الخميس ١٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

الناس في بلاد العرب

الناس في بلاد العرب ينامون في بيوتهم وفي الصباح يستيقظون في الزنازين. يقبلون أبناءهم ساعة النوم وعندما تشرق الشمس يقبلون حذاء الجلاد.

الناس في بلاد العرب يمارسون حقوقهم الطبيعية أثناء الليل ويمارس عليهم قادتهم ساديتهم خلال نشرات أخبارهم من الصباح إلى المساء. يغنون خلال أعراسهم وأفراح لعب أطفالهم ويذرفون الدموع في اليوم الموالي على أحلامهم التي اختطفت منهم من طرف الحاكم و زوجته وأخيه و كل أفراد عائلته.

الناس في بلاد العرب زوجاتهم يحملن في أرحامهن أطفالا طبيعيين ولما يحين المخاض يلدن الفئران والكلاب الجر باء والقطط البلهاء. الناس في بلاد العرب يتعلمون المشي على اثنين ثم على ثلاث ثم على أربع. و في نهاية حياتهم يمشون على ظهورهم أو على بطونهم في أحسن الأحوال.

الناس في بلاد العرب يحكمهم القائد الهمام و ابنه الهمام و زوجته الهمامة وعمه الهمام و خاله الهمام وكاتبته الخاصة الهمامة وسمساره الهمام وبستانيه الهمام وشرطيه الهمام و في بعض الأحيان حماته الهمامة عندما تنتصر على أمه الهمامة بالضربة القاضية الهمامة.

الناس في بلاد العرب يسبح الغرباء في بحارهم وأنهارهم وغاباتهم وآبار نفطهم ويسبحون هم في عرق ودموع وآهات بعضهم البعض. الناس في بلاد العرب يحرثون حقولهم و يزرعونها قمحا ورمانا و ليمونا ولما يأتي الحصاد يجنون المسامير والحجر وأطنانا من الخيبات والأمراض و الألم الدائم.

الناس في بلاد العرب ، يا سائلي، المسؤول فيهم لا يجيب أبدا صرخة الداعي إذا دعاه. يجيب فقط صرخة الزوجة والأبناء والحفدة والمريدين من وزراء وجنرالات عندما يصرخون " هل من مزيد؟"

يجيبهم صارخا مؤنبا : ألم يكفيكم ما أعطيتكم من ملايير وبحار وأنهار وأراض؟ فكفوا عن الصراخ إلى أن أتم توزيع الفتات على هذه الجماهير الفاتحة أفواهها وصدورها من محيطي إلى محيط زملائي القادة العرب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى