعشق رائحة القهوة ومازلت فكانت تقول لي دائما هذه للكبار فقط ثم يتبادلا الاحاديث عن أمور الحياة عن أولادهما وأزواجهما والجيران وأسعار الخضروات والفاكهة في الاسواق وماذا يطبخان وماذا فعلا بالأمس وهكذا وبعد الانتهاء من إحتساء القهوة تقوم جارتها بقراءة الفنجان لها فقد كانت بارعة في ذلك الأمر وعندما تهم جدتي لتوصل جارتها إلى باب الشقة أقوم سريعا لأغمس أصبعى في طبق الفنجان المنكب فيه القهوة وأقوم بعلقه لكي استمتع بطعمها وأتذكر أول فنجان قهوة تناولته في حياتي عندما كنت أستذكر دورسي في الثانوية العامة وأترك مركز الذكريات التي لاتنتهى واذهب إلى الأذن وكم كنت أسمع بها كلمات عتاب وتشجيع من أسرتي وألفاظ بذيئة من الباعة والسائقين والمتشاجرين في الشوارع والاصدقاء ونحن نلعب وتلقيها كلمات حب واعجاب من فتياتي التى تعرفت عليهن ولكنها كم سمعت صوت أذان الفجر والقرآن وهو يتلى في المنزل والمتاجر ووقت المغرب في رمضان قبل المدفع بصوت الشيخ الحصري والطبلاوي وعبد الباسط ورفعت فأنا عاشق لاصواتهم ، ووصلت إلى الانف فقد استنشقت كثير من الروائح الذكية والعفنة وعطور الفتيات ولا أنسى أم خضر زوجة البواب ورائحة تقلية ملوخيتها الكريهة التى كانت تعدها مرتين أسبوعيا على الاقل فأعتقد انها كانت تضع خمسة عشر كيلو من الثوم داخلها لأن الرائحة كانت تعم السكن كله وينزعج منها الجيران فقد كانت أم خضر أحد أسباب غلاء الثوم والملوخية فى الاسواق ، اما العين فكم رأت مناظر طبيعية جميلة وخلابة ابدع الله فى صنعها وأتذكر وأنا انظر بها الى الكعبة اثناء العمرة منذ خمسة أعوام مع والدتي ، وبكائها الحار على فراق جدتي صانعة القهوة لكنها كم نظرت إلى نهود ومؤخرات فتيات ونساء وهن يتبخترن في سيرهن ، والفم فكم اخرج من شتائم للاصدقاء اثناء الحوارات واللعب وللمارة والسائقين فى الشوارع أثناء القيادة وكلام معسول للفتيات التى تعرفت عليهن ولكنه لم يتذوق يوما منكرا أو أكل حراما وكم دعيت به الله ليغفر لى ذنوبي التى اقترفتها ونطقه بلبيك اللهم لبيك في العمرة أما الكارثة الكبرى فهي الشفاه فكم قبلت شفاه بعض الفتيات حينما أوهمنا أنفسنا بالحب، ووقفت عند قلبي ووجد به الفناة التى سأتزوجها بعد قليل جالسة على عرشه ويسكنه أيضا الخير والايمان بالله ولا أكذب على نفسى فهو ليس بالقدر المطلوب لكنى أسعى لزيادته ، أما اليدين فأحمد الله انهما لم يبطشا يوما ظلما بأحد واتذكر عندما تحسست نهود وأجساد فتيات ، والسعادة التى كانت تغمرني حينما كنت الامس يد خطيبتي وعند توقيعى عقد وظيفتى لكن كم رفعتهما لاكبر بهما لبدء الصلاة والدعاء أيام الامتحانات خاصة الثانوية العامة وعندما لامست الكعبة ، اما ما بين الفخذين فالحمدلله لم يمتد يوما للخطيئة أو لفرج إمرأة طوال أيام الشقاوة والعزوبية فيكفي ما فعلته شفاهي ويدي ، واخر مكان لهذه الرحلة القدمين فأتذكر كم كنت أسير متلكئا ومرغما إلى المدرسة فى الصباح الباكر والطقس بارد ، وكانت بارعة فى لعب كرة القدم حتى ألحقني ابي بنادى الترسانة وأنظر إلى ركبتي اليسرى وما الم بها من اصابة اثناء التمرين عندما اصطدم بي زميلى علي جاموسة هكذا كنا نلقبه نظرا للعبه العنيف وضخامة جثمانه وطوله الذى كاد يتعدى المترين فكان مدافع صلد وانا كنت مهاجم ماهر احرز الاهداف وعندما كان يدخل النادي تغيب الشمس ونضطر أحيانا إلى إنارة الاضواء الكاشفة ، وحينما اصطدم بي تمنيت أن أكون أحد عاملي جمع الكرات من خلف الشباك وجلست ابكى فى الملعب وبعد الكشف أكد لي الطبيب انه قطع فى الرباط الصليبي واضطررت الى الاعتزال كما اقنع مدرب الفريق على بالاعتزال لانه اصبح يشكل خطرا على مستقبل لاعبي الكرة المصرية والان ساذهب بهما إلى فرحي ، وتطرق والدتى الباب في هذه اللحظة وتناديني من خلفه يلا يا راضى حتتأخر على العروسة وأتحرك من أمام المرآة وتمر السنين وياتي يوم فرح ابنتى الكبرى فاطمة فقد وهبنى الله هي وزينب ومحمد وأقف امام المرآة لاربط رابطة عنقى وأنظر اليها هذه المرة بشكل مختلف فهي تعكس الصورة المعلقة على الحائط صورتي أنا وزوجتي هدية يوم الزفاف فهذا اسمها وصفتها أيضا رحمها الله فقد رحلت منذ ثلاثة اعوام متأثرة بالمرض اللعين بعد رحلة زواج استمرت 33 عام لابحر هذه المرة داخل نفسي واتذكر حياتي معها فالذاكرة لا تتذكر لها سوى أيام سعادتي معها وأذني وسماعها كلمات الحب والشكر والحمد منها وصوت انينها وهي تتألم من المرض ، وأنفي واستنشاقها لرائحة طعامها الشهي وعطرها فكانت تحب أن تكون في صورة مبهجة لي طوال اعوام زواجنا ، وعيناي التى لم تنظر لامراة غيرها وكم انهمرت منها الدموع على الامها وفراقها ،وفمي كم دعا لها بان يخفف عنها الالام ويرحمها ، وشفاهي وهى تضع اخر قبلة على جبينها بعد الفراق ، ويدي التى حملتها يوم زفافنا وتحتضنها فى ايامها الاخيرة وتحملها الى مرقدها الاخير، وقدمي التى كادت لا تحملنى فى جنازتها وعزائها والان استعد للذهاب بهما إلى فرح ابنتي الكبرى ، ويطرق زينب ومحمد اولادي الباب قائلين يلا يا بابا حنتأخر على الفرح وقبل ان اغادر من أمام المرآة أقول لها من صنعك أراد ان يرى بك داخله وليس ظاهره لانك لا تكذبي أبدآ وتظهرين الحقيقة مهما حاولنا اخفاؤها.

ملاحظة للأخ الكاتب

النص مكتوب كأنه فقرة واحدة وهذا غير صحيح، يجب تقسيمه لفقرات ووضع نقطة في نهاية الفقرة وترك مساحة سطر فارغ بين الفقرتين

ثانيا الهمزة المستخدمة في النص في أغلبها همزة وصل بحيث تم كتابة معظم همزات القطع وصلا

وأخيرا فعلامات الترقيم مثل الفاصلة تكتب ملاصقة للكلمة التي تليها في النشر الإلكتروني خاصة وهو ما يجب تعديله


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى