الأحد ١٢ حزيران (يونيو) ٢٠١١
بقلم رشا السرميطي

أحلام صغيرة بعيون نساء مقدسية

هكذا قررت توصيف وتسمية المعرض الختامي لمشروع " ميلاد " المطبق من خلال جمعية شعاع النسوية، بدعم من التعاون الاسباني، تحت لواء تمكين وتطوير دور المراة المقدسية وتفعيل أدائها للمساهمة الايجابية في المجتمع، علماً أن المراة تشكل نصفاً منه، فلابد من توظيف هذه الطاقات الكامنة واستخدامها بالشكل الأمثل مايعود بالنفع على نساء القدس والمجتمع المقدسي.

مما يذكر أنني من قمت بتصميم دعوة الحضور، كل الشكر والتقدير لأرجوان للتصميم المشرف على تنفيذ الدعوة - رام الله. كما استخدمت إحدى لوحات الفنان الفلسطيني اسماعيل شموط رحمه الله، لما فيها من صور لامعة تعكس صورة المرأة المقدسية وتؤكد على المسؤولية التي يجب أن تحملها وتؤديها بأكمل وجه.

هذا وقد افتتح المعرض في السابع من حزيران، مجد تمارى تحت شمس الصيف الخجولة، والتاريخ شاهد على حلو المناسبة، من كل شهر ينقضي مشتاقاً للقاء السابع من شهر آخر بجواره - سرٌ لكاتبة - استمر المعرض مدة ثلاثة أيام، فكما كانت الفرحة بـ " ميلاد " الحلم الجديد والتجربة الجديدة للنساء اللائي خضن التجربة كان لابد من نهاية، ضمتنا جميعاً في لحظات ما بعد البناء، ومابين آفاق عديدة نسبح فيها آملين بامتلاك مفاتيح النجاح قمنا بجمع أغراضنا وأغلق الباب المفتوح دونما علم عما سيأتي، فماذا بعد انتهاء المشروع ووقف التمويل.

هكذا هنّ الفلسطينين شعب خلق ليقاوم، ولا تقتصر المقاومة أبداً على النضال وجهاً لوجه أمام المحتل، بل تتعدا ذلك لتصل النواحي الإقتصادية والإجتماعية والنفسية ويؤسفني مؤخراً أن أقول: أنها شملت النواحي العاطفية، مع بناء جدار الفصل العنصري، الذي يلتف أعناق مدينة القدس، ومع احتدام الخناق والتضيق على الذين مازالوا مرابطين لأجل مدينة السلام، بات محرم علينا التفكير في اختيار من يؤازرنا في هذه الحياة، ولابد مراعاة شأن الهوية، والانصياع لقوانين وزارة الداخلية، والتأمين الوطني وغيرها من الجراح التي لم تلتئم في ظل عدم التحرر والاستقلالية التي يسعها لها المواطن الفلسطيني.

مما أود أن ألفت عنايتكم إليه أن جمعية شعاع النسوية، قد فتحت نافذة ما بعد انتهاء المشروع، وقد شرعت فسحة للأمل أمام النساء اللواتي يرغبن باستمرارية الانتاج والتدريب نحو خلق مواد يدوية يتم ترويجها والاستفادة منها كجمعية وكأفراد مساهمين بالإنتاج.

اشتملت مخرجات المشروع على العديد من أصناف التطريز اليدوي، إحياء للتراث الفلسطيني وترسيخاً لجذوره العميقة داخل نفوسنا، سواء في انتاج أثواب وشالات أم مخدات وأداوت لتزين المنزل تحمل الطابع الفلسطيني الأصيل، كما كان جانب للطرق على النحاس بشكل يدوي وتزين الفخار وتلبيسه إضافة لحياكة الصوف والكروشيه.

بعض من صور المعرض تظهر منتوجاتنا

مصطلحات توضيحية:

1. جمعية شعاع: جمعية نسوية تقع في مدينة القدس/ منطقة شعفاط، تسعى نحو الارتقاء بدور المراة ورفع مستواها على جميع الأصعدة النفسية والإجتماعية والإقتصادية من خلال تفعيل دورها المجتمعي وبناء جسور من الاتصال والتواصل نحو تحقيق الأهداف.

2. مشروع ميلاد : تاسس مشروع ميلاد تحت رعاية جمعية شعاع النسوية في القدس عام 2009 ضمن فعاليات مشروع كنعان التنموي الذي يهدف إلى تنمية وتعزيز قدرات المؤسسات القاعدية المقدسية المستهدفة بتمويل من مؤسسة التعاون الاسباني من خلال مؤسستي مندوبات واكسور.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى