الأحد ٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٥
بقلم عائشة الخواجا الرازم

قم يا جنين

مستوطناتُ الطَّميِ
والجيش ِ الذليل ِ
كسيرة ٌواللهِ
لا تخشوا من الزبدِ
المحيطِ ببيتكم وببيتنا ...

رعدُ المخيم ِ
والعيونُ مع الوعودِ
تمدُّكم بالصبرِ والشجعان ِ
والبطلُ المخيمُ
كانَ رهانَكم
للانتصارْ.... !
وتواكبونَ سليلَ
أمطارِ الدمارِ
بوجْهِهِ
وتواكبونَ سليلَ
أمطارِ
الدمارْ

وتصفِّقونَ على بُعْيدِ
ديارِكُمْ بالانتظار
بل تهتفونَ :
اليومَ هلَّ النصرُ
للعزِّ العروبيِّ
الذي ملأَ المدارْ.... !
اليوم َيشتعلُ المخيمُ
تحتَ أرتال ِ الجنازيرِ
التي فوقَ الهشيم ِحديدُها
وسينهضُ الثوارْ

بلْ يهدِمونَ دُويْلة َ الفُجَّارْ
حيِّ المخيمَ
يجعلهُمْ غباراً
فائحاً
تتطايرُ
الدبابة ُ
انقلبتْ
على ظهرِ الجبينْ
تفجَّرتْ
بوميضِ شبان ِ المخيم ِ
وامَّحتْ
دبابة ُ العدوان ِ
بالدمع ِ الغزير ِ
وغادرتْ أرضَ المخيم ِ
جرجرتْ جنزيرَها
فتفكَّكَ الجنزيرْ

لا .. لا دماءَ ... ولا أصابعَ
لا ... عيونَ ولا حفيفَ
على حديدِ حديدِها

نِعْم التوهجَ والدعاءْ ... !
اليومَ جُنَّ الغدرُ
واحتجَّ الرثاءْ
اليومَ جُنَّ النصرُ
وانتصرَ الشبابُ
وعرقلَ الأطفالُ
بالكفِّ الطريِّ
وبالثُّغاءِ
فلولَ أعداءِ
السَّنا والأنبياءْ... !
لكنَّ في الوردِ
الممزقِ والوجوهِ
وتحتَ أكداسِ البيوتِ
دماؤُهم تحتَ الأنين ِ
خطيئةٌ مربوطةٌ
في عقد أعناق ِالكبارِ الغافلين
النائمين
على فراش ِ خوائِهم
وبعيرهم وبلا رنين !

وتُزلزلُ الدنيا
على صرخاتنا
قمْ يا المخيمُ
فوقَ أنقاضِ العذابِ
ومزق ِ الصمتَ المُخيِّمَ .....
وليكُنْ ضمنَ
القوائِم ِ يحتفي بالذاكرة
قمْ يا الذي سمَّاكَ
أهلُكَ بالجنون ِ
وأنتَ جنة ُ
أمتي بينَ الأحبةِ
والغفاةِ الظاعنينْ

قم يا بريق الأرض ِ
تحتَ هزيعِها
المنذورِ للغيثِ الهطول ِ

ووقعِ الدمَ بالترابِ وبالحجارة ِوالدموعِ
وخلِّطِ النورَ الذي صَعقَ البصيرةَ والسماءَ
فهذه الأرضُ احتفتْ بنحيبِنا ..... !

* * * * *
هذا الربيعُ ربيعُنا
أَوَ لمْ يُجنَّ ربيعُنا بجمالِنا ؟
حتىَّ اجتبانا رسمةًً أو لوحةًً .... ؟
أشقائق النعمان طال بها الظمأ .. ؟
منذُ اشرأبَّ جفافُ أبطالِ
العروبةِ فوقَ أعناقِ الترابِ ... ؟
وحلَّ في الأرضِ اليبابْ .......... ؟
نحن اجتبينا للربيعِ
فحلةُ الأرضِ الشبابْ ..... !
نحنُ الجنائنُ .... للحريقِ بنا رُضابْ ... !
نحن اجتبينا للعذابْ ............ !
وحلَّة الأرضِ ارتدَْت أشلاءَنا
فصلُ الربيعِ لها ثيابْ ... !
نحنُ المخاضُ ............ !
ويكمنُ الوعدُ الذي خلقَ الحنينَ
وأجملُ الملكاتِ لا تلدُ الخبائثَ في البنينْ ........... !

* * * * *
نحنُ المخاضُ ويشهدُ اللهُ
استوى بسمائِهِ
وتكلَّم َالمولودُ في مهْدِ العذابْ :
.... !
أنا الملوَّحُ في الدماءِ
وفي استماراتِ الفداءِ
وفي الرصاصِ
وفي العناءِ فلا مناصْ .................. ! ..
وتعدَّدتْ صرخاتُ يا اللهَ
يا الدنيا تعاليْ
بركِني أحشاءَ بطنِكِ
بالولادةِ والمخاضْ .......... !
سينجبُ الدهرُ
انحباسَ النقمةِ ........... انتظري
فقدْ ولدَ المخاضُ جنينَها
هل كانَ أنثى
واسمُها في الجيلِ ( أكبرُ نقمةٍ ) ؟
بل ربَّما هو للمخيمِ
طفلُها المنظورُ سمَّته الولودُ
مرابطاً ومدافعاً ومذكراً

والاسْمُ جنَّنهُ الجنونُ
وجُنَّ من جَني الجناةِ على الجنائِنِ
قالَ يا ويلَ الطغاةِ على الجنينِ ............. ؟
ولم يزَلْ بستانُ جنَّتِنا
يساومُه الجنونُ
ولم يُجن الناسُ بعدُ
على مواطئِ سفحِ
والدة ِالرضيعِ .... !
وبلَّلَ الموتُ المخاضَ
فلا ثُغاءَ ولا كلامَ
على سوادِ الكونِ
بيَّضهُ البياضْ ... !
ثم اعتلى في أرفعِ المدنِ العظيمة ِاسمَها
واحتلَّ من وطنِ النهارِ شديدَه
وانساقَ يرفعُ شارةَ الدمِ
واستغاثاتِ الفضاءْ ............. !
وجلجلَ الغضبُ الدفينْ .... !
ستشاهدُ الدنيا
انتصارَِ ركامِها بين البنينْ .... !
قمْ يا المخيمُ ...
يا الحزينْ .... !
قم يا المخيم يا الحزين !
قم يا المخيم يا الحزيييييييييييييييين ........ !
قمْ يا الذي نمتَ الهناءَ
على انتظارِ الفاتحينَ
وقد شهدتَ ربى الأمانِ
على التلوعِ في السنينْ .... !
قمْ يا المخيمُ بالجنونِ
وبالأجنةِ والجنائنِ .... !
والصغارِ النائمينْ ............. !
الحاملينَ دفاترَ الصبحِ الرهينْ ... !
قم يا المخيمُ
واستغثْ أيَّانَ مرسىً تحتمي
أيانَ مجدافُ البحورِ
لكَ الأمانُ لكَ الأمينْ ... !
وسوفَ تحملكَ
القواربُ والسفينْ .... !
فمثلُكَ المستنجدُ الملهوفُ
كانَ على روابي اللاجئينْ ............ !
يقف انتظارا عندَ أرصفةِ المدائنِ
والبحورِ على الشواطئِ
يؤثرُ الأمواهَ تحملُه إلى الحوتِ البطينْ ........... !
ولا يملُّ العومَ دون العالمينْ !
له الحماةُ الكثرُ مثلُ المنقذينْ ... !
وكلُّ أرتالِ الصواريخِ
التي أتقنْتَها وصنَعتها
وملكتَ أسلحةَ الدمارِ الشاملِ الحُبلى
بما منحَ الأميركيُّ المغمَّسُ بالعواطفِ في الكمين ْ ....!
وملكتَ في البيتِ الترابيِّ
الفيالقَ من رذاذِ الياسمينْ .......... !
وفرزتَ فيلقَها على وجهِ المخيمِ
والملائكةِ التي سقطتْ بمنزلكَ الدفينِ
لها ونينْ ..... !

وونةُ المجروحِ آهٍ يا صغيري .......... !
يا ربيعَ الفصلِ والمهجِ التي نامَتْ على
وجعِ النزيفِ وكومةِ السقفِ
المعلقِ فوق أهداب الأنين
لها ونينْ ..... !
على مجنزرةِ السلامِ ووعد أمريكا وحلمِ الغافلينْ
اليوم أو من بعد أو من قرب حين .... !.
قم يا جنين
قم يا جنين
قم يا جنون
قم يا الجنين
قم يا جنائنَ دمِّنا
وتمخضِ الأولادَ كنْ فدواً
لأهلِ الأرضِ يشهدكَ
الإلهُ على جرائمِ سلمهم وحنانِهم
سموا عليها بالسلاحِ وبالإبادة للعباد ِ
وأنتَ مكتوفُ اليدينِ
ولا سلاحَ سوى الجبينِ
سوى عروقِ النعنعِ
انتعشتْ على حوضِ الربيعِ
على عروقِ الياسمينْ
قم يا جنينْ .... !
قم يا جنين ..... !


مشاركة منتدى

  • من موسم الجرح يتجلى الشعر ليعلن عن وهج اللحظة ..من جحيم الوقت ينبثق النص بتشظياته وانكساراته وبوحه القصيدة في نسيجها تشكل سطحا يتشرنق بهمس الوحي وتجليات القدر التي تعلن عن العدم التيه الشتات الاغتراب لكن يبقى الشعر صلاة العشق ثورة اليقين شهوة الوجود المدهش.
    يبدو ان القصيدة توميء بواقع الذل والتيه والخراب والسراب
    وهذا يحرك كينونة الذات للاعلان عن كونها .
    بشير ونيسي دار الثقافة الوادي الجزائر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى