الأحد ٢٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم رامي أبو صلاح

قولوا لها

قولوا لهـــــا أني هجرت زماني
ورجـــــــوتُ ربي خالق الإنســــانِ
 
أن تسكني قلبــــــي ولا تترددي
في داخـــــلي أنتِ انعـــــــمي بأمانِ
 
واحيي كما ترضيــنَ أو فتجوّلي
ما بيــــــــن أجزائي وفي شريـــاني
 
يرتاح قلـبي والهوى في أضلعي
يجتـــــــاح روحـي مشعلا ً أشجاني
 
جودي على قلبٍ هــــواكِ ببسمةٍ
أضنــــــــــاهُ طول الهجرِ والحرمانِ
 
ودعيهِ يمنــــحكِ المودةَ مخلصاً
فلقد هواكِ وصــــــــارَ منكِ يعـــاني
 
أُرهقتُ من فرط الصدود مكابراً
فتنــــــــــاثرُ الأفكـــــــارُ في أذهاني
 
لو أنتِ ترضيــــني حبيباً، قُلتُها:
أني أحبــــــــــــك دونــــــــما كتمانِ
 
أبقى أحبــــــكِ لو تمزق خافــقي
أو حاربت كــــــــلُّ الحروفِ لساني
 
فالقلبُ يحــــــيا بعد حبـــكِ هانئاً
والحرفُ يحمـــــلُ من هواكِ معاني
 
قولي أحبـــكَ تلكَ تكفــــــيني فلا
أحتـــــــــاجُ غيركِ من بني الإنسانِ
 
فالروحُ أنتِ شفــــــاؤها ودواؤها
وسعادتي لــــــــولا هواكِ "أمـــاني"
 
روحي تُحلقُ في فضـــاء محبتي
ترجــــــــــو لقاءكِ ما غدت تهواني
 
واللهُ يعــــلمُ إن رحلتِ للحـــــظةٍ
أبدو حزينـــــــاً دونــــــما أحــــزانِ
 
فجُعلتِ في الدنيـــــا كأعظم عِبرةٍ
عن قُدرةٍ للخــــــــالق الرحمــــــــنِ
 
سواكِ سحـــــراً ظاهراً ومميـــزاً
والعاشـــــق المجنـــــــون قد سوّاني
 
عينـــــــاك سحرٌ والشفــاهُ رقيقـةٌ
والخـــــــدُّ وردٌ لونـــــــه أضنــاني
 
فالعينُ بدرٌ خلفَ ظــــلّ سحــــابةٍ
إذ فوقــها الجفنـــــــانِ يلتقيــــــــانِ
 
والوجهُ كالشمـــس المنيرةِ مشرقٌ
لا مثــــــلهُ يعطــــــــى بنو الإنسانِ
 
إبداعُ ربــــــي قد بدا في بســـــمةٍ
خدّاكِ يبتســـــــــمانِ والشفـــــــتانِ
 
يحلو صبــاحي بل ويصبحُ مشرقاً
إن كنتِ شمـــــسي من تنيرُ زماني
 
أو فابسمــــي وخذي فؤادي ربــّما
يحيـــــــــا بعيداً عن أسى الأحزانِ
 
جودي علــيّ ببعضِ وصلكِ علّني
بالشــــــــعرِ أصبـــحُ سيدَ الأزمانِ
 
أو أنظم الأشعارَ ليـــــس كمثلــــها
في ما تخيّـــــرَ أو روى الثقــــلانِ
 
ولصرتُُ أعظم شاعرٍ في عصرنا
حتــــى القصيدُ يخافني ... يخشاني
 
أما أنا فجميـــــــلِ بثنــــــــةَ عاذلي
وابن المــــــــلوحِ فيكِ والقبـــــاني
 
لو عنترُ العبــــــسيُّ يعلمُ قدرتــــي
لأقــــامَ حرب الحبِّ في أزمــــاني
 
وجريرُ لو يدري بشعـــري ما هجا
شعـــــرَ الفرزدقِ بل يخافُ لِساني
 
ولقدْ نظمتـــــكِ ألفَ ألفِ قصيــــدةٍ
ورويتُ شعـــــراً كـــامل الأوزانِ
 
وخَلقتُ للشــــــعر الفصيح مدارسي
وجعلتُ أروي الشعرَ لستُ أُعاني
 
فالقلبُ لــن يُبـــــقي هواه مُقيّـــــــداً
بمدارس الإحيــــــاءِ والديــــــوانِ
 
يا ليتـــــها كــانت نراها روحــــــنا
لمنحتـــــــها لكِ ما انتظرتُ ثواني
 
أهواكِ أنت وأرتجــــي منك الرضا
وأموتُ مسفـــــــوحاً من الهجـرانِ
 
في حُبّـــــــكِ اختلت موازينـــي فلا
يرتاحُ فكـــــــري أو ينـــــام بناني
 
حتى الحقائقُ لستُ أُفتـــي صدقَـــها
إن لم تقرّيــــــها وفــي إيمــــــــانِ
 
مثلا ً إذا ناديتـنـــــي محمـــــــودَ لا
يبقــــــى لرامي فيَّ أي معــــــاني
 
أما السمـــــاءُ فلونـــــها لو قلتِ أخـْ
ـضــرُ ردّدت أن بدّلـــــي ألــواني
 
قد كنتُ شخصـــــاً لا يمـــــلُّ تأملاً
في خلقِ ربٍّ مبـــــــــدعٍ رحمـــنِ
 
لكننـــي ما إن عرفتـــــكِ لم أعـــــد
فيما سِــــــــواكِ أُطيلُ في إمعـاني
 
بل صِرتُ أخشى حبكِ الموجودَ في
قلبــــــــي فقدْ أفقدتِنــــــي خِلانـي
 
كلّ المعـــــاني إن نطقتِ جميــــــلةٌ
وتصيـــــرُ أجمــل بل أرقَّ معاني
 
حتى الجنــــونُ يصيرُ فكــراً سامياً
والقُبــــــحُ يصبــــــحُ رائعَ الألوانِ
 
أما الأصــــــم إذا رآكِ حبيبـــــــتي
نادى أحبـــــــكِ يا غصــــينَ البانِ
 
قولي سلامـــــاً إن مررتِ معمـــراً
سيعودُ شبــــــلاً شبَّ في ريعــــانِ
 
من أجلِ أن ترضـــي أسافرُ هائــماً
وأصيـــــــــرُ مفقــــوداً بلا عنوانِ
 
لو أنتِ تهويـــــن الشديـــــد حبيبتي
أصبحتُ "هتلرَ" والوغى تخشاني
 
أو تطلبين الطفــــلَ أصبحُ طفلــــكم
وأعودُ ألعبُ في حمــــى الصبيانِِ
 
قالوا: حرامٌ أن تمــــوت فدى هـوىً
إنّــــــا نراكَ لحنْتَ في الأديـــــانِ
 
فأجبتهم: هلاّ سألتــــــم قيـــــسَ عن
سببٍ دعـــــــاهُ يهيم في البلدانِ؟!
 
واستحضروا كل الرجال ومن هووا
لا لن يكـــــون هناك من ساواني
 
يا أجمــــــل الفتيـــات يا نور الدجى
يا من إذا قابلتُ خــــــارَ كيـــاني
 
وتألقي يا فرحتــــــــي وسعـــــادتي
فلقد جعلتــكِ سُلطـــــةً لكيانـــــي
 
واقضــــــي بموتـي لو يريحُك إنني
راضٍ بحــــكمٍ منكِ يا سلطـــاني
 
قد كنتُ بابن جنيــــــن أُعرفُ سابقاً
لكنّ أرضــــــكِ قد غدت عنواني
 
يا بسمــــــــــةَ المنفيِّ يلـــقى موطناً
أنت البــــــلادُ وحبكِ أوطـــــاني
 
ألقي علي اللـــــــــوم إن شاهدتِ يو
ماً مَن سِواكِ ينــــام في أحضاني

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى