الأحد ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم حنان بديع

بوصلتنا في ظهورنا

هل تستمد ايه فكرة مصداقيتها من عدد الناس المؤمنين بها أم من الاثر الايجابي الذي تتركه في حياتهم، الامر الذي يثبت بطلانها من مصداقيتها؟

الجواب المنطقي يؤكد الاحتمال الثاني..

لكن الواقع يقول أن ملايين البشر يؤمنون حقا وبشكل متوارث بالكثير من الافكار التي تدخل في اطار الاعراف الاجتماعية أو القيم الدينية.

لكن الموضوع يأخذ أبعاده الخطيرة عندما لا يتوافق ذلك مع مجريات العصر ولا ينسجم مع المتغيرات المجتمعية المتسارعة في عصر العولمة، فنحن في عصر لم يعد يحتمل كل هذا الكم من الافكار المغلوطة والأعراف والقيم التي تتضخم مع مرور الزمن لتأخذ مكانتها المقدسة في ثقافتنا.

من أين أبدأ؟

نحن شعوب نريد كل شيء دون عناء، نرغب في المعجزات دون ايمان أو قناعة..

يقول المثل: آمن بالحجر تشفى..

فكيف نشفى دون ايمان؟

كيف نريد طرقنا نظيفة دون أن نحترم عامل النظافة في ظل اعرافنا الاجتماعية التي لا تحترم المهن؟

كيف نردد أن أكرمنا عند الله اتقانا ونرفض تزويج الفقراء ونحتقر من نعتقد أنهم أقل شأنا منا؟

كيف نذكر المرأة بأنها ناقضة عقل ودين ثم نطلب منها أن تربي وتنتج عقلا كاملا؟

كيف نتصور العالم مؤامرة وغزوا فكريا وعولمة خبيثة تستهدف العرب وعروبتهم ثم نستنفع بكل منتجات حضارتهم دون أن نقوى على مقاطعة ساندويتش هامبرجر امريكي؟

كيف نريد عالما خال من التطرف والعدائية ونحن نعتقد أن الجنة لا تتسع الا لفريق واحد فقط؟

كيف نريد عالما خال من التفرقة بين ابيض واسود ونحن نرفض نسبهم والاختلاط بهم؟

كيف نريد تثقيف المرأة وضمان مستقبلها بوظيفة وشهادة وتعليم ثم نصر على المهر ومقدم الزواج كضمان لمستقبلها دون اعتبار لأبعاده غير الانسانية في البيع والشراء باعتبارها سلعة يحصل عليها من يمتلك المال؟

نحن كمن يحلم بطعام دون سمنه وحق دون حقيقة وكبر دون شيخوخة!!

كان سقراط يرى أن "النساء لا يحببن الحق والحقيقة "

فهل كان يجهل أن شعوبا بأكملها كذلك؟

أما لماذا..

فلأن بوصلتنا في ظهورنا.. عيوننا الى الامام وخطوتنا الى الخلف!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى