الأحد ٩ حزيران (يونيو) ٢٠١٣
بقلم مهند النابلسي

الأدوات الثمان لتحقيق التميز

القيم المضافة الملازمة لعملية التحضير للجوائز العالمية والمحلية

في غمرة حماس الشركات العربية للتحضير والتقدم للحصول على جوائز التميز المحلية والعالمية، فانه غالبا ما يتم التركيز على الاجراءآت الشكلية والاسمية للجائزة، والتي تتضمن كتابة تقرير الاشتراك وتشكيل فريق للإجابة على أسئلة المعايير، ومن ثم السعي لتحضير الوثائق والتقارير الداعمة، بحيث تتحول العملية بمجملها لاجراءآت كتابية متعددة بعيدا عن روح الجائزة، والتي تهدف لدفع المؤسسات لاتخاذ جملة اجراءآت عملية شاملة تضعها في رحلة التميز، وتحدث بالتالي تغييرات جذرية في كافة أصعدة العمل، بحيث يكون تنفيذ المهام والخطط هو الأساس وتتحول الكتابة لتوثيق الانجازات ولوصف وقياس التقدم في خطط العمل لكافة المعايير المطلوبة. من هذا المنطلق فان عملية التقدم للجائزة بحد ذاتها تغني بداية الانطلاق في رحلة التميز الشاملة، حيث تختلف هذه العملية جذريا عن اجراءآت الحصول على شهادات الأيزو أو الاعتمادية، نظرا لأنها ليست ذات طابع تقليدي— توثيقي طبقا لمقولة " قل ما تفعله وافعل ما تقله "، وإنما تعتمد أساسا على جملة قيم مضافة تستعرض بتكامل اجراءآت تطوير طلب الاشتراك ، حتى ولو لم تستمر المؤسسة بعملية التقدم للجائزة ! من هذا المنطلق الخص في هذه المقالة هذه "القيم المضافة " باختصار:

• 1. أداة للمساءلة: بمعنى تحمل مسؤولية القادة والمدراء عن إكمال متطلبات معيار معين، ويكون ذلك على ثلاثة أصعدة: الجانب التنظيمي ، الجانب ألعملياتي، والمسؤولية عن تحقيق النتائج المطلوبة بشكل ايجابي .

• 2. أداة للديمومة: بمعنى توثيق الممارسات المثلى في المؤسسة، بحيث يتم وصف العمليات والاجراءآت القياسية التي تقود للتميز، ويجب أن لا يتأثر ذلك بدوران المدراء أو مغادرتهم للعمل ، بحيث نحافظ على مؤسسية العمل والانجاز.

• 3. أداة للتحسين: أثناء عملية كتابة تقرير الاشتراك، يتم التعرف تلقائيا على مواطن الضعف وفرص التحسين، ومن ثم تعطى الأولوية للنقاط الأكثر أهمية وتتم معالجتها تباعا. وهذا بحد ذاته يعد نمطا منهجيا من " التقاطع الوظيفي " يقود لتطوير وتحسين العمليات .

• 4. أداة للتوازن: جوائز التميز العالمية والمحلية تحرك المؤسسات باتجاه نمط التفكير الجمعي، بعيدا عن الأداء الفردي للوظائف، مما يتطلب رؤيا عملياتية للانجاز، ويتطلب ذلك توازنا ومسؤولية جماعية بعيدا عن الأنانية والتفكير الفردي.

• 5. أداة للتوظيف والمشاركة الجماعية: إن التقدم للاشتراك بالجائزة يعد بحد ذاته أداة هامة لتوظيف كافة قدرات القادة والكوادر المعنية، فالمشاركة في كتابة ومراجعة تقرير شامل مكون من خمسين صفحة يعطي فرصة خلاقة للتكامل وبناء ثقافة تحسين مترابطة.

• 6. أداة للتمييز والتحفيز: فعملية تمييز وقياس التحسين والتطوير الملازم لعملية التقييم الداخلية للمؤسسة، تعطي الفرصة لتشجيع وتحفيز القادة والمعنيين للاستمرار بتقديم الجهود ودفع المؤسسة قدما في رحلة التميز والانجاز.

• 7. أداة للتفاضل: ويكون ذلك بواسطة اطلاع الزبائن والعملاء على جهود التميز في مجمل الأداء التنظيمي وال عملياتي مقارنة مع المنافسين، يكمن التفاضل هنا في نقطتين : تحقيق الإبداع والتجديد في المنتجات أو الخدمات المقدمة ، والثانية في قدرة المؤسسة على تصميم منتجات أو خدمات جديدة تواكب الاحتياجات المستقبلية للزبائن ، مع إعطاء فسحة كبيرة لعناصر الإبداع والتجديد والقدرة الجماعية لحل المشاكل وتجاوزها .

• 8. أداة لتفعيل خطوات "خارطة الطريق": بمعنى وضع برنامج عملي للوصول للتميز المؤسسي ، يبدأ بتفعيل كل من الرؤيا والرسالة والأهداف ، موثقا الأداء الحالي ، واضعا أهدافا ذكية وعملية ، طارحا استراتيجيات جديدة ، متعرفا على مواقع التحسين ، منفذا لاجراءآت التحسين ، مقيما التأثيرات على الأهداف المؤسسية ، محافظا على الانجازات مع التقييم المتواصل للأداء .

باختصار فان عملية التقدم للجائزة تمنحنا إذا ما أخذت بجدية وحماس الفرصة لتفعيل جملة أدوات "لإشعال فتيل " مركبة التميز للانطلاق في آفاق المستقبل ، ومنها أدوات الجودة الشاملة لتحقيق الانجازات ، أدوات لتعزيز العمل الجماعي وإدارة المشاريع ، أدوات للتقييم الذاتي ، وأدوات لإدارة مجمل عمليات التغيير والتحسين والتطوير في المؤسسات . كما أنها تسمح بإطلاق محصلة "الطاقة الجمعية " لمجمل قدرات وكفاءات العاملين ، لذا فان استعراض " القيم المضافة " لعملية الجوائز يعد مفتاحا لمساعدة القادة لفهم أهمية الإقدام على هذه المبادرة ، والتي يجب أن لا تترك للإدارة الوسطى والكوادر العادية ! كما أن مفتاح النجاح يكمن هنا في التركيز على تشكيل فريق عمل يعمل حسب منهجية " إدارة المشاريع " ، من حيث انتقاء القادة المتحمسين المناسبين لمواجهة التحديات والمعيقات الكثيرة التي يتوقع أن تعترض الانجاز ، ولا ننسى أهمية وضع جدول زمني مرن لانجاز المهمات في الأوقات المحددة ، وبالتالي وضع نظام للمساءلة والمراجعة المستمرة لأجندات المشروع .

إن عملية التحضير للجائزة تتطلب التركيز على تفاعل جملة عناصر هامة مثل القيادة ، إدارة العمليات ، النتائج ، التخطيط الاستراتيجي ، التركيز على الزبائن ، تحليل مؤشرات الأداء القياسية وإدارة المعرفة ، وبالتالي صهر هذه العناصر ضمن عمل تشاركي ورؤيا جماعية ، وبدون ذلك لا يمكن تخيل النجاح في إدارة هذه العملية الصعبة ، والتي تتطلب كذلك جهودا حثيثة متواصلة من فرق العمل وكافة المعنيين بدعم وإشراف يومي مباشر من القيادة العليا ، وقد قصدت هنا أن أقدم "خارطة طريق" مختصرة تسهل الإقدام على هذه المبادرة وتسلط الأضواء على المحاذير والهفوات ، كما أنها تقود المهتمين للوصول للتميز والخروج بأمان من هذه المتاهة تحقيقا للفائدة المرجوة .

القيم المضافة الملازمة لعملية التحضير للجوائز العالمية والمحلية

مشاركة منتدى

  • اذا ما تم اتخاذ الادوات التقليدية لادارة الجودة الشاملة فبإمكاننا اعتبارها نقطة انطلاق فقد لا يمكن اتخاذها كركيزة يُعتمد عليها لتحقيق التميز، فالتميز المؤسسي يحتاج الى ادراج نموذج معين او بناء منهجية مشكلة من عدة مناهج سابقة تُضمّ ن وفقا لاستراتيجية معينة ذلك راجع لطبيعة نشاط المؤسسة واستجابة للتغيرات البيئية الكلية التي لا تستطيع المؤسسة التحكم فيها وانما مسايرتها و التخفيف من مخاطرها.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى