الأربعاء ٨ آذار (مارس) ٢٠٠٦
الشاعرة والإعلامية والباحثة الجزائرية ندى مهري :
بقلم عبد الباسط محمد خلف

الغربة موجودة في مكامن الذات وليست لصيقة بالجغرافيا التي نفر إليها

هي كفراشة أفريقية تفتش عن زهرة بيضاء لتنقل رشاقة ألوانها وشذاها لغيرها. أو هي كغيمه ترفض الاعتراف بالحدود الاصطناعية بين ألوان الأدب والصحافة المسموعة والمكتوبة والمرئية. أو هي خليط من القوة والحنين والرقة والأمل.

تعيش بعيدة عن جزائرها المعذبة، وتحط الرحال في المدينة –العاصمة، هنا قرب النيل و بجوار الأهرامات، وعلى مقربة من تناقضات الفقر والثراء و بجانب الارتفاعات الإسمنتية الشاهقة والوديان الآدمية السحيقة.

تكتب وتصور وتفتش عن أوجاع الناس، وتمارس حنينها للجزائر الأم والذكريات، وتخصص حيزا من حبها لفلسطين البعيدة التي تتمنى زيارتها، ولا تكاد الابتسامة تطير من وجهها.

تدرس وتبحث وتعمل وتكتب، حاصلة على ليسانس في الإعلام من جامعة الجزائر.

وبحوزتها دبلوم عالي في الدراسات الإعلامية المعمقة من معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة.إضافة إلى ماجستير في الإعلام.
كانت مذيعة أخبار بالإذاعة الجزائرية.ومعدة برامج تلفزيون الجزائر من القاهرة. كتبت وتكتب في العديد من جرائد وطنها الأم كصوت الأحرار والصحافة والشروق اليومي والبلاد، وفي مجلتي أنوثة والشاشة. تعرف ندى صفحات "القاهرة" و"الشرق الأوسط" و"العربي الكويت" ومجلة الرجل والمشاهد السياسي والنور اللندنية , و"صوت النساء" الفلسطينية .

ندى، عضو في جمعية المرأة في اتصال الجزائر، و مسؤولة إعلامية إقليمية بالمكتب الإعلامي لمنظمة المرأة العربية. شاركت في العديد من المؤتمرات كملتقى المبدعات العربيات( تونس )1997 ، ومؤتمر الأحزاب العربية سوريا 2002 ، وملتقى النظام الأسري وحقوق الإنسان 2005، وملتقى جامعة البحرين أكتوبر 2005.تنحاز أيضاً لقصص الأطفال ، ولها ديوان شعري تحت الطبع ، وكذا مجموعة قصصية للطفل.

في القاهرة كنا قد التقينا وجها لوجه قبل "حفنة"من الزمن، و تحالفت معنا شبكة الانترنت العنكبوتية لإكمال هذا الحوار:

 كيف تعرف ندى مهري على نفسها في المقام الأول، هل بالشعر أم بالصحافة؟
 قبل الشعر وقبل الصحافة، كنت أحلم بأن أصبح باحثة في علم الآثار لشدة انجذابي بكل ما هو غامض وسرمدي، واقتفاء آثار وظلال مضت وانتهت، إضافة لولعي بفك ألغاز الطبيعة وما وراءها.
وهكذا جهزت نفسي لرحلة المستقبل، بيد أن أمواج الحياة غيرت وجهتي وقذفتني إلى ضفاف الأبجدية، ورغم دراستي العلمية الأولى كنت شديدة العطش لعوالم الأدب والارتشاف من جداولها باستمرار وبالتالي لم يعد شغفي البحث في الحفريات وآثار الأجداد.

ثمة أجراس تدق في محارة الروح، وصرت أعوض رناتها المزمنة في المطالعات في مختلف المجالات. حتى التقيت بالصحافة التي لم تكن يوما حلمًا أو اختيارا. جاءت قدرًا تمامًا مثل الكتابة التي كانت عشقا سريًا، فكتبت في أول الأمر الخاطرة والمقال بلغة فولتير وهوجو. ونشرتها في الصحف "الفرانكفونية" بالجزائر، وأثناء متعتي بانتصاري الصغير واجهت صراعا لم أتوقعه والمتمثل في الحرب الضروس بين التيار المعرب والتيار الفرانكفوني في الجزائر، ووجدتني هكذا متهمة بالانتماء للتيار الفرانكفوني، وتساءلت ما سبب هذه المعارك الغبية فهويتنا جزائرية منذ الدوام، منذ الاحتلال الغاشم الذي اغتصب أراضينا وأحلامنا واستقرارنا و خطط لطمس هوية الجزائر التي أقرت بعروبتها دائما. ولنا في قصيدة العلامة الجزائري الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين ما يثبت ذلك حينما قال:

شعب الجزائر مسلم والى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كذب
ثم ما المشكلة أن أفكر بجزائريتي وأكتب بالفرنسية أو أية لغة أخرى أجيدها لحمل الأدب الجزائري إلى منابر أوسع؟
وبسبب كل ذلك قررت التحدي وكتبت بلغة الضاد، وخضت تجربة الكتابة باللغة العربية من خاطرة وقصة ومقال وشعر، وكذا أعمالي الصحفية. هذا باختصار ما كنت عليه قبل الشعر وقبل الصحافة وما بينهما، ولم أشعر بالفرق ما بين أن أكون شاعرة أو صحافية ولكن مع تراكم الخبرات وتوسع الآفاق أصبحت الصحافة بالنسبة لي جزءا من الإبداع.
 أن يكون الصحافي شاعرًا، هل هذا يمده بإحساس مرهف بقضايا المجتمع ويجعله قادرا على الوصف أكثر؟
 الصحافي الشاعر إذا صح التعبير يزخر بالوعي واللغة والإبداع، وهو بذلك يختلف عن غيره من الناس لأنه كائن حبري بالدرجة الأولى. وبالتالي هو أكثر اقترابًا وشعورًا بالقضايا وأكثر تعبيرًا وقدرة على نقل هذه القضايا لأن فعله تنويري بالأساس.
غربة بلون الطيف
  هل تشعرين بأنك تعيشين في غربة بمصر؟
 تقول الغربة، يطول الحديث عن هذا الموضوع، فهي توجد في مكامن الذات وليست دومًا لصيقة بالجغرافيا التي نفر إليها، وأحيانا الأمكنة تعد مرآة لاكتشاف غربة الروح أو أداة لتحقيق أهداف أثقلت كاهلك وتأجلت في الوطن الأم.

والغربة أنواع، فالمجتمع أحيانا يكون غربة، والظلم غربة، والجوع غربة، وقهر الرجل للمرأة غربة، وقهر السياسة غربة ،والاحتلال غربة، والقائمة طويلة...

وكما كتبت في إحدى مقالاتي :" وحدها الغربة تغتالنا مرارا مرة لفقداننا الوطن ومرة لفقداننا الأحبة ومرة لفقداننا الحلم الذي نجيء إليه حتى نفقد ذواتنا."
  هل الترحال يلهب نار الشعر أكثر؟
 أقول الترحال مفيد، قد يضرم حرائق الإبداع، وقد يطفئها بيقين الإيمان بالكتابة، وبهذا المشروع من يحافظ على سلامة الذات المبدعة؟ قد يزداد الإبداع بحجم الفجائع المترامية في واقعنا العربي، وقد يخمد ويصاب بالسكتة التعبيرية.
 تنقلت ندى بين الإذاعة والتلفاز والصحافة هل تنحاز للون دون غيره؟
 لكل لون نكهته الخاصة، وتجربته المميزة، وشخصيا استفدت من هذه المنابر الإعلامية. فالصحافة أعتبرها المدرسة الأم ،ومنحتني حب التنقيب عن الحقائق، وصقلت فصاحتي، وهيأتني أن أكون مذيعة أخبار في الإذاعة التي علمتني أن أترجم الصور إلى حروف. و الوصف استفدت منه في التلفزيون من خلال إعدادي للبرامج ،وهكذا تداخلت الألوان ومنحتني باقة تجربة لطيفة وهامة .

 هل تؤمنين بأن لجنس الصحافي علاقة بقدراته الإعلامية, وهل المرأة الصحافية أكثر قدرة على نقل قضاياها من الصحافي الرجل؟
 لا أظن ذلك، بقدر ما أرى أن الاستعداد الداخلي لنقل الحقائق وترجمة القضايا ومعالجتها بشكل موضوعي وإنساني الفيصل، ولا علاقة للجنس بذلك، والمرأة الصحافية قد تعجز أحيانا عن نقل قضاياها، بينما الرجل الصحافي ينجح في ذلك والعكس صحيح. وبطبيعة الحال أيضا المرأة الواعية بحقوقها و واجباتها تكون أقرب من ترجمة واقعها، بخاصة وأن الرجل اكتسب تصنيفات عن المرأة أصبح يراها من المسلمات ولا يقتنع بتغييرها وذلك نظرًا لتنشئته الذكورية في المجتمعات العربية .
شعر
 كنت ،ولا زلت، في مصر تكتبين لفلسطين وتنتجين صورة للجزائر , هل أثر هذا في شعرك؟
 أنتمي لبلد ترعرع على الفجيعة، ونمى على براثن احتلال ظالم. وفلسطين بالنسبة لنا من أهم القضايا التي نتعاطف معها ونؤازرها ونحبها. وفلسطين في كتاباتي لم تسكن في أشعاري بقدر ما سكنت في مقالاتي. شعرت أنها بحاجة لأن تتنفس من رئة النثر تمامًا مثل الجزائر التي أخذت المكانة نفسها، حيث كتبت عنها في النصوص النثرية، والشعر مازلت أكتب فيه عن الحب، وعن المرأة وعن مختلف القضايا الإنسانية .
 يقولون: الأشياء التي لا نمسكها أكثر جمالا من التي نستطيع أسرها هل تؤمنين بهذا ؟
 إن فكرة الإمساك بالأشياء الأجمل لها متعتها الخاصة، فهي تحرض على التحدي والمقاومة والتجربة وتثمين قيمتها وتقديسها. وأما الأشياء التي بحوزتنا دون عناء قد نظل نحبها، ولكنها تقع وطأة العادية، فنهملها أو نتجاهلها ولا نشعر بها إلا إذا فقدناها حتى ترجع لنا الحالة الأولى، وهي البحث والتحدي أو نصاب بلوثة الاستسلام واللامبالاة.
ما أصعب المواقف التي مرت بها ندى؟
أصعب المواقف أن تفقد شيئا يشبه وطنك وأهلك، يشبه حروفك. في الغربة ،والتي أقصد بها المكان والبعد عن الوطن والديار، كان ذلك اليوم ظالما يشبه الاحتلال في جبروته عندما سمعت نبأ رحيل صديقتي الكركية الأصل، والتي لم تتصالح مع الغربة، حتى أخذها القدر ،أتعبتني بأنها تركت أحلامها خلفها وتركتني لدرجة أنني لم أعد أرتاد حتى الأمكنة التي كنا نجلس فيها معًا، والموت شر لابد منه. وما علينا إلا الانحناء أمام هيبته والإيمان العميق بإرادة الله. كانت ،رحمها الله، تشبه نبتة عباد الشمس التي تدير زهرتها باتجاه الشمس، وهي تتابع قرصها من الصباح حتى المساء وعندها تحني رأسها.

قراءات وفيديو كليب

 لمن تقرأ ندى في المكان الأول؟
 نشأت في بيت يهتم بالعلم وبالكتب، ووالدي رحمه الله من علمني حب المطالعة فبدأت بقراءة قصص الأطفال ثم تدرجت وقرأت الشعر والأدب القديم والحديث والمعاصر وقرأت الأدب الفرنسي والعالمي المترجم و قرأت لمختلف رواد الرواية الجزائرية والعربية والمترجمة بمختلف مدارسها، حيث عندي ميل خاص لعالم الرواية وآخر ما قرأت رواية "بنات الرياض" للكاتبة السعودية الدكتورة رجاء الصانع .
 هل سحبت الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة البساط من تحت أوراق الكتاب؟
 مهما بلغ التطور التكنولوجي في وسائل الاتصال يظل الكتاب مرجعا هاما لما يتصف بالعراقة والحميمية.
هل في ظاهرة "الفيديو كليب" أي نوع من الشاعرية؟
 لو استعمل الفيديو كليب لمخاطبة المشاعر، لكان قد ساهم في تأسيس جيل يقدر الأحاسيس. ولكن الفيديو كليب يعمل على تسطيحها وتنميط العلاقات. بمعنى أن الشاب يصبح يبحث عن نمودج من فتاة الفيديو كليب الشيء نفسه بالنسبة للفتاة.
 البعض يفصل بين الأديب والصحافي والشاعر وشخصه؟
 القضية في هذا المقام قضية منهجية بالدرجة الأولـى، فالفرد المبدع والموهوب قادر على أن يكون صحافيًا وشاعرًا وأديبًا ولا أرى انفصالاَ بين هذه الألوان بل تزاوجًا. ولنا في السلف كتاب موسوعيون تجمعت فيهم صفات العلم من فلسفة وطب وشعر وأدب وموسيقى وحرب. وأبدعوا في كل هذه الألوان مشتركة معًا.

 هل الشعر الحر سيعمر طويلا؟
 نحن في الأساس أمة الشعر وهو لون باق لا يزول إلا بزوالنا، وأي كان هذا الشعر حر أو عمودي أو حتى ما يسمى الآن بالشعر المنثور.

أحلام فلسطينية

  هل تحلم ندى الجزائرية بزيارة فلسطين؟
 حلمت بهذه الزيارة كثيرا حلمت لدرجة الكتابة عنه، وهذه أقصى محاولات الحلم وفي مقالي الذي نشر في موقع "رابطة أديبات الإمارات" الإلكتروني بعنوان "احتجاجات ختم عربي" لدليل قاطع على هذه الرغبة الملحة. ولكن لاحظ ماذا أقصد بعنوان المقال والعراقيل الغبية التي تحيلني دون تحقيق هذه الرغبة. ومع ذلك مازال الحلم حيًا في ذاتي ويقيني أنه سوف يتحقق وأنعم بزيارة فلسطين، وألتمس بنفسي ما كتب الروائي مريد البرغوثي في رواية" رأيت رام الله" وما كتبت سحر خليفة في رواية "ربيع حار"
وأحقق روايتي الخاصة بزيارة المسجد الأقصى.
 يقولون: المثقف الأديب لا يستطيع تقديم طوق النجاة للناس،هل أنت مع هذا التأويل؟
 المثقف أو المبدع يختلف عن غيره من الناس إذ يلامس الأشياء والحقائق بطريقة مختلفة، وهو أكثر وعيًا، وبالتالي أكثر تعرضًا للخيبة. كلما فشل في تأدية دوره التنويري، وبالتالي فالكتابة أو غيرها من الفنون الأدبية تعتبر متنفسًا له ودعوة للتعبير عن حلم تغيير الواقع الذي يراه مشلولا ومن المعروف عن المبدع ولرهافة حسه أنه أكثر عرضة للضغوطات. وكلما شعر بالعجز كلما كان عرضة للاكتئاب والانحراف وحتى الجنون والانتحار والأمثلة عن هؤلاء المبدعين كثيرة.

 بعد الاعتذار من الشاعر محمود درويش " هل الطريق إلى البيت أجمل من البيت "؟
 قبل أن أخوض في هذه المقولة أعتبر محمود درويش قامة شعرية أصيلة، ليس في سماء فلسطين فحسب بل في كل سماء العالم العربي. بالنسبة لي الطريق إلى البيت عالم، والبيت عالم آخر ،البيت هو جائزة الطريق إليه، ويجب منذ البداية أن تختار العيش بمحاذاته أو نبتعد عنه، فالبقاء في البيت تجربة قد تكون هامة أو عادية ودون ذلك، وثورة والابتعاد عنه تجارب وثورة. وأجمل بيت حينما تقطف ثمرات شقائك التي جعلتك تبتعد عنه. مهما كان هذا العمل بسيطا أو عظيمًا وبالنسبة للمبدع فهو وضع خاص حيث لا يترك وراءه عنوانا في البيت بل في الزمن أيضا بفضل إبداعاته الحقيقية وهو بيت المبدع الدائم ولذلك أفضل الطريق إلى البيت، وأفضل البيت الذي جعلني أسلك هذا الطريق للعودة إليه من جديد لأنه من أمدني بالحب والحليب والعلم والعناء .

مدن وطفولة

 كيف تصفين القاهرة وهل ثمة علاقة بينكما؟
 الحديث عن القاهرة يذكرني بما قالته الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي "هناك مدن نسكنها وهناك مدن تسكننا" وعلاقتي بهذه المدينة القاهرة والساحرة علاقة حب وتضاد فهي مدينة الضجيج وأنا أميل للهدوء والتأمل وأحتاجها كلما صفعني الهدوء وامتلأت نفسي بالضجيج الداخلي أخرج إلى شوارعها فتمدني بالهروب الجميل وتزودني كل يوم بتجربة ورؤية جديدة.

وعن أحب المدن إلى قلبي تلك التي لم أكتشفها بعد تماما مثل الأشخاص الذين لم أتعرف عليهم ولم أحبهم بعد وأقرب مدينة إلى قلبي فهي قسنطينة مدينة العلم والعلماء والجسور المعلقة.
 هل لا يزال يعلق في ذاكرتك شيئا من الطفولة ؟
 كل ما أذكر عن طفولتي أنني كنت شديدة التعلق بوالدي رحمه الله الذي بفضله ارتشفت رشفة العلم والحرية وكنت شقية جدا وأذكر أنني دخلت الصف الابتدائي في سن الرابعة درست ونجحت ولم أكن من الأوائل وجرت العادة أن تقيم المدرسة حفلا على شرف المتفوقين وما كان علي في يوم توزيع الجزائز أن حولت الحفل إلى جدول من الدمع والصراخ طالبة من أساتذتي أن أحصل على الجائزة تماما مثل المتفوقين ولم تتوقف ثورتي الصغيرة إلا بحصولي على جائزة لا أستحقها.

 ماذا عن عملك في منظمة المرأة العربية؟
 يأتي تعزيز دور المرأة العربية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية للدول العربية وأهدافها القومية وتأكيدا لأهمية التنسيق بين جهود وسياسات وخطط الدول العربية الرامية لتطوير وضع المرأة العربية وتعزيز إسهاماتها وتحقيقا للتعاون والعمل العربي في إطار جامعة الدول العربية جاءت فكرة إنشاء منظمة المرأة العربية و لي عظيم الشرف أن أنتمي إليها بصفتي مسؤولة إعلامية تعني بالتواصل مع مختلف أجهزة الإعلام الإقليمية لتزويد هذه الأجهزة بمختلف الأخبار والأنشطة التي تقوم بها المنظمة للنهوض بواقع المرأة العربية في كل قطر من أقطار الوطن العربي وإعداد نشرة دورية تعني بقضايا المرأة العربية والتي ساهمت المنظمة في إثرائها .

هموم

 بعضهم يقول أن عداء المرأة للمرأة أكثر من عداء الرجل لها هل هذا منطقي برأيك؟
 أظن أن العداء المرأة للمرأة قد يوجد وبشكل متفاوت على حسب شخصيتها وأفكارها وتربيتها التي تلقتها منذ المهد فالمرأة نشأت في مجتمع ذكوري والرجل أيضا وبالتالي تربت على التبعية والقهر وبطبيعة الحال ذا كانت مقهورة من الرجل فتعيد تصنيع هذا الأخير دون وعي أو إدراك منها، إذن التنشئة لها دور في صناعة امرأة عدوة لنفسها ولغيرها أو امرأة متصالحة مع نفسها تحررت من قيود النظرة الذكورية وتحاول تصحيح الصورة النمطية التي يحملها الرجل في ذاته اتجاهها وحسبي أن هذا التصحيح يطول قطافه لأنها نظرة وتربية مغروسة في الرجل منذ نعومة أظافرة مهما كان مثقفا أو متعلما فالمجتمع مليء بالخطوط الحمراء التي تعرقل مسيرة المرأة وان كانت غير ظاهرة ولست أدري كيف أن هذه الخطوط تحولت إلى عرف وتقليد بالنسبة لكل المجتمع مع أنها مجرد معادلات اعتباطية قابلة للتصويب.

 كيف تصفين جريدة" صوت النساء "وكيف تشكلت ملامح علاقتك بها؟
 علاقتي بجريدة صوت النساء علاقة "عطاف يوسف" هذه السيدة الشامخة التي تعرفت عليها في القاهرة وجمعنا حديث امتزج بالحنين للأوطان فأنا كنت أنبض حبا لمسقط قلبي فلسطين وهي كانت تحمل الذكريات الأجمل عن وطنها الجزائر وهكذا تعانقت الأرواح وشجعتني على الكتابة في جريدة صوت النساء وبحق تعتبر منبرا نسويًا هاما وأسعدت كثيرا بتجربة الكتابة فيها.

 ماذا عن حال المرأة في مصر والجزائر وفي الوطن العربي؟
 المرأة العربية في كل قطر من أقطار الوطن العربي تجمعها قواسم مشتركة من الإنجازات ومن العراقيل بنسب مختلفة من بلد لآخر هناك أمور حققتها المرأة العربية وهناك أمور تسعى لتحقيقها وعقليات تسعى لإعادة تضييق الخناق عليها بحجج مختلفة هذا من جهة ومن ناحية أخرى ينبغي التخلص من الشعارات الرنانة والأقوال والنزول الى الميدان للنهوض بواقع المرأة أكثر في مختلف المجالات الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والصحية وأيضا تغيير الذهنيات بتصحيح مسار التنشئة الأسرية في علاقة الرجل بالمرأة.

  ما أكثر الأسئلة (ليس أسئلتي) كرها إليك؟

 كيف تعيش امرأة بمفردها بعيدا عن وطنها وأهلها ؟ وهنا أتذكر ما قالته الروائية الجزائرية فضيلة الفاروق والمقيمة ببيروت في حديث صحفي وأن" غربة الأنثى في المجتمع الشرقي محط أطماع وتساؤلات" ومهما حققت من إنجازات مهنية وأدبية وعلمية تظل ضحية مختلف التصنيفات بسبب الذهنيات التي تعيق تطور المرأة.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى