الأحد ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم جميل السلحوت

بنت وثلاثة أولاد في مدينة الأجداد

ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية الدوية الأسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس قصة الأطفال " بنت وثلاثة أولاد في مدينة الأجداد" للأديب الكبير محمود شقير، والتي صدرت قبل بضعة أشهر عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في رام الله-فلسطين محلاة برسومات الفنان التشكيلي حسني رضوان، وهي مطبوعة على ورق مصقول، ورسوماتها مفروزة الألوان، والقصة صفحاتها غير مرقمة.

بدأ النقاش ابراهيم جوهر فقال:

العقل الراجح مقابل الاندفاع

يختار الكاتب (محمود شقير) لقصته الموجهة إلى جيل الفتوة المأخوذ بالتجريب والمغامرة عنوانا ذا دلالة توحي بالتكامل الفكري والتأثير. (بنت وثلاثة أولاد) عنوان القصة فيه اهتمام بالفتاة ذات القدرة على المشاركة والمغامرة وإبداء الرأي، ولا يمنعها جنسها ولا كونها وحيدة بين ذكور ثلاثة من إبداء الاعتراض وأحيانا السخرية، وأحيانا الإهمال.

تقوم القصة على لغة السخرية والدعابة التي وفّرت لها حياة ومذاقا خاصين. فالكاتب يسخر بالمصطلح (الحرب)، وبالموقف (تكوين العصابة، وزيارة البلدية) وبالحوار ( الحوار مع رئيس البلدية ) وبالتصوير الذاتي الداخلي لموقف سفيان وهو يتصور نفسه رئيسا لعصابة وعليه أن يكون بعيدا عن الأعين لزيادة الأهمية...

يأخذ الكاتب من حدث عادي بسيط (التزحلق بقشرة موز على الرصيف) منطلقا يقود قارئه من خلاله في جولة داخل نفسيات الفتيان والفتاة، ويطلعنا على أسلوبهم وأفكارهم وهو يصنفها بين التهور والاندفاع والتردد والتعقل في إشارة واضحة لقارئه باتباع الأسلوب الأكثر صحة واستقامة وإقناعا.

اهتم الكاتب بالأرقام وحددها بدقة. فالاجتماع استغرق خمسا وأربعين دقيقة، وسفيان أمضى ثلاثة أيام معتكفا في منزله، والعقوبة للمخالف منعه من النوم سبعة أيام،والجدال استغرق ثلاث دقائق، والعصابة ستذهب إلى رئيس البلدية وتمهله للاعتذار ستة أيام وعشر ساعات وأربعين دقيقة....فما الهدف من استخدام الأرقام بهذا التحديد ؟

في ظني أن الكاتب أراد توظيف الرقم المبالغ في دقته ضمن أسلوب الدعابة والسخرية من جهة، ومن جهة أخرى قصد تعليم قارئه أهمية الوقت والتنظيم والتحديد. وإذا عرفنا بأن الفكرة الأساسية للقصة تنطلق من كون المدينة مدينة الأجداد (أريحا) قد مضى على بنائها عشرة آلاف عام، فإن حضور لغة الأرقام مبرر وضروري.

زاوج الكاتب بين الواقع الحقيقي والمتخيّل ؛ فهو يصف رئيس البلدية وصفا ينطبق على الشخص الحقيقي ذي الشعر الأشيب الذي يشبه الثلج، وقد شاب قبل الأوان. ويقود شخصيته القصصية للتأكد من أن الرئيس لا يحمل كتلة من الثلج على رأسه.

لقد دفع الكاتب شخصيته الرئيسية للتراجع عن تفكيرها المتهور وأحلامها بالحرب وتشكيل العصابة والحقد وطلب الاعتذار، وقاده في طريق الحكمة، والتطوع لتجميل المدينة.

المدينة التي كانت مكروهة أوضح الكاتب جمالها وهدوءها وبراءتها ودور بلديتها مما يدعو لعشقها، وهذا ما حصل من الفتيان والفتاة. والمدينة هنا تصير وطنا، ومدينة، وفكرة ؛ هي واقع وحلم.

هذه القصة الجديدة في أسلوبها الفني المعتمد على الحوار والفكرة، واللغة الساخرة الأليفة بمداعبتها لمشاعر الطفل القارئ تأتي لتقول : إن لنا وطنا جميلا مظلوما علينا المساعدة في حمايته وتجميله، وإن المسائل تحلّ بالحوار والرأي، وأن لكل إنسان رأيه الذي عليه إبداءه في المواقف العامة،

وإن هذا كاتب يستحق الاحترام، فشكرا لمحمود شقير.

وقال جميل السلحوت:

مؤلف القصة محمود شقير، أديب كبير معروف، صدر له حوالي 40 كتابا في القصة القصيرة، والأقصوصة، وقصة الأطفال والفتيان، وأدب الرحلات، والمسرحية، واليوميات، وله سرديات تتفاوت بين القصة والرواية، وستصدر له رواية قريبا، كما كتب المسلسلات التلفزيونية، وهو أول الفائزين بجائزة الراحل العظيم الشاعر محمود درويش، ويعتبره النقاد ملك القصة العربية، وترجمت له قصص لأكثر من عشر لغات.

وفي القصة التي نحن بصددها"بنت وثلاثة أولاد في مدينة الأجداد" يؤكد لنا أديبنا شقير بأنه يأتينا دائما بما هو جديد بطريقة ابداعية لافتة، وأنه يستطيع ابتداع حدث بسيط ليسرد لنا من خلاله ما يرمي اليه من أهداف، ومنها تعريف القراء –والأطفال منهم- بوطنهم وتاريخهم، ولمّا كانت القدس همّه الأول لما تتعرض له المدينة من سلب للجغرافيا والتاريخ، فقد كتب عنها أكثر من سردية وأكثر من مجموعة قصصية من القص الوجيز، وها هو يعرج على مدينة أريحا في قصة طويلة للأطفال.
ومحمود شقير في هذه القصة عالم تماما بنفسية الأطفال وكيفية تفكيرهم البرئ، فكثيرا ما نشاهد الأطفال وقد انتظموا في مجموعات يمارسون من خلالها طقوسهم وألعابهم الصبيانية التي تتناسب وقدراتهم العقلية.

مضمون القصة: يتمحور مضمون القصة على حدث بسيط هو: تزحلُق طفل في الشارع بسبب قشرة موز ملقاة على الرصيف، فيفكر الطفل بالانتقام من رئيس البلدية بسبب ذلك، ويشكل عصابة من أقرانه وهما ولدان وبنت، وتدور بهم الأفكار بصبيانية متناهية لتشكيل عصابة، مهمتها الانتقام، ويقترحون اقتراحات صبيانية مثل القاء عشرين قشرة موز في طريق رئيس البلدية، أو منع القطار الهوائي" تل فريك من العمل لمدة أسبوع، ومنع سكان المدينة من النوم لمدة أسبوع، لكنهم في النهاية يصلون الى الحلول الصحيحة والسليمة من خلال الحوار فيما بينهم، وهو التطوع لتنظيف شوارع وطرقات المدينة، أو يُبَلِّطون رصيفا في أحد أحياء المدينة، والرسم الجميل على جدران الشوارع لتزيينها وجذب السياح اليها.

قيم تعليمية وتربوية: وردت في القصة عدة قيم تعليمية وتربوية منها:

 أريحا أقدم مدينة في العالم.

 عمر مدينة أريحا عشرة آلاف عام.

 أريحا مدينة فلسطينية عربية بناها الكنعانيون العرب.

 تقع أريحا في أخفض منطقة في العالم.

 يقع البحر الميت الفريد من نوعه قرب مدينة أريحا.

 أريحا دافئة شتاء ومعتدلة في فصل الربيع.

 في مدينة أريحا مواقع أثرية تاريخية مثل دير قرنطل وقصر هشام.

 للبلدية وظائف هدفها خدمة سكان المدينة.

 أهمية مطالعة الكتب لزيادة المعرفة وهذا ورد على لسان بثينة أكثر من مرّة. كما ورد ذكر مكتبة البلدية وضرورة تردد المواطنين عليها لقراءة ما فيها من كتب.

بثينة: بثينة شقيقة زيدان، وهما صديقان لسفيان الذي تزحلق بقشرة الموز، وانضما مع اسطفان الى عصابة الأطفال التي اقترحها سفيان، ونلاحظ أنها كانت أكثرهم وعيا وعقلانية، وهذا ليس أمرا عفويا، بل هدف الكاتب من ذلك تبيان دور الإناث في مجتمعنا، وهو يدعو بذلك-وإن بطريقة غير مباشرة- الى إشراك المرأة بمختلف مراحلها العمرية في كافة مجالات الحياة، وأنها مؤهلة للقيام بدورها، وقد كان واضحا في القصة انحياز الكاتب للمرأة، فقد جاء على لسان السارد:"ولبثينة حضور جذّاب، ولها ملاحظات صريحة على ما تسمعه من كلام".

أسطفان: ويلاحظ من اسمه أنه مسيحي الديانة، وفي هذا إشارة الى أن شعبنا متعدد الديانات والثقافات، وأن الطائفية لا مكان لها بين أبناء شعبنا...فكلنا أبناء شعب واحد، متساوون في الحقوق والواجبات.

اللغة والتشويق: يملك أديبنا لغة جميلة بليغة، وأسلوبه مشوق بشكل لافت، فالقارئ للقصة يتابع أحداثها بيسر وسهولة، ويجد فيها متعة وتسلية.

الرسومات: مع أن ما يطبع عندنا من كتابات للأطفال يعاني من الرسومات غير اللائقة وغير المعبرة عن المضمون في غالبيته، إلا أن رسومات الفنان التشكيلي حسني رضوان هنا تشكل استثناء إيجابيا، فهي رسومات جميلة ولافتة وتعكس المضمون بشكل لافت، بل وتسهل للأطفال فهم النص، بل وتثير فيهم الرغبة لزيارة مدينة أريحا التي تدور فيها أحداث القصة.

الإخراج الفني: الكتاب مطبوع على ورق مصقول، ورسوماته مفروزة ألوانها، وهذا أمر جيد ومطلوب، لكنني أتساءل عن سبب عدم استعمال غلاف مقوى لهذه القصة ليسهل حفظها- خصوصا وأنها مخصصة للأطفال-؟ فأطفالنا يستحقون الكثير، مع إدراكنا للتكلفة المادية المترتبة على ذلك، لكن طباعة الكتاب مدعومة من القنصلية البلجيكية العامة في القدس، كما ورد في الصفحة الأخيرة. ومونتاج القصة موفق وجميل، لكنني أتساءل مرة أخرى عن سبب وضع اسم الناشر والجهة الداعمة وتاريخ النشر على الصفحة الأخيرة، وليس على الصفحة الثانية من الكتاب كما هو متعارف عليه؟ أو ليس في ذلك تقليد غير مدروس لكتب الأطفال الأجنبية، والتي تبدأ لغاتها من اليسار الى اليمين؟ وهذا ما جعل الصفحة الأولى في الكتاب تماما مثل الغلاف الأول بدون الرسومات، لتبدأ القصة في الصفحة الثانية مباشرة.

لماذا: معروف أن الكاتب عندما يكتب موضوعا معينا يكتب عن جانب واحد منه، فهو لا يكتب بحثا علميا عنه، لكنني أتساءل عن عدم تطرق الكاتب في القصة الى سبب القاء قشرة الموز في الشارع؟ ولماذا لم تكن في القصة دعوة لعدم القاء النفايات في الطرقات والشوارع؟ فقد ورد في القصة على لسان اسطفان ردا على بثينة في الصفحات الأخيرة من القصة:" ومن واجب قشر الموز أن يجد له مكانا غير الرصيف" فهل هذا واجب قشرة الموز أم واجب الانسان الذي ألقاها على الرصيف؟ صحيح أن كلا اسطفان كلام طفولي، لكنني أعتقد أن الطفل لن يدرك مغزاه.

وقالت رفيقة عثمان:

الأنثى في القصَّة

تناولْت في قراءتي هذه، جانبًا واحدًا من جوانب قصَّة: بنت وثلاثة أولاد، للكاتب الفلسطيني محمود شقير، وركَّزت اهتمامي حول شخصيّة الأنثى، ومكانتها في المجتمع. اختار الكاتب شخصيَّة الفتاة بثينة بطلة من أبطاله الأساسيين، برفقة ثلاثة فتيان آخرين.

كانت بداية اهتمام الكاتب بتسمية القصَّة، بعنوانها الذي ابتدأ بكلمة البنت، ومن ثمَّ اطلق عليها اسم بثينة، الذي يعني الوجه الجميل، شديد البياض. وصف الكاتب شخصيَّة الفتاة بثينة بالجمال، والحضور الجذَّاب، كما ورد (صفحة 5)، كما منحها الكاتب صفة التعقُّل، والرزانة، والمُدافعة عن الحق؛ كما ذكرت: "أنا لا أقبل أن يسخر أحد من رئيس البلديَّة"، كذلك مثلت الشخصيَّة دور الفتاة المسالمة، والمتَّزنة في اتخاذ القرار، عندما اقترحت تسمية الفريق "بجماعة النصح والإرشاد"، بدلا من "العصابة السريَّة". هنا تبين رجاحة العقل، والتوجُّه التربوي السليم، والمُقوِّم للاعوجاج، بعيدًا عن العنف، وعدم الانجرار وراء الأفكار المؤذية التي اقترحها الأصدقاء، بإيذاء رئيس البلدية، والسخرية منه. كما ورد صفحة 18، "انا اعترض"؛ ومثَّلت الفتاة بثينة الصوت المعارض للأفكار السوداويَّة، وعدم تقبلها لها، معبِّرة عن رأيها بكل صراحة؛ كما ورد صفحة،9،10 برفضها لكتابة منشور يحذِر الناس من الذهاب الى البلدية، والأماكن السياحيَّة، عبَّرت عنها بانها: "فكرة فطيعة". تميّزت الفتاة بثينة بالمسامحة، والمرونة في المواقف احيانًا.

تجلَّت مواقف شخصيَّة الفتاة بثينة، بمواقف الخير الذي انتصر على الشر، ومثَّلت صوت الضمير الحيّ، الذي وازن بين مواقف الصراع المختلفة في القصَّة. على الرغم من وجود صوت أنثوي واحد، إلا انه كان له التأثير الأقوى من بين مجموعة الرفاق.

هكذا صوّر أديبنا محمود شقير، صورة الفتاة في المجتمع، بصورة جميلة تليق بفكره التقدمي، ونطرته الشموليَّة المساندة للمرأة، والتي هي نصف المجتمع، على غرار العديد من القصص العربية الأخرى في أدب الأطفال، التي لم تكترث لتمثيل الأنثى بصورة جميلة، أو بالأحرى تتجاهل وجودها تمامًا؛ وتهمِّش أدوارها، بل تعرضها بصورة دونية، كأنثى في ظل مجتمع ذكوريّ.

وقال رفعت زيتون:

عالجت القصّة جوانب كثيرة في المجتمع فيما يخصّ هذه الفئة العمريّة، بعضها كان جليّا واضحا والبعض الآخر يمكن استنباطه واستشعاره دون الإشارة إليه.

ومن الجوانب الخفيّة التي عالجتها القصّة ذلك البون في التّفكير بين الأقران وهذا ليس عبثيّا فهو نتاج تربية كلّ منهم في بيته، ويعكس مدى قرب الأهل منهم.

فمثلا الصّفات التي تحلّى بها سفيان تؤكّد خللا ما في تربيته، ويؤكّد ذلك أنه اتّصل بصديقه وتردّد في الاتصال بأمّه، فلو كانت الأم أقرب لما تردّد في ذلك، وهذه إشارة خفيّة من الكاتب إلى خطورة هذه العلاقة على تصرفات الأولاد لاحقا.

فماذا لو نفّذ سفيان ما كان يفكّر به؟ كذلك طريقة تعامله مع قشرة الموز أن ركلها برجله كانت دليلا آخرَ على هذه التّربية التي تربّى عليها، والتي صاغت شخصيّته كما قرأنها في القصّة.

القضيّة الأخرى التي أعتقد أنّ الكاتب أراد الإشارة إليها هي التّأثر الشديد بما يشاهدونه عبر وسائل الإعلام الحديثة وما يقرأونه، ففكرة الحرب والانتقام كانت أول فكرة تراود الفتى، وبعدها اجتمع مع أصدقائه وشكّل عصابة، وكانت تصرفاتهم وحركاتهم واسم هذه العصابة دليلا واضحا لمدى تأثّرهم ذاك.

اعتقدّت بادئ الأمر أنّ الكاتب أراد بوجود بنت في القصّة مقابل ثلاثة أولاد أن يعطيها حجما صغيرا يناسب حجمها الذي فرضه المجتمع عليها، نسبة لمدى مشاركتها وتأثيرها في المجتمع، ولكنّ الكاتب بدّد هذه الفكرة عندما أنصفها في عقلانيتها ووعيها وحكمتها أمام الفتيان، وهذه رسالة أخرى تقول رُبَّ فتاة تساوي ثلاثة فتيان لو تعلمون.

النّهاية كانت جميلة وفيها دعوة إلى العمل والإحساس بالانتماء، وأنّ المدينة
أمانة في عنق كلّ فرد، وأنّ كل فرد في المجتمع هو رئيس بلدية وأنّه عامل نظافة.

الأسلوب كان سهلا وخلتِ اللغة من التعقيد ومالت إلى البساطة التي تناسب هذه الفئة العمريّة.

الرّسومات كانت جميلة ومناسبة في معظمها فقد عكست معالم مدينة أريحا، ولكنّها في رسم الأشخاص لم تكن موفّقة كثيرا. وبعض الرسوم لم تخضع لقانون الضّوء والظلّ كما هو معروف.

القصّة جعلت البلديّة مثاليّة أكثر مما هي في الواقع، وهذا مأخذ على القصّة، فالبلديات والموظفون فيهم المخلصون، وفيهم من هم دون ذلك وبالتّالي تقع عليهم مسؤوليّة عظيمة في مجتمعاتهم.
وقال جمعة السمان:

‏‎بداية تحية الى كاتبنا الشمولي محمود شقير "أبوخالد" فهو الكاتب الشمولي الذي حباه الله نعمة الحسّ والإبداع ليكتب في الكثير من أغراض الأدب.. منها قصص الأطفال.. ورواية الفتيان.. والقصة القصيرة.. ورواية الكبار.. في حين أن كل فرع من هذه الفروع.. يحتاج الى تخصص وإلتزام.
...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى