الأربعاء ٣٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

كف عن النباح

أعرف كاتبا كلما ظهر اسم جديد في الساحة الثقافية إلا وظن أن المسألة موجهة ضده فيدخل معه في عداوة لا نهاية لها. أما إذا حصل أحد الكتاب على جائزة فتلك زلة لن يغفرها له. يحضر كل المهرجانات والمحاضرات ويتدخل فيها كلها مخافة أن تسلط الأضواء على غيره فتهضم حقوقه هو. إنسان غريب بالفعل فهو مشحون ليل نهار ودائما على أهبة الاستعداد للشتم والقذف السريع والبطيء. يكتب في كل المجالات فهو كاتب قصة قصيرة وكبيرة ومتوسطة وناقد وكاتب سيناريو وصحافي وناقد سينمائي وفنان تشكيلي ومناضل من أجل حقوق الإنسان والجن.

في كل مقاهي العاصمة يتحدث ويتوعد. فهذا كاتب تصفعه زوجته وهذا آخر يمسح أحذية وزير الثقافة وهذا ثالث حضر مهرجانا بالخارج لأنه مرتزق ويتعامل مع الصهاينة وهذا رابع حصل على قطعة أرضية لأن أخته لها علاقة بأحد المسؤولين الكبار.

هذا الإنسان لو استعمل ربع طاقته في مراقبة الطيور لأصبح كاتبا كبيرا. لو استعمل ربع طاقته في مشاهدة مراهقة وهي تمشي على رمال الشاطئ لأصبح شاعرا. لو استعمل ربع طاقته في التفرج على طفل يحاول بناء قصر من الرمال لأمه المريضة لأصبح روائيا كبيرا. لو استعمل طاقته في معرفة نفسه ودواخله لأصبح أعظم كاتب في التاريخ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى