الثلاثاء ٥ شباط (فبراير) ٢٠١٣
مقطع من رواية سعاد والخريف
بقلم أحمد توفيق أنوس

سعاد والخريف

أتُحبني؟، تساؤلٌ أفضى بِما يَعتَريها مِنْ رهبةٍ تَدورُ في ذِهنها، ومِنْ مَشاعِر تَنتابَها كُلما هوت بِها الأحاسيسُ صَرعى، ما أقسى أن يَتساءَلَ المرء أمامَ من يُحِب.

أتُحِبني؟، وفي خَلجاتِ النفس يصطَلي الشكّ؛ وتتقلبُ في عقلهِ الحيرة والقلق والأنواء، أتُحِبني؟؛ وتثاقلٍ يمضي بغيرِ جَواب.

كانت عيناها تَستَحلِفُ في دَمعِها عينيّ، وتشتَقُ مِنْ عُمقِها الجواب؛ فيما مَضت يداي تُعانقُ رأسَها؛ وتَنتَقي أصابِعي مِنْ شَعرِها الخُصلات، وكانت قُبلتي لها على الشفاهِ مَمزوجَةٌ بِدمعِ العين أفصحُ مِنَ الكلمات.

بدت مُعانقتي كحُلم سرى إلى أفُقٍ، حيثُ لا مَغيبَ للشَمسِ به، ولا فَجر يَنبلجُ عِندَ الصباح، تَعلقت بأهدابي، وانسابت معي إلى مَجلسي، بينما أطاحَت بِي على الرملِ تغترفُ من فمي القُبُلات، وأصاخت السمعَ للحساسينِ فيما أذابت الجسدَ بروحها؛ فتباطئ الزمن الذي من أجلنا خُلِقَ المكان، وكأنه شدو البلابل صدحها حين اللقاء، وكأن أنينها الذي أعتلى نسيم الصبح تختاله كفراشةٍ تناءت، فأضحت قتيلة عند مبسم الزهر، وعند زُرار الوردِ أنعشها الندى، وأيقظتها حبيبات المطر فعادت تنتشي بالحياة، تلكَ سعاد التي ترسمُ المُهجة، وتمتطي صهوة الحب لتغتاب الليالي المقمرات، وتجتاح أشعة الشمس في صدر النهار، كالطفلة رنت إلى صدري تلتمس منه الحياة، وتخبئ لأولِ مرة وجهها مني حياء.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى