الثلاثاء ٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم عـادل عطية

الأغاني للمكفراتي!

رأيت فيما يرى النائم، انني ألفت كتاباً، وأن هذا الكتاب عنوانه: "الأغاني للمكفّراتي"، وانني فزت به، في مسابقة الأبداع التكفيري، بجائزة: "السيف الماهر"!

ربما لم تسمع عني، ولا عن الكتاب، ولا عن الجائزة.. لكني أظن أنك تطلب مني ـ بعد سخريتك على هذه الدعاية الأنانيّة ـ، أن تتعرف على فكرته، ومحتواه.

الكتاب يضم بين غلافيه: بعض الأغاني المختارة، والتي تكشف للقارئ إلى أي مدى وصل إليه حالنا من: الكفر والألحاد، والتجديف.. مصداقاً للقول: "اذا اردت أن تعرف شعباً، استمع إلى موسيقاه؛ فالموسيقى وجدان الشعوب"!

تحت عنوان: "أول القصيدة كفر"، بدأت كتابي بالحديث عن السبوع، وهو الاحتفال الذي نقيمه للمولود بعد سبعة أيام من مولده، ومن الأناشيد، التي نرددها فيه بحكم التراث والتقاليد، ذلك النشيد الذي غناه حمادة هلال، والذي يبدأ بهذه الكلمات: "يارب ياربنا تكبر وتبقى أدنا وتيجي تعيش وسطنا وسط الحبايب تكبر وتروح المدرسة وتصاحب شلة كويسة...".. ومع ان أي مفكر، يستطيع أن يكتشف بسهولة المغزى الحقيقي لتلك الكلمات؛ إلا أن دماغي وألف دكتاتورية، تؤكد مدى تجديف مؤلف هذه الأغنية اللعينة، وكفر من يرددها، لأنني فسرتها بأن المقصود بهذه الكلمات هو الله وليس المولود!

وقبل التمادي في عناويني، وتأويلاتي، وتكفيراتي، اعترف انني في كتابي هذا، وطئت على الخيال والبلاغة، وحمّلت الكلمات، والمعاني كل الخطايا والذنوب، فكتبت: كيف يشرك مطربنا عبد الحليم حافظ في أغنيته: "قارئة الفنجان" العرافة بالله!

وكيف يعتبر المغني عبدالله الرويشد، نفسه ازلياً كالله، في كلماته هذه:

أحبه محبة من زمان الصبا وأقدم أحبه محبة قبل يخلق أبونا آدم؟!..

وكيف تردد سفيرتنا إلى النجوم، السيدة فيروز، هذه الكلمات:

اعطني الناي وغني فالغنا سر الوجود

وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود

وألم يعد الله سر الوجود، ولا بقاء إلا لأنين الناي؟!...

،...،...،...

أفارقك الآن؛ لتتمكن من قراءة كتابي بنفسك، بعد البحث عنه.

ربما تقول لي، بعد أن تفرغ منه: بارك الله فيك!.

وربما تقول: لعنة الله عليك!.

ولكني ـ في كلتا الحالتين ـ، أؤكد لك: أن أحلام الليل، قادرة على أن تنتج لنا ألف كتاب وكتاب على شاكلة هذا الكتاب.. كتاب الظلام!...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى