السبت ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم زياد يوسف صيدم

البشارة

على رقعة جدباء قاحلة.. تشققت تربتها وتفسخ جلدها حتى برزت شقوقها اخاديد متعرجة ..ابتلعت بين تعاريجها كل امنياتهم وأحلامهم..مساكين هؤلاء الفقراء وحاملى المعاول من اصحاب الوجوه السمراء المتعبة .. هناك، كان هو ممتطيا صهوة حصانه بالكاد يستقيم تحت ثقل جثته المكتنزة والمتخمة..كان يلوح بيده ممسكا بسوط دبغ من بقايا لحمهم الحي.. اختار ربوة تعتلى الجموع.. وبسبابته لوح بها عاليا ومن بين اسنانه كان لسانه يتراقص نافث سيلا من كلمات ممزوجة بزبد لعابه .. بالكاد يستطيع فصيح اللغة فك طلاسمها .. التف الجمع على مقربة واللهفة تلاعب حدقات أعينهم الشاخصة كفناجين قهوتهم المرة....سكون سيطر على المكان، وهدوء قطعته نبضات قلوبهم المتلاحقة وقد استطالت رقابهم المشرئبة..انهى حديثه وغادر مسرعا. هاج الجمع وماج.. التفت رقابهم نحو فصيح اللغة.. ترجم لهم: معاليه يعدكم ببشارة عيسى ابن مريم!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى