الأربعاء ١ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم نور الدين علوش

حوار خاص مع الدكتور كريم الجاف

بداية أشكر موقع ديوان العرب على هذه الاستضافة للتعرف على واقع الخطاب الفلسفي وانشغالاته، فضلا عن الواقع العربي بعد التحولات السياسية الأخيرة.

 سيدي الكريم من هو الدكتور كريم الجاف؟
 دكتور كريم الجاف مواطن عراقي يعمل استاذا جامعيا ويدرس الفلسفة الأوربية المعاصرة في قسم الفلسفة/كلية الآداب/ الجامعة المستنصرية في بغداد. اهتم بقضايا وإشكاليات واقع عالمنا المعاصر في مختلف جوانبه الثقافية والسياسية والبيئية.......ألخ

 بداية حدثنا عن مشروعكم منتدى فلاسفة بلا حدود؟
 يعد منتدى فلاسفة بلا حدود واحدا من النشاطات الفكرية الذي نسعى به الى نشر الوعي الفلسفي عبر أدوات التواصل الاجتماعي، فضلا عن تحقيق الأهداف التي نصبو اليها وهي: عولمة الفلسفة،والحق في الاختلاف، وصداقة البيئة، ومجتمع المعرفة تلك الأهداف التي انبثقت عن راهنية العصر الذي نعيش فيه ونتواجد.

 هل ستكتفون بالنقاشات الافتراضية أم ستنشرون أبحاث المنتدى ورقيا؟
 الحقيقة أن مشروعنا يتجه نحو التموضع في العالم الخارجي عبر اقامة الندوات والملتقيات الفكرية التي تتناول الإشكاليات والقضايا الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية والبيئية التي انبثقت عن التحولات الحضارية الكبرى، لاسيما بعد هيمنة أدوات الثورة العلمية المعاصرة، واعني بها تكنولوجيا المعلومات والاتصال والإعلام والبيوتكنولوجي، والنانوتكنولوجي، التي شكلت ومازالت تشكل الواقع الجديد لعالمنا المعاصر.

 سيدي الكريم ما هو وضع الفلسفة اليوم بالعالم العربي؟
 الحقيقة ان الخطاب الفلسفي في العالم العربي ما زال بعيدا عن الواقع فهو ينظر الى ذلك الواقع من موقع متعالي في حين انه ينبغي ان يكون في موقع المحايثة لاحتمال اشكاليته وتشخيص العوائق التي تقف حائلا أمام انضمام ذلك الواقع الى الركب الحضاري المعاصر. وأرى ان السؤال الفلسفي الحقيقي الذي ينبغي ان يطرحه فلاسفتنا هو كيفية إخراج مجتمعاتنا من الانغلاق الى الانفتاح، فضلا عن كيفية ادخال قيم المجتمع المدني المعاصر، وضمها الى ثقافة الجماعات والثقافات الفرعية التي تسعى الى اغلاق مساحات التفكير العقلي والمدني والحضاري التي تؤطر الميدان العام بهدف الهيمنة عليه عبر فرض قيم الجماعات التي ترفض الاختلاف والمغايرة، وفرض السلوك الاستبدادي فيه وعليه.

 هل نحن قادرون على استيعاب المناهج الغربية وإبداع مناهج تتناسب مع خصوصياتنا الفكرية والثقافية؟
 الحقيقة لقد استوعبنا المناهج الغربية لاسيما على مستوى الدرس الفلسفي الأكاديمي، الا أن المسألة ماهو المنهج الافضل الذى الذي يمكن يكون افقا للتفكير بأشكالياتنا وقضايانا الراهنة. ارى ان الدرس الفلسفي لما يزل منعزلا عما يحدث في واقعنا الراهن، وبالتالي ينبغي اثارة السؤال انطلاقا من الواقع المعاش وليس من الأبراج الأكاديمية التي يتفكر فلاسفتها من خلف الزجاج.

 سيدي الكريم اسمح لي أن انتقل بكم إلى المجال السياسي نحن أمام منعطف تاريخي كبير ألا وهو الربيع العربي هل من قراءة فلسفية وسياسية لها؟
 الحقيقة ان الثورات التي حدثت في العالم العربي هي ثورات شعبية بأمتياز، وعندما نقول شعبية فأننا نعني ان شرارة الثورة وعناصرها كانت الشعوب العربية ذاتها، لكن هناك من يأتي للأستثمار تلك الثورة.الغرب وبالتحديد اوباما الذي اطلق على تلك الثورات(الربيع العربي)بدأ بأعادة انتاج وتوزيع القوى في الدول التي حدثت فيها الثورات كيلا تكون بعيدة عن تمركز اللوغوس الغربي وهيمنته، وفي اطار عمليات الفوضى الخلاقة.

 سيدي الكريم هل من دور ثوري للمثقف العربي في اللحظة الراهنة؟
 الحقيقة في عالمنا المعاصر اختفى مفهوم المثقف الثوري الذي يسعى لإنتاج ايديولوجية لتغيير الواقع، اذ أن كل نشاط فكري يسعى لانتاج ايديولوجية لتغيير الواقع هو نشاط غير مشروع، لأنه لاينسجم مع اشتراطات العالم المعاصر الذي نعيش فيه،فأن على المثقف ألان تغيير ادواته المنهجية، كيما يقرأ الواقع عبر الاشتراطات الفكرية لعالمنا الراهن ذلك العالم الذي يميل نحو التنمية البشرية، والأصلاح الاجتماعي واحترام كرامة الإنسان اكثر من ميله الى الثورات التي تخلق الفوضى والاضطرابات السياسية والاجتماعية التي لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

 بعد نجاح الثورات العربية في إسقاط الأنظمة الاستبدادية فهل نحن قادرون على بناء دول ديمقراطية تعددية.؟
 نعم ان الشعوب العربية أصبحت اكثر وعيا بعد التطورات التي حدثت في العالم جراء التحولات الحضارية الكبرى التي تكلمنا عنها سابقا، وبالتالي فأنه من الصعوبة بمكان بقاء الأنظمة الاستبدادية على شاكلة بن علي ومبارك والقذافي ومازال حبل إسقاط تلك الانظمة على الجرار، وانما متفائل فيما يتعلق بقدرتنا على بناء دول ديمقراطية وتعددية تحترم حقوق الانسان وكرامته.

 هل انتم متفقون مع القائلين بان المستفيد الوحيد من الربيع العربي هم الإسلاميون؟
 لاشك ان الإسلاميين هم الذين استفادوا من تلك الثورات ،لكن اذا لم يحقق هؤلاء طموحات الشعوب الذين جائوا بهم الى السلطة، واذا لم يحترموا حقوق الإنسان وفق المعايير الإنسانية الراهنة،سيكون مصيرهم كمصير الطغاة الذي اسقطهم الشباب في الثورات الاخيرة.

 ما هي السيناريوهات المقبلة لما بعد الثورات العربية؟
 ان سيناريوهات ما بعد الثورة سيكون إما دخول شعوب تلك الثورات مرحلة الطور الديمقراطي، أو العودة الى الثورات مرة أخرى.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى