الثلاثاء ١٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢

ما بين النتيجة وبينى

ماهر اسماعيل محمد طلبة‎

ورقة 1

أزهرت أوراق النتيجة تعلن حلول الربيع.. كانت الطبيعة تبتسم تبدأ مهرجان ألوانها وتنتظر الوليد.. فى داخلى كان اللون الرمادى مازال يضرب جدارن حياتى وسماء الرؤيا غيم وسحب القلب تملأ طرقاته، تزيد من مساحة الإظلام توحل حياتى بالأمطار وتسد نوافذ القلب عندها بحثت فى نتيجتى الخاصة كان فصل الشتاء مازال فى رونقه.

ورقة 2

أتت النتيجة بالبحر يطارد الأوحال ويغسل الهموم، يفتح نافذة للطرق البرية، يرى منها القلب الحياة.. كانت الشمس تخلق الحياة وتميتها.. تخلقها وتميتها.. ورقة.. فورقة.. فورقة.. " كانت ورقة القلب ذابلة كأنها لا ترى الحياة "... بنفسى القيت فى البحر لعله يغسل الوحل المتجمع فى الشرايين يفتح نافذة قلبية للحياة.. كانت المياه تتدفق وتتدفق.. تذيب وتذيب.. تعيد وتعيد فتح النوافذ القلبية.. عندها بحثت فى نتيجتى الخاصة كان الشتاء يقاوم السقوط .. لولا حرارة الشمس لما أوصدت نوافذى القلبية، لما أوصدتها قط.. ولقبلت الحياة.

ورقة 3

دهنت النتيجة الحياة بلون كئيب.. تساقطت أوراق الأشجار مثلما تساقطت أوراق النتيجة وتجمعت فى سلة مهملات الزمن.. عندها سعدت فلونها الكابى يناسب لونى الداخلى.. توحدت مع الحياة.. توحدت حتى صرت شجرة أوراقها على قارعة الطريق تداس بالأقدام

ورقة 4

أوحلت النتيجة الطرق حتى صارت كحياتى.. زاد وجه الكأبة.. زاد ما بينى وبينها من تشابه.. أحتضنت الحياة.. اجتزت الطرقات.. أخلط ما بين وحلى ووحلها.. أتوحد كلما طال الزمن التصق وحل الطريق بوحلى حتى صار الانفصال محال يومها نزعوا الورقة الأخيرة من النتيجة وألقوا بها على قارعة الطريق، فسقطت جثة هامدة على جثة هامدة تدفئها.

ماهر اسماعيل محمد طلبة‎

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى