الثلاثاء ٣ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

شعارنا الاتصال والوصال!

في إطار تقريب الإدارة من المواطنين قررت الحكومة نقل مكاتب الوزراء ومنازلهم إلى الأحياء الشعبية التي يحتاج سكانها إلى وثائق لإثبات مواطنتهم وإنسانيتهم. وهكذا نقل مكتب وزير الصحة مع كاتبته ومدير ديوانه وأطبائه ومستشفياته على صهوة حمار إلى حي تزدهر فيه الأمراض المعدية الخطيرة. ونقل مكتب وزير السياحة وكل مرشديه والمسؤولين عن السياسة السياحية في البلاد إلى جامع الفنا بمراكش لتعليم المواطنين كيفية استقبال السياح وتقبيل أذيال خيبتهم.

ونقل مكتب وزير التعليم وكافة أطره إلى حي يكثر فيه الجهل لتعليم المواطنين القراءات السبع والكتابات السبعين بأيديهم وأرجلهم وقوائم حميرهم وبغالهم. ونقل مكتب وزير المالية وكل موظفيه إلى حي يعاني سكانه من قلة الحال والمال لتعليمهم كيف يحسبون أموالهم قبل إعطائها للسماسرة وممثليهم في فرقة الفن المسرحي البرلماني.

ونقل مكتب وزير الشغل وكل من يشتغل فيه إلى حي شغل الناس الوحيد البكاء على مستقبل أبنائهم الذين أصبح شغلهم الشاغل هو البحث عن شغل تعافه حتى الضفادع لأنهم أصبحوا يخجلون من الوقوف أمام باب الوزير الأول الذي كان دائما يحصل على المرتبة العاشرة في القسم.ونقل مكتب السيد وزير الدولة في الداخلية وأعوانه من مقدمين وصناع صناديق الاقتراع إلى حي أصبح حديث الناس لأن جميع سكانه يعلمون أطفالهم عندما يبلغون مرحلة الفطام الصراخ والمطالبة بحقوقهم المدنية والطبيعية ويأمرونهم بألا يقفلوا أفواههم حتى يحصلوا على حقوقهم كاملة لا زيادة ولا نقصان فيها.

أما باقي الوزارات فستبقى حيث هي وسيطلب من سكان الأحياء الأخرى هدم أحيائهم وبناء أحياء جديدة بجانب مكاتب الوزراء ومنازلهم لكي يعرف الجميع أن لا شيء يقف حاجزا بين المواطنين والمسؤولين في بلدنا الحبيب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى