الثلاثاء ٢٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم فاروق مواسي

خمس ق. ق. ج

إضراب..

علاقتي بالحمّام حميمة، أرى فيه هوايتي التي أستمتع بها. إلا أن هذا المكان الممتع لم يكن مرغوبًا أمس، بل قاطعته! فقد عدت إلى البيت ورائحة العبق عالقة بملابسي ويديّ.. ولم تكن لديّ إمكانية للاتصال بك والاطمئنان عليك.. فوجدتني كلما قلقت قرّبت يديّ إلى وجهي، فأشتمّ رائحة عطرك الساحر ثم أعيش احتضانك..

كانت ملابسي متّسخة، ولكني لم أشأ تغيير بلوزتي التي علقت بها رائحتك، حتى الآن لم أغسلها، ولم أغسل شالي الذي التقط تلك الرائحة المميزة. عزفت حتى عن غسل يديّ لئلا تغادرها تلك الرائحة المثيرة لحبي!وكم حزنت لأنها بعد فترة أخذت تتلاشى بين يديّ.

ولكن هل تصدّق أنها المرة الأولى التي أنام فيها دون أن أستحم؟؟ وبسعادة ورضى أيضًا؟

لم أشعر برغبتي بالاغتسال أبدًا رغم حاجة جسدي لذلك.

في الصباح أحببت أن أرتدي تلك الرائحة..

قال لي: ألم ترتدي هذه بالأمس؟ أظنها تحتاج للغسيل والتنظيف..

  أظنها!!

أين البسة؟

كان مسؤولاً كبيرًا في دائرة، وقد عُرفت عنه الرزانة والجدية..

وكانت الموظفات أشكالاً وألوانًا..

غير أن إحداهن جذبت نظره بلباسها المثير..وشفتيها النافرتين..وعينيها الملونتين..

وما إن سألها مداعبًا ومقتربًا وبهدوء العاشق: أين البوسة؟ حتى جن جنونها، وأخذت تحدث المسؤولين عنه وعن مضايقته، فهي بنت شريفة، ولها أصل وفصل، فهل جاءت هي هنا لتعمل؟ أم أنها جاءت لهذا المستوى من الرذيلة؟ وكيف يجرؤ هذا الحقير..؟

ولما عقد مجلس الضبط لفحص المسألة ولاتخاذ القرار بشأن المدير، سألوه:

  هل صحيح أنك قلت لها: أين البوسة؟

  أنا؟؟؟؟ أعوذ بالله! فأنا سألتها: أين البسة؟

  وما زالوا حتى اليوم يبحثون عن تلك البسة؟

المقام محفوظ

كان شيخ قبيلة قد وقع بين يدي بعض القبائل الأخرى، فارتأوا أن يهينوه.
ثم إنهم قرروا أن يسد الشيخ مسد ثور الحراثة، فيشفي ذلك غليلهم..وهكذا كان..

..

عندما عاد الشيخ إلى قبيلته ألفاهم غاضبين يكادون يتميزون غيظًا على هذه الإهانة التي ألحقت بهم.

هدأ الشيخ من ثورتهم، وقال:

كلمة الحق يا إخوان..صحيح أنهم فعلوا ما فعلوا وأساءوا إلي، ولكنهم مع ذلك حافظوا على الأصول وخاطبوني بالحسنى؟

  حافظوا!!!! كيف؟ حسنى!!!!؟؟؟ كيف؟

  عندما كانوا يوجهونني يمينًا ويسارًا كانوا يتوجهون إلي باحترام:

يمين يا شيخ!

شمال يا شيخ!

قدام يا شيخ!

من التراث

قيل لعالم من علماء المسلمين: - أما تستحي وأنت تأكل أمام الملأ في السوق؟

فقال: أرأيتم لو كنتم في دار فيها بقر وكنتم جائعين، فهل تحجمون عن الأكل؟

  لا

ثم إن العالم اعتلى نشزًا وجعل يعظ، فاجتمع خلق كثير..ثم إنه قال:

"روي عن فلان بن فلان عن فلان وفلان و ق ط ظ ع ف ق م ك.. أنه من بلغ لسانه أرنبة أنفه أدخله الله الجنة".

فلم يبق أحد إلا حاول أن يخرج لسانه وهو يحاول جادًا أن يصل إلى أرنبة أنفه..

ابن أبوه

كان يصلي عندما بلغه أن ابنه قد سجن، والخبر يقول إنه يشارك في نشاطات سياسية..

فوجه الرجل غضبه نحو زوجته التي جلست تستغفر وتمرر حبات السبحة بين أصبعيها:

هذي تربيتك يا خيرية، مالنا وللحكومة؟ هل قتلت أمنا أو أبونا؟.. والله ما أنا سائل عنه!

..

وبعد برهة تبين أن سبب الاعتقال أنه كان في منطقة الميناء في حيفا، وكان هناك يصول ويجول في مكان محظور، ومعه آلة حاسبة يحسب سعر الدولارات، ويحاسب هذي وتلك..

  ابني كل عمره ديك!

قال ذلك بنوع من الزهو: "هالمنحوس ابن أبوه!"

وتابع صلاته، وهو يقول: "الحمد لله!"


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى