الثلاثاء ٥ آذار (مارس) ٢٠١٣
تجليات الموصل في قصيدة الشاعر
بقلم نايف عبوش

ابو يعرب..ابت العروبة كفرهم

الشاعر إبراهيم علي العبد الله ،المعروف في الوسط الاجتماعي، والوسط الثقافي، بكنيته المشهورة للجميع ،(أبي يعرب)، والتي كناه بها، في ستينات القرن الماضي، الأستاذ الأديب الموصلي اللامع،احمد سامي ألجلبي، صاحب جريدة (فتى العراق) يوم ذاك. حيث كان الشاعر أبو يعرب، ينشر قصائده، ونتاجاته الأدبية، والثقافية، عندما كان طالبا في ثانوية الزراعة بالمجموعة الثقافية في تلك الجريدة، التي كانت ذائعة الصيت.حيث كانت منبراً للفكر والأدب والثقافة، عندما احتضنت الأقلام الشابة، والبراعم الأدبية.وقد أثارت نتاجاته إعجاب، وانتباه الأستاذ ألجلبي، فكناه، ب (أبي يعرب)،اعترافا منه، بعذوبة قريضه،وجزالة تعبيره،وبلاغة ألفاظه.

ولاشك ان معاصرة الشاعر أبو يعرب،ومعايشته لحركة المد القومي، والصحوة العربية،في ستينات القرن الماضي، التي طبعت حركة النضال الجماهيري،على عموم الساحة وقت ذاك،وفي مدينة الموصل بالذات، حيث كانت من بين ابرز حواضر العروبة الناهضة، لاسيما في الوسط الطلابي،الذي كان الشاعر أبو يعرب، احد ابرز رموزه،يوم كان طالبا في إعدادية زراعة الموصل، بالمجموعة الثقافية، التي كانت أضخم مجمع للتعليم المهني، الصناعي والزراعي في البلد،حيث تناسخت بجنبها جامعة الموصل العريقة، فاجتذبت الكثير من الطلاب من مختلف محافظات العراق يوم ذاك، وحوت طلابا بثقافات وأفكار وبيئات وتقاليد متنوعة، حيث النزوع الشعبي القوي للانتفاض ضد التحديات الخارجية الاستعمارية،لانجاز متطلبات التحرر والسيادة، ومواجهة التحديات الداخلية، للتخلف، والفقر، والجهل، والمرض، والحرمان، ورفض المد الشعوبي، الزاحف صوب الوطن، كانت كلها في حراك ذاك الواقع،عوامل مؤثرة في إلهاب مشاعر الجمهور، وتفتيق قريحة شعراء المرحلة،وفي المقدمة منهم،الشاعر أبو يعرب، الذي أبدع أفضل القصائد الوطنية، ومنها المغناة،التي ربما لازال أرشيف إذاعة جمهورية العراق، يحتفظ بتسجيلاتها في رفوفه المعلقة.

ومع أن الشاعر أبو يعرب، ريفي النشأة ،إذ هو من مواليد ريف اطراف جنوب الموصل، وبالتالي.. فهو نتاج قروي النكهة، في العادات، والسلوك، والانجذاب إلى ثقافة وتقاليد القرية،إلا انه ظل منجذبا بحس واضح، ووجدان أصيل،يوم ذاك إلى مدينته الحبيبة الموصل، التي انهى فيها دراسته الثانوية، بالمجموعة الثقافية. فخصها بقصيدته الشهيرة(أبت العروبة كفرهم)،التي نشرها في جريدة فتى العراق الموصلية، في ستينات القرن الماضي،حيث جسد فيها صور تضحيات الموصل في تلك المرحلة على افضل وجه.

على ان ذكرياته عن الموصل ظلت ماثلة في مخيلته،ومترسخة في وجدانه،حيث استمر بتواصله مع أوساطها الثقافية،والأدبية،وبحضوره الواسع في اوساطها الاجتماعية فيما بعد،فظل وفيا لموصله الحدباء على طول الخط، وألقى الكثير من قصائده في أروقتها الأدبية، ومراكزها الثقافية، في مختلف المناسبات،وحافظ على علاقة ممتازة مع الكثير من أدبائها، ومثقفيها، ورموزها،حتى استحق أن يوصف بلا تردد، بأنه الشاعر القروي الموصلي،الوفي لبيئته، مكانا وزمانا ،وإنسانا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى