الخميس ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٥
بقلم عبد الباسط محمد خلف

"أنا وأربع بنات": دراما سورية عرجاء...

تنافست طوال شهر رمضان، مجموعة كبيرة من الأعمال التلفزيونية العربية القادمة من مصر وسوريا والأردن والخليج العربي. ووضع المشاهد من الماء إلى الماء في حال لا يحسد عليه.
فإلى أي منها سينحاز؟
وبأي الاستنتاجات سيخرج؟
وما هو التأثير أو الصدمة التي سيسببها العمل الدرامي؟
وماهي الأعمال التي سيتذكرها بعد زوال عرضها؟

بشكل شخصي، لم أجد متسعاً من الفراغ لمتابعة الكثير من الأعمال التلفزيونية، لكنني قررت أن لا أدمن مشاهدة أكثر من مسلسل واحد على الأكثر.
لم يكن خياري في استهداف "الحور العين" أو "الطريق الوعر" أو "نزار قباني" أو " عائد إلى حيفا" أو " عصي الدمع" أو" السيدة أصيلة" أو غيرها من قائمة قد تحتاج لمترين من الورق، وبعضها بحاجة إلى تحرير ومنتجه في اسمه ومضمونه وتفصيلاته وشخوصه وحبكته.

اتجهت نحو دراما سورية غير مهتمة بالسياسة، ولم تحاول الاتجار بالحماسة الوطنية أو الرموز الكبيرة.
"أنا وأربع بنات"
اثنتان وثلاثون حلقة
قصة وسيناريو وحوار: محمود الجعفوري
إخراج: رضوان شاهين
مكياج: أحمد حيدر
إنتاج: الشام الدولية للإنتاج الفني والتلفزيوني
الممثلون البارزون: أيمن زيدان وعبد الرحمن آل رشي.

في العمل الذي به خداع في اسمه ونجمه الأبرز، يمكن للمشاهد أن يقع في حيرة كبيرة، فهو لا يحتوي على فكرة كبيرة، وتفقده الكوميديا المفتعلة والهزل الكثير من قيمته. كما أن الأحداث التي تجري فيه لا تحمل أية محاولة للتجديد.

المسلسل باختصار، يتحدث عن أب ( لطفي الكعيان) لأربع بنات ( ليلى، ريهام، إلهام، خنساء)، توفيت أمهن، وشرع في تربيتهن، وتبدأ الأربع في عرض مشاكلهن الحياتية والعاطفية، ويقف الأب في البداية في طريق أحلام بناته في مسألة اختيار شريك الحياة، ثم يمنحهن حرية الاختيار، ويجري تحولاً مقصوداً في شخصيته وعلاقته ببناته من ود إلى مصلحة.

فليلى كانت صاحبة شخصية قوية، وقررت في النهاية التراجع عن ذلك، ، كانت تطلق دعوات يومية لزوجها لغرض الانفصال، ثم صارت تتوسل إليه أن يمارس عليها التسلط، والضرب، وفعل ذلك مراراً( دعوة للعنف والضرب والانفصال)
وخنساء على درجة كبيرة من السذاجة والسطحية التي تسمح لها بالذهاب إلى بيت الذي تحب، وتتقدم منه بطلب الزواج(درجة كبيرة من التسطيح والإهانة) وريهام التي لم تصل الثانوية العامة تقع في حب مدرسها الذي يسعى للخلاص من زوجته المصابة بإعاقة هو الذي سببها لها، ثم تقبل بشاب آخر(اتجاه يشجع على الزواج المبكر، والزواج غير المتزن) وإلهام الجامعية المتفوقة، تفاضل بين حبيبين، وتقبل أخيراً بابن عمتها( دعوة لزواج نمطي) تسلط الدراما الضوء على عدد من القضايا الجانبية كالعمل والعلاقات غير المتزنة و درجة قوة الشخصية النسوية و الذكورية أو ضعفها.

فيه الكثير من الثقوب، فهو يجعل المشاهد تائها في الوجهة التي يسير فيها الإيقاع العام، ويصدم عندما يختل التوازن بين هزل مفرط وجدية غائبة وسطحية الفتاة العربية و هشاشة "مؤسسة" الأسرة.

بتمعن في التفاصيل الصغيرة للقضايا التي ناقشها النص الدرامي، نصل إلى عجز حاد في القيمة الفنية لعمل باهت، ومكرر، ويمارس كاتبه ومخرجه ومنتجه خروجاً عن الجدية التي يتوجب علينا الالتزام بها، فلا ينقصنا إضحاك مفتعل وهزل أعرج وفراغات في المضامين وسطحية في التناول أو سذاجة في إظهار الفتاة العربية في هيئة اهتمامها في الشكل و خلوها من المضمون.
الصدمة التي أصبت بها، توجها الممثل عبد الرحمن آل رشي( أبو لطفي)، الذي يؤدي دوراً لعجوز متمسك بالماضي، يقع في فخ العشق في سن متأخر، ويكرر اعتزازه بذاته وإساءته اللفظية الاصطناعية لغيره عبر شتائم علنية لا تنتهي.
لم يتوقف المخرج وصاحب السيناريو عن ممارسة التسطيح و الإساءة للمشاهدين وللجنس البشري، فما أعلنه أبو لطفي في الحلقة الأخيرة من أنه هو ونظراؤه (الرجال) كلاب يلهثون وراء عظمة هي الأنثى حواء( المخلوقة من ضلع آدم)!!
كان الأولى أن لا نمارس إهانة مقصودة لأنفسنا ولمشاهدينا ولنسائنا ولأمهاتنا ولأطفالنا ولفتياتنا، ونسعى لتأسيس دراما ذات مغزى، وحتى ولو كانت كوميدية تعج بالفكاهة والطرافة.

أتمنى أخيراً أن اسمع صوتا يطالب المخرج والكاتب بالاعتذار عن الإساءة للرجال والنساء، فلسنا كلاباً ولا عظاماً!!


مشاركة منتدى

  • أؤيدك يا أستاذ خلف وأتمنى أن يستمع المعنيون بالأمر لحروفك

  • المسلسل حلو كثيييييييييييييييير
    وكل عيلتي كنا نتابعو مع بعض
    واحنا نضحك لانو كوميدي
    والتمثيل حلو
    وعلى فكره احلى مسلسل شفتو بكل حياتي
    وانا مش موافقه على هذه المقاله

  • لو هنتكلم عن كوميديا المسلسل فانا رايى كمشاهده جيده ومتابعه لاعمال الفنان ايمن زيدان..ان الكوميديا فى المسلسل ماهى مفتعله بنوب بالعكس انها كانت بمحلها وكانت طبيعيه جدا
    اما بالنسبه للشخصيات واخطائها فالمسلسل يعرض نماذج من الواقع اشخاص يخطئون ويرجعون عن اخطائهم بالنهايه بمساعدة والدهم (لطفى الكعيان)
    اما عن الجد(ابو لطفى) فكل رجل كبير فى السن غالبا ما يتمسك بعاداته وتقاليده التى طالما عاش عليها وشب عليها...اما بالنسبه للفظ ( مثل الكلب) فانا اتفق معك تماما فى انه كان من الافضل اختيار لفظ اخرانسب.ولكنى احببت الشخصيه فما زعلنى انه قال هيك.
    \

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى