السبت ٣ آب (أغسطس) ٢٠١٣
بقلم عثمان آيت مهدي

الأمانة العلمية والموضوعية

سألته عن أحداث وقعت بالقرب من مسكنه قبل خمسين سنة فاعتذر، للأمانة العلمية والموضوعية التي يجب أن تتميّز بها إجاباته، وقال: معلوماتي ضعيفة عمّا جرى يوم ذاك، هناك من يستطيع أن يتحدث فيها أكثر. قلت: لننتقل إلى حدث وقع في هذه الفترة على بُعدِ أكثر من ألف كيلومتر، أيْ، على حدود البلاد. قال: سأجيبك، وراح يتكلم بإسهاب وتفصيل مملّ.

عن الشجاعة والديموقراطية

عُرفَ بصوته الجهوري وشجاعته في شتم وسبّ الصهيونية والإمبريالية والاستدمار من أيّ دولة كان، إنّه لا يخاف من الله لومة لائم، لكن إن سألته عن نظام بلده المتعفن وساسته الخائنين، أجاب بتؤدة وتأنّ: صحيح هناك نقائص، وصحيح أيضا هناك تجاوزات، نحن لا ننكر ذلك، سنعمل جاهدين، إنْ شاء الله، على ردمها والقضاء عليها، الأمر يتطلب المزيد من اليقظة والنفس الطويل والصبر الجميل.

عن التضحية والإخلاص للوطن

كان وقت المقابلة التي جمعت وطنه العزيز بالوطن الأجنبي في الحقل، يقلب الأرض ويفتت تربتها ليزرعها قمحا وشعيرا، وعندما أضناه التعب وأحرقته الشمس اللافعة، عاد في المساء إلى كوخه الحقير الذي لا يتجاوز الثلاثين مترا مربعا ليشاهد تسليم الميداليات على فريق وطنه العزيز الذي فاز بالمقابلة، منصتا بتأثر عميق ودموع تنساب على خديه، للمعلق الذي قال: أنتم التضحية، أنتم الإخلاص، يا نجوم الوطن، يا شموسه في الليلة الظلماء، بكم يرفع الوطن هامته، وبكم يسعد الوطن ويتطور.. ثمّ بدأ المعلق في سرد الجوائز الممنوحة للاعبين من رئيس الجمهورية ووزرائه، من الشركات الوطنية والخاصة، من الأنصار والمعجبين..

عن المبادئ والنضال

عُرفَ بشجاعته ووفصاحته وقوّة تأثيره في النّاس، أسّس جمعية نقابية للدفاع عن مصالح العمال المهضومة، ثمّ انتخب رئيسا لها. كان كثير الحركة والنشاط، يستمع لهذا وينصح ذاك، ويشدّ أزر ذلك. وصل الخبر مسامع المسؤولين الكبار، استدعوه إلى مكتبهم بالطابق العلوي. قال له المسئول الكبير: حقيقة، نحن مبهورون من عملك هذا المتقن، وتفانيك فيه، هناك منصب رئيس مكتب، أعترف لك أنّه لا أقدر عليه منك. ما هو جوابك أيّها المناضل الوفي لمبادئه؟ ردّ النقابي بسرعة: أعلم كذلك أنّ منصب رئيس مصلحة هو الآخر في حالة شغور، ما رأيك أيّها المدير الساهر على مصالح العمال؟ قال المدير: اتفقنا، غدا إن شاء الله، ستصبح رئيس مصلحة المبيعات بهذه الشركة.

عن الوطنية والانتماء للأفكار

عُيّن بمرسوم رئاسي في منصب سام بإحدى الولايات البعيدة. اتصل بمكتبه في اليوم الموالي، تعرف على فريقه في العمل، إنّهم جميعا من نفس هذه الولاية. استدعى كاتبه وطلب منه إرسال برقيات عاجلة إلى السيدات والسادة الآتية أسماؤهم للعمل معه وتقمص المسؤوليات التالية. بعد شهر من مباشرته العمل بهذه الولاية أصبح فريقه جميعا من أبناء عمومته ومسقط رأسه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى