السبت ١٣ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
بقلم محمود سلامة الهايشة

حاصد الجوائز!

ظلَّ يطالِع الأخبار وينتقل بيْن الروابطش الإلكترونيَّة حتى شدَّه خبرُ تأسيس حِزب شبابي جديد، وانعقاد مؤتمره التأسيسي الأوَّل، فتَح المتصفِّح وظلَّ يقرأ إلى أن وصَل فيه إلى:
.... وشارَك الشاعر المصريُّ الشاب (أ.ح)، والذي حصَد خلالَ هذا العام العديدَ مِن الجوائز، وألْقى قصيدة لثورة 25 يناير بمناسبة تأسيس الحِزب، توقَّف عن قراءة الخبر؛ فتذكَّر على الفور وهو جالِس بالحافِلة التي كانتْ تقلُّه للقاهِرة ليستلمَ جائزة مهمَّة فاز بها، صديقه الشاعر يجلس بجواره يتحدَّث عن المسابقات الأدبيَّة، وشدَّة التنافُس، ومشكلة منْح الجوائِز في المسابقات العربيَّة، وتخصيص كوتة وحصَّة لكلِّ دولة، فلا! لا يجوز أن يحصُل على المركز الأوَّل متسابق مِن ذات الدولة كلَّ عام أو عامين متتاليين، أو أن يحصُل متسابقان من نفس الدولة على المركزِ الأوَّل في فرعَيْن من فروع نفْس المسابقة في ذات الدورة.

فجأة توقَّفْ عن الكلام، حمْلَق في هاتفه المحمول، بدأ يبحث فيه، فهِم أنَّه تذكَّر مكالمةً مهمَّة سيُجريها، فأدار وجهَه يُشاهِد الطريق لحينِ انتهائه، مرَّتِ الدقائق، سكَت عن الكلام، أغلق الهاتف، نظَر في وجهه فأدرك أنَّه سمِع خبرًا غير سار ضايقَه جدًّا، فسأل نفسه:

• أكيد خبرٌ يخص نتيجة إحدى المسابقات الشِّعرية، اشترَك بها ولم يحالفْه الحظ هذه المرَّة، أسأله، لا، لا تسأله، دعْه يخبرك هو بالأمر، الآن مِن الجائز أنه لا يُريد الإفصاح، فأنت تعرفه جيِّدًا يشعر بأقصى معاني الهزيمة عندَ إخفاقه فيحسّ بالخسارة كالمشجِّع المتعصِّب لفريقه عندما يخسر مباراةً في كُرة القدَم.

شعر وكأنَّه بركان يغْلي وسوف يلفظ بحمِمه بعدَ قليل، فوقعتْ عيونهما ببعضهما وكل واحِد يقول للآخر:

• أنا فاهِم أنَّك فاهمني!

فتنهَّد الشاعر الصديق تنهيدةً عميقة، وبدأ يحكي ملخَّص حواره التليفوني، يستمع له بنهَمٍ شديد وهو جالِس بجواره داخلَ الحافلة، حتى وصَل إلى أن ذَكَر اسم الشاعر المصري الشاب (أ.ح) حاصِد الجوائز الذي قرأ اسمَه في الخبر المنشور بالصحيفة الإلكترونية، فانتبه: آه هذا هو!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى