الأحد ١٢ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
بقلم عبد الباسط محمد خلف

نصوص حرة..

سارة

سأل الصغير أحمد والديه، على شرف المسلسل المصري"سارة" الذي قامت ببطولته النجمة حنان ترك الفنان أحمد رزق وأخرجته شيرين عادل: شو يعني سارة بدها تتجوز حسن؟

يتلون وجه الأم، ولم تجد غير القول: يعني بدهم يبنوا بيت كبير!
تدور أحداث المسلسل حول قصة فتاة معوقة ذهنياً يتوقف نموها العقلي عند مرحلة الطفولة، ويسعى طبيبها(حسن) لمساعدتها حتى تتجاوز هذه المرحلة وتستعيد نموها الطبيعي، وتنشأ بينهما قصة حب تلاقي مصاعب كثيرة.

تقول أم غبراهيم التي يعاني زوجها من إعاقة: أحسست بأن سارة ابنتي، وهذه أول مرة يتابع فيها زوجي مسلسلاً بهذه الدرجة، لدرجة أن كان يبكي في بعض المواقف..

لا استثناءات!

الزمان:يوم قبل العاصفة الانتخابية الديمقراطية.
المعني: موظفة في لجنة الانتخابات المركزية.
السؤال: كيف يمكن لشاب يعاني شللاً رباعياً من الإدلاء بصوته؟
الجواب: لا يوجد استثناءات في القانون، إلا لمن يحضر إلى مركز الاقتراع!

سيمون دو بوفوار

تقرأ مختارات من فلسفة المفكرة والكاتبة الفرنسية سيمون دو بوفوار، وتشعر أن ثمة ما يستحق الانتقال الحر لغيرك.
تقول في حوار صحافي أجراه معها ب. فيانسون-بوتية: " لا تأتي الاختلافات في الطبيعة الأنثوية والذكرية، ولكنها تتأتى من المجموع الثقافي، و يزداد إيماني بهذا الأمر بإضطراد."

وتضيف" ينبغي على المرأة ذاتها، إن كانت ربة عمل كبيرة أو طبيبة جراحية مشهورة القيام فيما بعد بالأعمال المنزلية وإعداد المائدة، وهي التي تقوم بالتسوق وبالتالي تتحمل عبئا مزدوجا."
وتقول:" أنا لا أؤيد كثيراً تمثيل المرأة البرلماني، فالانتخابات لا تعني الشيء الكثير لي، ولم يكن سوى حجة أيضا، ثم أن هذه المسألة حساسة إلى حد ما، فلو أرادت النساء الحصول على السلطة على طريقة الرجال، فلا داعي للمشقة، وهذا ما نريد تغييره بالضبط، تغيير كل هذه المفاهيم والقيم. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن من الواضح أن المرأة التي تمتلك مسؤوليات اجتماعية أو سياسية أو فكرية هي أكثر قدرة على خدمة النساء الأخريات من تلك التي لا تملك أداة بين يديها. وببساطة فإن الذي يحدث في الغالب هو أن النساء عندما ينجحن في هذا فهن يتنكرن للنساء الأخريات، ويشعرن بأنهن ينجحن وكفى وبمقدور أي كان أن ينجح، والحال أن هذا أمر خاطئ تماما، لأن المرء لو ينجح فذلك بالصدفة، أو بالولادة، أو بالحياة، أو بالمال، وهذا لا يثبت أبداً أن وضع النساء قد تغير بهذا النجاح"

فن في المدينة

المدينة مصابة بحمى الانتخابات التشريعية، الملصقات وألوان الدعاية تشوه الجدران بعشوائيتها وبإسرافها الملون.
الأحاديث والعيون تتجه نحو الخامس والعشرين من كانون الثاني وما بعده، والبعض يترقب المطر الذي صار كضيف شرف.
يسعى فنانون كنجوى الزريقي وأيمن المصري وريم أبو الرب وإيطاليون اختاروا أسماء مستعارة وشائعة خوفاً من الرقابة الإسرائيلية التي قد تحرمهم من العودة لفلسطين، لرسم جدارية أمل وحزن و أشجار زيتون ودلالات للحياة.
تقول نجوى: ها نحن نمزج الأمل بمسحة حزن ونمضي. فيما يقول الإيطالي"جاك": الزيتون الذي تشترك به فلسطين مع بلدنا يرمز لقوة عشق الأرض والتجذر فيها، وهذا أمل إضافي، وإن اقتلعوه.

شعارات

تروي إحدى النساء قصتها مع شقيقها، الذي أصبح اليوم مرشحا في سباق الانتخابات.
تقول بصمت: انظروا إلى شقيقي الذي ينادي بالحرية والديمقراطية، فقد أجبرني على الزواج قبل أن أنهي تعليمي المتوسط، من رجل يكبرني بعشرين سنة.
السؤال: ما الفرق بين القول والفعل؟

إسراف في الوقاحة

يرسل عبر بريده الإلكتروني نكته تفوح منها الذكورة القاسية. يدعي المؤلف أن مرشحة ما وعدت الناخبين بتخفيف أسعار الفياغرا الزرقاء المستوردة ومدفوعة الجمارك!

مواطنة عادية

في الحافلة العمومية تبث مواطنة عادية جداً أحزانها بالجملة. تقول" تريد البلدية قطع الكهرباء والماء عن منزلنا، ونفتش عن دواء ولدنا المصاب بمرض خطير ولا نجده في العيادة الحكومية، ويريدون منا أن نشارك في الانتخابات البلدية والتشريعية!

كفاح ناعم

يأتي دوامها المسائي ثلاث مرات في المستشفى، تضطر للغياب عن أولادها وزوجها، الذين صاروا يفتقدون حنانها وحرصها عليهم في ليالي الشتاء وغيره.

الصغيرة تتوق للمسات أمها الحنونة، والابن الأكبر صار يشتاق لأيام الدوام النهاري لأمه، ولنهارات إجازاتها الشحيحة.
تسأله عن أمانيه في مهنة المستقبل، فيأتي رده: لا أريد أن أتعمل التمريض مثل أمي، حتى لا أغيب عن أولادي...!

اكتشاف

يتحلق الصغار حول نار خافتة في جنبات البلدة، تسألهم من أين أحضرتم هذه الملصقات الملونة والكثيرة؟

يتنافسون على الرد، وتأتي الإجابة: من الجدران، "يار ريت كل يوم في انتخابات، هذا الورق أحسن من الحطب!"

شجار!

حمل الشابان الجدة والجدة وهما يعانيان المرض والشيخوخة والوحدة، وساروا بهم فوق كراسيهما المتحركة إلى مركز الاقتراع.
عند مدخل الباب نشب جدال بين حزبين سياسيين، على الأصوات الهرمة، فاتفقا على تقاسمهما..

سأل أحدهم: من منكم يعرف هؤلاء، أو يقدم لهم مساعدات معنوية؟
تأخر الرد، واختفى الجميع…


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى