الاثنين ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم مرفت محرم

أمومة

يقولون القط بسبع أرواح، أما البنى آدم فروحه فى أنفه، دفعته الغيرة من هذا الكائن الصغير، الذى يمتلك قدره عجيبة على الإفلات من الموت، إلى تقمص الصوت، فانتابته حالة من المواء، وهو يواجه كارثة الغرق.... لم يسمعه أحد، فعاد إلى الصراخ والصخب:
ـ أغيثونى... إنى أغرق... إنى أغرق

بعد سنوات من تلك الحادثة، هاهى قطته البائسة، قد رزقت بسبع قطط، فامتلأت الشقة بتسعة وأربعين روحاً، ينظرون إليه شذرا وكأن البيت بيتهم، وهو المتطفل عليهم!

اتخذ قرار عقاب الأم التى خربشته، عندما أراد أن يداعب القطط الصغار، ويربح تعاطفهم معه، على اعتبار أن وجودهم، تعويض له عن الأولاد، الذين شاء رب العباد، أن يحرمه منهم

فوضعها فى زكيبة، وحملها كالحقيبة، وألقاها فى صحراء، حيث لا زرع ولا ماء، وعاد نافضاً يديه من الغدر والعار، الذى لحق بهما فى وضح النهار

وبعد أن قضى بعض الوقت فى التجول والشراء، عاد إلى شقته الغراء، ليجد قطته فى عقر الدار وحولها الصغار، فرحين بعودتها، وهو واقف على الباب بحمله الذى معه، تخترق جسده رصاصات عتاب توشك أن تصرعه .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى