الخميس ٢٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم عبد الجبار الحمدي

تقلبات في زمن التغيير....4

هام على وجهه، استوحشها، قضى بكائه نهيقا، حرقة على ما فقد، طفق يلعن ويسب كل إنسان، ذاك المتعالي، المتجبر في فقره وتسلطه، أدرك الآن أن السلطة في يد الإنسان، آله حادة مميتة، بالتأكيد لا يجرح بها نفسه أو يدميها، بل يستخدمها أداة قتل بفاشية، لجبروت كامن في داخل كل واحد منهم، هكذا خسرت من أحب، فبإخلاص حمار آزر من لفاه يُقَدر، فخان لحظة خنوع، لابد لي من السير عكس اتجاهه، سأعمل على إيجاد عتلة تُغير من طبع هذا الإنسان، تجعله يخاف الحيوان، الحمار بالذات، فلا يمكن أن يستمر الحال وجرم يقع على من هم مثلي، ماذا جني الحيوان ليصبح عبدا، في زمن اللا عبيد واللا إنسانية، لست منهم، فما لهم يطالونِ بسوط لا يفرق بين الإنسان عن الحيوان، هل بات بنو البشر آفة للسلطة؟ سؤال حيرني كثيرا، سأعمل جاهدا على تجديد مسارات خطوط، لعالم الحيوان أولا، ومن ثم عالم الحمير، جال الكثير من المناطق، بث شعار، الحيوانات يجب أن يكون لها مسار وهدف، في عالم فقدت الإنسانية فيه الناموس، عمل عدة لقاءات هنا وهناك، أبرزت فيه جانب الإدراك، والشعور بمعاناة الحيوان عموما، سارعت الحمير إلى التأييد، كونه من صنفها، اشترك العديد في التأثير، بنشر أن الحيوان ليس أقل ذكاء من الإنسان، وما الاستعباد إلا ممارسة، مارسها عالم الغاب في حقب بالية، ظلمة أدت بالكثير إلى الموت والانقراض، هاج وماج بها فتكا، من لبس اللبدة عباءة يخيف بها من هم أقل شئنا منه، أو أقل ضعفا، مطلقا زئيره في جوف جبل خال من الذئاب، زاد في زئيره رهبة، كانت أخباره تسير إلى عالمه بشكل سريع، توجست الحيوانات التي تمكنت من السلطة فرض قيود بأسلاك شائكة في ليل دامس، دعت للتحرك بشكل لا يدل على إنها قد تأثرت بالقادم الجديد، فالحياة لبست الديمقراطية عرسا ذو أبعاد مختلفة، فمن حق الجميع، إنسان كان أو حيوان أن يناشد بحرية التعبير، وله الحق في المطالبة بالإصلاحات، عُمر قضي في تفتيت صخور صماء، بسجن كبير يطلق عليه الوطن، عبارة سمجة، التعددية فيه بأشكالها الملونة ذات النيجاتيف الواحد، الذي لا يتغير إلا وقد جاء بالدكتاتورية معه إرثا، آن الأوان أن تنتشر حرية التعبير، أطلقوا للرأي العام، أن الحياة ستكون أفضل مع المصاهرة الجديدة، فلا حدود للديمقراطية، فالمحميات الإنسانية في عالمنا قد اكتملت، وآن لمحميات الحيوان أن تكتمل، ولعل من تسلم زمام المبادرة والسعي في الترشيد، يمتلك من الخبرة الكثير، تلك التي أهلته لأن يكون قائد حملة، الرجاء منها ترسيم خطوط طول وعرض، هكذا هم بنو الإنسان، برغم كل المساحات الكبيرة على سطح الأرض، لا زالوا يعيشون ضمن خطوط طول وعرض بجغرافية من الأقوى؟ وسؤال كم يمكن أن أعيش؟ في المنظور الأبعد، كان الإنسان يراقب تلك الحركة الغير طبيعية، التي بدأت تأخذ خطوطا تكاد تكون مستقيمة، تحركت غريزة الغيرة، والخوف، أفرز هرمون الأدرنالين كمً لردة فعل غير معلومة العواقب، لقاءات واجتماعات، توزيع منشورات، كلها تدعو للانضمام إلى عالم يكون الحمار فيه سيد لموقف، رابط لجام الأمور، كيف هذا؟؟ هل عجز عقل الإنسان عن الابتكار؟ ليجعل الحمار يسوق عالم الحيوان كعربة، لا بد من وسيلة لوأد الفكرة، فما أن يستنشقها المغلوب على أمره منهم، حتى يتبناها، عبر منظمات تحمل نفس الشعار، لا للحياة العقيمة.. نعم لولادة فكر عالم الغاب، وتعم الفوضى.

في تلكم الإثناء، كانت قد انتشرت سيرة الحمار الثائر على الواقع، والمتمرد على جبروت البشر، حمار ناضل في الحصول على الحرية، كسر قيود الظلم، بعد أن سلبت حريته، قتلت عائلته، شُرِدَ وهُجر، حتى بات مقهور الإرادة، هاهو الآن يحمل شعار لا لعالم الإنسان.. نعم لعالم الحيوان، لا فرق، فجميع الطرق تؤدي إلى روما، سواء سرت بشكل مستقيم، أو سرت بشكل متعرج، فكلها تؤدي إلى نتيجة واحدة، النفوذ والسلطة، أنتشر خبر عن لقاء جماهيري، وإلقاء خطبة عصماء للقادم بشعار، الحرية الحقيقية أن تعرف من أنت؟ حتى تعرف ما يمكنك أن تقدم للآخرين، كانت قد حبست الفضائيات أنفاسها، عمل من خاف على نفسه فقدان صوت، أو مساند، من كشف بواطن أمور، فعمد إلى نشر أداة تخريب بين صفوف، همها ضرب الحابل بالنابل، وبث الفوضى، لاح من شَغَلَ الكثيرين، البعض قال: أنه صاحب عقل راجح وشخصية فذة، فقط أنظر إلى هيئته، فعالم الحمير مشهور لديهم ومعروف، من طالت أذناه، امتلك الخبرة في عالم الحيوان والإنسان، صمت الجميع، هالهم بساطته، وجلده التقليدي، فهو لم يكن ارستقراطيا، بل من عامتهم، هز ذيله، عفط ليخرس كل صوت، فقال: ما وقفت وقفتي هاته، إلا لأني شعرت أن عليكم أن تبدؤوا بالمطالبة بحقوقكم، منكم الكثير الذين عجزوا عن القدوم، لأنهم ملوا، ترديد سماع نفس النغمات، في مهاترات عبارات، ولعل البعض يتساءل!؟؟ ما الذي يحمله هذا الحمار من جديد؟ والحق أقول... لا جديد عندي، الجديد هو عندكم انتم، فبكم يمكن أن يُصنع القرار، أنتم أصحاب الحق في العيش برفاهية وسلام، في عالم شارككم فيه الإنسان، رغم إنكم أقدم منه تأريخا، حين كانت الأرض يحكمها العدل، فلا تجاوز، ولا تناحر على الموارد، كل شيء كان مقدر بقدر، إلا أن الإنسان ومنذ بدء خلقه بدأ بالاغتصاب، التوسع، ونشر الفتنة، وُلد معه حب التسلط، عاش في عالم الكهف الحجري وهو يحمل فكرة التسلط على الضعفاء بهمجية، تلك نقلها إرثا معه إلى عالم التحضر، فالهمجية لا زالت متلبسة به، رغم ما يحمل من ثقافة، وتطور، كل شيء تغير إلا هو، فلا يزال أنه الأفضل بعقله، ونسي أن العقل متى ما تلبسته الغريزة مات، وعليه أن يحيا بقانون الغاب، لذا وجب علينا بعد أن فقد الإنسان إنسانيته أن يتساوى معنا في كل شيء، عليه أن يقبل بواقع القادم الجديد، وآن له أن يدرك أن عليه الخوض معنا في المعركة الجديدة من التغيير في الانتخابات، ووجب أن يحسب حساب إن عالم الحيوان مليء بالعبر، فليرجع إلى كتب عالم الحيوان وتنظيم الحياة فيها، ليدرس عالم النحل، عالم النمل، وعالم البحار، حتى عالم الحمير، فكل له منظومة حياة، لا يمكن تجاوزها بالقفز على الآخرين، لذا أعلن أمامكم عن ترشيح نفسي لأمثلكم في ظل عالم الديمقراطية الجديدة، أملا أن أكون خير من يمثلكم، لا أعلم ما الذي يمكن أن أقدمه لكم، لكن وقفتكم معي ستكون الحافز للمطالبة بالاستحقاقات الحيوانية، للتميز عن الاستحقاقات الإنسانية التي تاهت في عالم اللعبة الكبيرة، والتي تسمى السياسة المطاطية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى