الاثنين ٢٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

بكاء الأنين

بعد ثورة 25 يناير التي شهدها عام 2011 م عشت وتابعت الأحداث التي تلتها... زاد حزني بسبب ما أصاب الشخصية المصرية؟؟

خلدت إلى النوم هروبا من الحزن والألم.. زارتني مصر في حلم.. بكت بولعة وأنين قالت: أنا المذكورة في كتاب الله الخالد.. أنا أم الحضارة والشقيقة الكبرى للعرب.. أنا قاهرة الغزاة وحاضنة خير الخلف لخير السلف.

كم كانت سعادتي بأبنائي الذين تجمعوا في ميدان التحرير يوم 25 يناير 2011 لأجل المطالبة بالمعيشة الكريمة والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد والبطالة والمحسوبية وردع كل من سولت له نفسه العبث في مقدراتي ومرافقي ومعالمي.

كانت ثورتكم فريدة وسوف يذكر التاريخ إنها ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لأنها انطلقت من الفيسبوك والتويتر وأيضا سوف يذكر إنها الثورة البيضاء والثورة الشعبية لأن الشعب أنطلق وتوحدت الصفوف.

في بداية ثورتكم حاول البعض من أصحاب المصالح إجهاضها والبعض الآخر ركب الموجة ومع الأيام تأكد لكل العالم كفاحكم ونضالكم المشرف ومطالبكم المشروعة.

على قدر سعادتي هذه كان ألمي وغضبى ممن عاثوا في البلاد الفساد وروعوا شعبي.
أسألوا التاريخ عنى.. فكروا في حروف أسمى.. فالميم المجد.. والصاد الصفاء..والراء الرخاء.
ابني حافظ إبراهيم الذي شرب من النيل وتنسم هوائي وعاش تحت سمائي تحدث بلساني للعالم.. كل العالم:

وقف الخلق ينظرون جميعا
كيف أبني قواعد المجد وحدي
وبناة الأهرام في سالف الدهر
كفوني الكلام عند التحدي
أنا تاج العلاء في مفرق الشرق
ودراته فرائد عقدي
إن مجدي في الأوليات عريق
من له مثل أولياتي ومجدي
أنا إن قدر الإله مماتي
لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي
ما رماني رام وراح سليماً
من قديم عناية الله جنده
كم بغت دولة عليّ وجارت
ثم زالت وتلك عقبى التحدي
إنني حرة كسرت قيودي
رغم أنف العدا وقطعت قيدي
أتراني وقد طويت حياتي
في مراس لم أبلغ اليوم رشدي
أمن العدل أنهم يردون الماء
صفوا وأن يكدر وردي
أمن الحق أنهم يطلقون الأسد
منهم وأن تقيد أسدي
نظر الله لي فارشد أبنائي
فشدوا إلى العلا أي شد
إنما الحق قوة من قوى الديان
أمضي من كل أبيض وهندي
قد وعدت العلا بكل أبي
من رجالي فأنجزوا اليوم وعدي
وارفعوا دولتي على العلم والأخلاق
فالعلم وحده ليس يجدي
نحن نجتاز موقفاً تعثر الآراء
فيه وثمرة الرأي تردى
فقفوا فيه وقفة حزم
وارسوا جانبيه بعزمة المستعد.

أنا مع التغيير للأفضل والحرية المسئولة والمطالب المشروعة.. ولكن هل أستحق ما حدث من تدمير ونهب وحرق وتصارع؟.

أهلي الكرام وأبنائي الثوار.. سوف يذكر التاريخ بالفخر والاعتزاز مطالبكم المشروعة وثورتكم العظيمة وما سطرتموه بشرف وكرامة في صفحات التاريخ.

جاء صوت أذان الفجر.. نهضت مسرعا من نومي.. مسحت دموعي.. هتفت: عاشت مصر.. عاشت.. مصر إلى الخلود.. الأشخاص للزوال.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى