السبت ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
تقنيات الجودة الشاملة:
بقلم مهند النابلسي

التوجه للنتائج ام التوجه للأساليب؟

هذا هو السؤال المحير! لكن يبدو ان أنسب الحلول هو أن يلعب المدير دورين متتاليين: دور المعين والمحفز بهدف توجيه العاملين وحثهم على بذل الجهد وتبني أساليب العمل البناءة، ودور المراقبة والمتابعة للتاكد من تحقيق نتائج الانجاز ومدى مطابقته للمتطلبات، فمعيار التوجه للعمليات يمثل برنامجا بعيد المدى، لأنه موجه اساسا لجهود العاملين، ويتطلب تغييرا في سلوكيات واخلاقيات وممارسات العمل، بينما يركز معيار التوجه للنتائج على الأهداف الرقمية والمعنوية المحققة في المدى القصير نسبيا. من السهل طبعا اللجؤ "لقياس النتائج" لأنها ترتبط مباشرة بأرقام المبيعات والتكالبف والأرباح وقيم "العائد على الاستثمار"، فبينما يواجه المدير الأكثر كفاءة ورغبة في تطور اساليب العمل تحديات متنوعة ترتبط بالانضباط وادارة الوقت والتغيير، كما انه معني مباشرة بتطوير المهارات وتفعيل المشاركة والانغماس بقعاليات الفرق، وعليه كذلك أن يسعى لتحسين النظافة والترتيب واخلاقيات العمل وان "يفعل" مستوى الاتصالات.

القصة التالية تعتبر بحق نموذجا للانضباط والتركيز: فعندما زار أمير موناكو رينيه وزوجته الأميرة جريس (التي كانت سابقا نجمة سينمائية مشهورة) مصنع التلفزة الياباني "ماتسوشيتا" عام 1981، اندهشوا كثيرا من انشغال العمال والفنيين عنهم وتركيزهم الشديد على عملهم في قاعات التركيب والتجميع، بحيث لم يرصدوا ولو نظرة عابرة من أحد ولو بالصدفة! وكان رئيس مجلس الادارة قد حذر الأمير مسبقا من أنه بالرغم من تنبيه العاملين سلفا ببرنامج وموعد الزيارة الا انه يتوقع تجاهلهم كليا من من قبل المهندسين والعاملين في خطوط الانتاج، وذلك بسبب انشغالهم وتركيزهم العالي، وبالفعل فقد تحقق توقعه أثناء الزيارة...وكان هذا "التجاهل العفوي" مدعاة لفخر المدير اكثر مما افتخر بأجهزة المصنع المتطورة!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى