الأحد ٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم
وأنا ميت
وأنا ميت؛أرى ما لا يُرىكنتُ استعرتُ عينيّ هُدهدٍوحساسيةَ خفاشونسيتُ أن أدفنهما معي.وأنا ميتتحت ترابٍ بارد ورطبأدور على ملاكَيَّ فلا أجدُ تفاحة أو سوطاتناسيت موتيتناسيت حقي في قبر فرعونيونسيت أن آخذ صورتي معيلأضيفها على بطاقة التعذيب.لم يأتني أحدٌ من الموتىبقيت وحدي أفكر فيما مضى من لعنات!***وأنا ميتوحشرةُ الروح فارقتنيلم تنادي باسمي امرأةٌ ولا حوريةلم يسألني أحدٌ عن اسميومهنتي أو اسم بلاديلم يعرفني العفاريتولم يروا وجهي في بيانات المَدْفنفأجَّلوا عقابي ليوم بعيد..رفعتُ كفني عالياصرختُطالباحقيفي الموتأرجعونيللعناية الحثيثةأفقتُ من غيبوبتيخشيتُ أن أروي للممرضة البدينةبعض ما مرَّ معي في غرفة الموتى.*لم يصدق غَسَّال المشفى أني عدتُلم يصدقْ المقرئ والملقنلم يصدق حفارُ القبورولمّا ركضتُ بعيداأهدروا دمي،لا وقتَ لحدوث المعجزات،لا أحد يصدق السماءاخفضْ صوتَك الرعويوعدْ لقبرك الأثيرهنا تمضغ الشهواتلا فرقَ بين الماضي والحاضرلا فرق هنا بين الموت والزهورشفاهُ الترابِ تأكل من بين يديكَ طحالبُ الندمسترتاح من عناء الحكمةوتخلد في سريرك الشعريتقبلْ دعاء الطيورواخلد لنومك الأبديلا شيءَ يستحق الحياةلا شيء يستحق الحياة.**لستُ نبيا لأثق بالوعودلا وعد يجعلني مطمئنا في ظلام القبر.**وأنا ميتٌ....أفتش بعينيَّ عن الدودعن حقي في تكذيب المواعيدعن طرف شال أميوعن رائحتهاما فائدة الموتِ يا موتُ إنْ لم أجدْ أمي في انتظاري؟**لا شيءَ هنا في القبرلا شيء مما توقعتكلُّ شيء مظلم وباردعظامُ موتى قريبةٌ من مخدتيوجماجمُ بشريةٌ تذكرني بأصدقائيعيون غائرة في الزمانتبكي من الخديعةومن كذب الأحياء.**تراخ قليلاً أيها القدرأما كان يمكن تأجيل السفر إلى بحر الأموات؟أما كان يمكن حلّ تلك المعضلة العالقةفي كومة الأسئلة؟هل صدقوا الأحلام والأوهامحتى جاؤوا باسمينوجئتنا بلا صورة أو هويةعد إلى أعلاكحتى يقترب تدوير وجهك من وجه أنكيدو.صعدت مجرى النهرتحت الطين عاليا وعارياًكيف صدقتَ الشعر وكذَّبت الموتىصدقتَ السماء وتناسيت سر الطينيا موتُ رويدك هنا لأصلح رأسي قليلاوأشرب كثيرا من الخموروأقتل الدود في جثة صديقي.آه أنكيدويا عدوي السابقوصديقي الخالدأما كان يمكن أن تهرب مني ومعي؟