الخميس ١٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم
تغاريد الشتاء
1ذات شتاء لم يبهجني ثوب العيد كما كانمرت الشمس من ثغر النافذةكان للماء غواية في إبحار مراكبيهذا الشتاء لك قوت قلبي كلما نفذ حطب الغابة2أغاني الحياة غريبة يا صديقي.الطفل يلهو بلعبتهالشاب تحت النافذة يكتب رسالة لحبيبتهالجرار القادم من دروب القرية يلفت نظر حمير القريةالراعي الذي فقد مزماره جلس على طين النهر كان الماء أمنيتهرياح الشمال الباردة لا تجمد الأقدام المتوضئة بمواسم المطر3ملاجئ الغابة مبتهجة بعواء الذئابالغيوم التي خسرت في النزال بكت في ذاك المساءوحده الطريق الممهد إلى البئر سالكالمسافر ملأ دلوه في الصباححين كانت فتاة القرية تملأ دلوهاالغيمة المبرقة أرهبت دلوهما بصوتهاالسحابة الغاضبة لفتهما بثوب من مطر4أمي وأنت تجمعين الخبيزة بعد المطرلي حديث طويل مع الأمكنةهنا بائع الجرائد ينشر حديثاً مريراًالحزن مؤذن الحروبلا أعشق هذا المساء شيئاًأريد رسم ذاك الطفل الذي جمع معك الخبيزة إبان المطر ورحل5الليل في تشرين بارد رغماً عنيالليل يا أمي ثعلب سرق دجاج قريتناالليل يا صديقتي كان بعضاً منكِكان لصاً في قصص أمي6المقاهي المفترشة بالياسمين الدمشقيالباعة الجوالون وبائعو السوس اشتاقوا لدروبناسنعود ونربي على الغصن حكايا الغيوم تحت مظلة القمرسنعود ونهز الجبال كي نشم رائحة الزيتونهنالك خلف حقلنا حين يمر قطار المساءجميلاً كبدلة العيد7الليل الكاذب يغفو بعيداً أما العمق قيلولة أخرىلا تنفع الأضواء يا صديقي فالجمع أعمىقواربنا المحملة بعلب الحلاوة والسردين لن تفيدهم ما من أحد جائعوحدها الشمس النائمة على سرير البحر والنجوم المستندة على وسادة النهرتدري جيداً ما تفعله الأمواج حين تمد ساقيها8تحت ظلال الليمونقلت لك يا صديقتي الشاحبة إن المطر مقبلفقط اشعلي النار ودع الغيم يكمل المفردات