الأربعاء ٢٦ حزيران (يونيو) ٢٠١٣
بقلم مهند النابلسي

حماية البيئة...بين الفعل والثرثرة!

عندما تدخل المبالغة والانفعال لجوهر الظواهر تفقدها المصداقية والمنطق وتحيلها للغو فارغ من المضمون، وكمثال معبر اتحدث هنا عن تلوث البيئة «الشر الذي لا يريده أحد»، فكلنا يسعى لهواء نظيف وماء نقي وسيارات صديقة للبيئة وغابات خالية من المخلفات والملوثات، ولكن ماذا يحدث لو تحول مفهوم البيئة لسعار كريه مكرر يسعى لتشويه الصناعة واقفال المصانع ومنع البدائل الوقودية وصولا لاقفال المصانع وتعطيل الصناعة الوطنية؟!

وقد صدر مؤخرا كتاب بيئي جديد يسخر من نبوءات خبراء البيئة: فمن حسن الطالع أن معظم توقعاتهم الكارثية لم تتحقق على ارض الواقع، فالمحيطات والبحار والأنهار لم تتلوث بفعل تأثيرات المبيدات الحشرية ومخلفات المصانع السامة، وآلاف الناس لم يموتوا بفعل تاثيرات الدخان الخاتق في لوس انجلوس، كما لم تتسبب حرائق النفط في الكويت بحدوث انجماد عالمي كارثي، كما أن التلوث الافتراضي لم يؤدي لانقراض العديد من الكائنات الحية!

ما زالت المبالغات تتوالى ، فبعض النبوءآت ما زالت تتحدث عن كوارث متوقعة للانحباس الحراري، وعن غرق مدن بكاملها خلال الثلاثين سنة القادمة، واخرى تتحدث عن ارتفاع الحرارة بضع درجات خلال عقدين، وثالثة تتحدث عن موت متوقع للاشجار والغابات ، وبدا الحديث هنا يتطابق مع افلام الخيال العلمي الكارثية كشريط "2012" الشهير الذي يتطرق لتأثير غازات الدفيئة ودورها الكارثي الافتراضي بنهاية كوكب الأرض! ويبدو أن الحلول البسيطة هي الأكثر فعالية وتتمثل بقيام الاسر بتنظيف مخلفات رحلاتها "الشوائية"، وبتقليل استخدام اكياس البلاستيك الضارة بالبيئة، وبصيانة دورية للسيارات القديمة والحديثة على حد سواء ومخالفة السيارات التي تبث الدخان الاسود وتسمم الجو، وبتكثيف استخدام وسائل المواصلات العامة، وبوضع ضوابط صارمة لالقاء المخلفات والسماح المشروط للتدخين في الماكن العامة، ناهيك عن الالتزام بالنسب العالمية المقررة لانبعاثات غازات الكربون والنيتروجين، والذي زار بعض دول "الربيع العربي" لا يستطيع أن ينسى مشاهد المخلفات والقاذورات الملقاة باهمال في الشوارع وحول حاويات الزبالة وكأنها "شاهد عيان" على الفوضى واللامبالاة وقلة الاكتراث بالبيئة والنظافة!

بصراحة انبهرت خلال زيارة عمل قصيرة لأبو ظبي من نظافة الكورنيش ومن التزام كافة المتنزهين (الأجانب بمعظمهم) بالتعليمات المكتوبة: حيث " لا شواء ولا تخييم ولا قطف للزهور"، بالاضافة لنظافة لافتة استثنائية ، وحيث يمكن ان تستمتع خلال ممارستك لرياضة المشي او التنزه او الجلوس على المقاعد الخشبية والحجرية المنتشرة، وينعشك هواء البحر الرطب الندي المنعش، كما تستمتع بمناظر الأبراج المضيئة والقوارب والبواخر البعيدة والقريبة ، كما المرافق والديكورات الحجرية والنوافير الملونة وكأنك في مدينة مستقبلية افتراضية...ولم استطع منع نفسي من المقارنة مع الواقع البائس للشواطىء العامة بالعقبة والبحر الميت ومع المتنزهات الوطنية المتشرة بربوع الاردن الساحرة ...ولم اتجرأ لبحث الأسباب والوصول لاستنتاجات!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى