الاثنين ٣٠ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
آخر مكابدات عروة بن حزام
عبدالرحمن حمادي
1نبكي على عشق فيه ما تواعدنالكنّه جاء كرعدة البرق ..أو أقوى.وهل تولد المواويل إلامن قلوب كواها الهجروأضناها النوى؟وما ينسال ماء الشعر فياضاإن لم يكن عقل قائلهبنار هواجس البعد قد انكوى؟ألهذا تلاشيت يا امرأةفيها انطوت أسرار العرّافينوقلبي حول أسرارها انطوى؟ولماذا غاب الجسد البدويفصيّرني الغياب فيكمن مجانين الهوى؟أتراك هذياني وصحويأم استفاقة موجوعردّه عرّاف اليمامة خائبافالعشق كسطوة الغيلانفي الاساطيرماله دوا..لايعرف العراف أن العمر منذور إليك،لوجهك الذي حفظته في تواريخيمن جاهليتي إلى الزمن القريب؟يامن حملت نكهة النخيل لمتعبيسعى لظل وارف قبل المغيب.يا امرأة قطفت عيناي من خديهاالفل والريحان ..حملتني برمشيهالبساتين الليمون وسهوب الأشجانهل كنت تاريخي قبل التواريخوكينونتي قبل أن أكون؟ابتعدي أو اقتربي...غيبي أو احضري...فأنت جنوني الجميل..ما أجمل أن نلج معافي هذا الجنون2جنون يسلمني لجنونوظنون تنصب حولي رايات ظنون..يارب هذا الكونكم أحصيت نجوم سماواتك وأنامثل طفل على قبر أمه يبكياحتمي فيك؟كم أحصيت الكثبان حولي ذاهلااجمع ما تبقى من صوتي وناديك:يارب الحيارى...اطفيء في قلبي الجوى؟يا أنيس المستوحشين في المضاربمعهم كنت ومثلهم كنت..و اعرفلارملهم تفجر ماءولاعنقود في نخيلهم استوىلهم أوتار الربابات تبكيولي عواء الذئب ينوح على عمركسرعة صعلوك حافياغانما كسرة خبزعلى جوعه جرىفياسراة الفيافي من يسري معيزادنا أشعار المراثي والمفاخرنحملها ونسري مع الليل حيث سرىوعندما يأتي الصباح زاهدانغفو تحت خيمة تاريخنا الذيملأناه حكاياتلاقيمة للتاريخ بدون حكاياتلايكون التاريخ تاريخا بلا رتوشوزخرفاتلاتكون للوقائع بهجتهاإن لم نجمّلها ببهرجات وبهرجاتكل جنون في الحكايات ننسبه إلينا،كل عاشق ننسبه إلى الجنون لكينجعله وسيلتنا لذرف العبرات..ما أكثر قصص مجانين العشق عندناوفيها لايرد ذكر لنساء مجنوناتفهلموا نسري بلا زاد ولا ماءما همّ جفاف ينابع بوادينافنحن نأكل قصص الماضيونغتسل بماء ماكانو...ما فات3هي الصحراء رحم أم حنونعلمتني أن العشق أوله جنونوآخره جنون .يا عشبا لاينبت فوق فبر احفرهابلله بنزف مافي شراييني من دماءأناشدك ياعشب لكي تنبتفصحارينا لاينبت فيها إلا خواءانبت لمن يحكون جنوني ...يضيفون شجونا فوق شجونيصرت بقايا خمرهم في الكاسحولوني قدوة كل عاشق منهميحكي شجونه قبل شجوني للناسقلت أصاحبهمفأحاطوني بدم ثم ارتحلواناديت : يااهلي انتظروا..خذوا دمكم معكم و اهجرونيلكنهم وسموني مجنوناووحيدا في كثبان ذاكرتي...تركوني.4سيدتي الصحراءشاردا آخيت وحوشها والذئابفيها انزرعت مع الفرسانوطولبت بثارات كليب..بدياّت القتلىفي حرب الداحس والغبراء..سيدتي الصحراءأمرتني بان أحصي شعراء مضاربهافأعجزني العذّكيف اعدّ وفي كل خيمة شاعر،وقوّال ،وندّاب،ومدّاح ،ودسّاس،ومغتاب ،وهجّاء ؟كيف اعدّ وكل شاعر هو فارس ،ومقدام، ، ومضياف ،وعفيف،و..زير نساء!!في الانتصارات ...كلهم شعراءفي الانكسارات ..كلهم شعراءتخرّ لهم في أشعارهم الجباللكنهم يخروّن من نظرة حسناء.سيدتي الصحراء انصهرت فيهافصرنا معا بلا أسماء..في آخر ليلة عشق مجنونسلمتها جسدي المنهك بسلامكانت حواسي تفلت منيوتزحف نحو موتياهو الموت المبهمأم هي أضغاث من أحلام..؟ولكني أحسست بهم من حفر يأتونصاروا يطوفون حوليمرتدين أكفانهم بقايا بشر يبكونأرجعت حواسي مرعوبا وصرخت:كيف يقوم الموتى من الموتوكيف هكذا بلا دم يمشون؟!فجأة .. قبل المغيبرايتهم يجمعون هياكل أجسامهمويرحلونقلت ألج معهم في رحم الغياب..لكني تجمدت..كنت معهم ياامراة العشقتومين اليّ بحيرة ولاتتكلمينعندها أدركت انه كان كابوسيفالموتى في الأحلام لايتكلمونمشتاقا كنت سأتبعك لرحم الموتولكن تحجمني حيرتي ...فلو تبعتكلمن سأسلم هذا الجنون؟
# عروة بن حزام:من أشهر الشعراء العشاق، عاش في زمن الخليفة عثمان بن عفان، أحب ابنة عمه وذهب لإحضار مهرها من اليمن، وعندما عاد بمهرها اخبره أبوها أنها ماتت بعد أن زوجها غيره، ثم اكتشف الحقيقة وعاش عمره شاردا محنونا بحبها.
عبدالرحمن حمادي