الثلاثاء ٢٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم تيسير الناشف

عدم مراعاة المعنى المعرب عنه في الكتابة

من الظواهر المنتشرة إلى حد كبير لدى عدد من الكتاب والمفكرين في مختلف أنحاء العالم، ومنهم من البلدان العربية، غياب التطبيق أو المراعاة للمعنى الناشئ عن التحليل أو التنظير في الكتابات الواردة على شكل مقال قصير أو طويل أو كتاب. ونتيجة عن انعدام التطبيق أو انعدام المراعاة للمعنى لا يكون العرض أو الطرح منسجما أو علميا أو منطقيا أو صحيحا أو دقيقا. إن طريقة الكتابة غير الدقيقة وغير الصحيحة تلك تُفسد على الكاتب أو المتكلم إيصال فكره وإنها تعبر عن فكر غير منطقي أو متسق المعاني. من الأمثلة على غياب التطبيق أو غياب المراعاة ما يلي: ذِكْر أن أمرا ما محتمل الوقوع أو الحدوث، ثم تناوله كأن وقوعه مستحيل أو أكيد، والبيان بأن تحقيق التنمية في مجال من المجالات في بلد من البلدان محتمل احتمالا ضئيلا، ثم تناول ذلك البيان كأن ذلك التحقيق عديم الاحتمال أو كأن ذلك التحقيق يُحتمل احتمالا كبيرا.

تنم هذه الطريقة في الطرح أو العرض أو الكتابة أو الكلام عن عقل غير مقدّر لما يصدر عن صاحبه من الكتابات والمعاني وغير مقدِّر لأهمية الطرح السليم العلمي المنطقي، وغير آبه بسلامة الطرح وبالحاجة إلى اتسامه بالمنطق.

وبغية التغلب على الميل إلى اتباع هذه الطريقة ينبغي توخي الحذر من اتباعها واكتساب تقدير للتوازن والمنطق في العرض والطرح والتحليل وتنبغي التنشئة على الطرح المنطقي والتسلسل الفكري المنطقي والعقلي وتنبغي التنشئة على تقدير ومراعاة اختلاف المعاني باختلاف العبارات.

إن آليات لغوية كثيرة من قبيل أفعل التفضيل وعبارات الاحتمال واليقين وظاهرة التماثل والتشابه اللغويين والنكرة والمعرفة وأحكام الصلة والاسم الموصول والعطف والمفرد والمثنى والجمع والتذكير والتأنيث لها وظيفتها في الإعراب السليم الواجب عن المعاني، وإن الكتابة التي لا تراعي قواعد هذه الآليات كتابة ضعيفة لغويا ومعنويا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى