السبت ١٨ حزيران (يونيو) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

تصفيقات حارة من فضلكم

صفقوا لهذا الكاتب فقد باع أخيرا مئة نسخة من كتابه. صفقوا له فقد ظهر على شاشة التلفزيون ولم يطفئ جهازه أحد. صفقوا له فقد اشترت منه وزارة الثقافة مائة نسخة أخرى. صفقوا له فقد استدعي أخيرا لحضور مهرجان أدبي بإحدى البلدان الشقيقة مدته ساعتين ونصف. صفقوا له وهنئوه على قميصه الجديد وعلى حذائه الإيطالي. صفقوا له فقد تجشأ لأول مرة منذ أن ولج عالم الكتابة. صفقوا له فقد نجح أخيرا في إقفال فم المرحاض بالأسمنت المسلح الذي حصل عليه خلال عشاء رسمي بموسم أصيلة. صفقوا له وهنئوه لأنه لم يفقد بعد عقله رغم ما حصل له مع الناشر والموزع.

صفقوا له فقد رشحته أخيرا زوجته الفاضلة لجائزة نوبل. صفقوا له فقد أصبح قادرا على شرب كوب قهوة مرة في الأسبوع بمقهى "مثلث برمودا." صفقوا لأديبنا العظيم لأنه قرر نشر مؤلفه الثاني بعد عشرين عاما على نشر الأول.

صفقوا لشاعرنا فقد نشر ديوانا ولم يتهمه أحد بكتابة الشعر وقرأ قصيدة أمام الناس ولم يرجموه وأهدى بيتا شعريا جميلا لطالبة رائعة الجمال ولم تصفعه ورشح نفسه في الانتخابات وحصل على صوته رغم كل وسائل التزوير.

صفقوا لهذا الناقد الأدبي فقد اكتشف بفضل ابن عمه الذي يعمل بديوان وزير الثقافة أنه ناقد سينمائي وناقد في الفن التشكيلي وناقد أحكام في محكمة النقض والإبرام والتبرم من المواقف التي لا تدر عليه نقودا لمواجهة القوات الامبريالية الجديدة: أطفاله و حماته.

صفقوا لهذا الملحق الثقافي فقد أكمل تشييد عمارته الثالثة في زمن قياسي لمغادرة منصبه وتركه لأحد أبناء عمومته الذي يحلم ببناء خزانة وطنية في قصره من أجل خدمة الوطن والصالح العام. صفقوا لهذا الباحث فقد اكتشف كنزا بمساعدة فقيه يتحكم في عفاريت المسؤول عن دعم المثقفين التائهين.

وأخيرا صفقوا للمسؤولين عن القناة الأولى المغريية الذين عطلوا مضطرين برنامج " مشارف" لتمكين المثقفين الذين هم على مشارف الجنون من إعادة ترتيب أوراقهم من جديد عوض قضاء الوقت في تتبع برنامج أرغم معده على برمجته في ساعة متأخرة من الليل للاستمتاع بالوحدة و التأمل و ترديد أغنية "احنا و القمر جيران. "


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى