الثلاثاء ٢ تموز (يوليو) ٢٠١٣
للأجيال القادمة كي لا تنسى

الترحيل وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم

بقلم: غازي حسين

تظهر المواقف والأفكار حول ترحيل الشعب الفلسطيني بجلاء أن «إسرائيل» هي التي طردت ورحلت وأجبرت الشعب الفلسطيني على النزوح في أعقاب الحروب العدوانية التي أشعلتها في عامي 1948 و1967. وتعني هذه الأفكار وممارسات حكام "إسرائيل" لماذا لا تكرر "إسرائيل" نفس الأسلوب، لأن ترحيل العرب من الأهداف الأساسية للأيديولوجية والحركة الصهيونية. فإسرائيل كللت قيامها بترحيل الشعب الفلسطيني إلى لبنان وسورية والأردن. وطالب خليفة زئيفي الحاخام بني ايلون بطرد الفلسطينيين وترحيلهم من الضفة والقطاع إذا لم يوقفوا الانتفاضة وقال: "طالما أنهم يشنون حرباً علينا فسوف تكون هذه الحرب أيضاً مثل حرب الاستقلال التي انتهت بتغيير ديمغرافي وجغرافي".(71)

خططت الصهيونية لترحيل الشعب الفلسطيني إلى البلدان العربية، وسخّرت الإرهاب والإبادة والحروب العدوانية للوصول إلى هذا الهدف، لأنهم أدركوا وأعلنوا أن دولة اليهود لن تقوم ولن يكتب لها التوسع إلاّ إذا قامت بترحيل أصحاب البلاد الأصليين وسكانها الشرعيين لإحلال المهاجرين اليهود محلهم وإقامة الكيان الاستيطاني والدولة الاستيطانية وتحقيق الاستعمار الاستيطاني اليهودي.

وآمن الزعماء الصهاينة بأنه لا يمكن اقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه وأرضه إلاّ باستخدام القوة وممارسة العنصرية والتمييز العنصري والهولوكوست عليه.

ونجحت الصهيونية عن طريق يهود العالم بتضليل وخداع الرأي العام العالمي وسوّقت زعمها في أن الفلسطينيين مسؤولون عن نزوحهم لأنهم استجابوا لنداءات زعمائهم العرب وتركوا منازلهم وأرضهم.

وكان بن غوريون مؤسس "إسرائيل" يدعو إلى دولة نقية لليهود وخالية من العرب، والمحافظة على الطابع اليهودي للكيان الصهيوني.

ويلتقي العنصريون اليهود مع النازيين الألمان ومع ماري لوبان في فرنسا في ترحيل اليهود الاندماجيين والفلسطينيين والفرنسيين من أصل عربي وإفريقي، ولذلك تعاون هتلر مع الحركة الصهيونية وأعلن لوبان مراراً وتكراراً بأنه "مؤيد صادق لدولة إسرائيل".

إن الهجرة اليهودية وترحيل الفلسطينيين والاستعمار الاستيطاني سمات استعمارية عنصرية نازية تجسّد الاستعمار الاستيطاني اليهودي في الأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة بأجلى مظاهره. وأن المستعمرين اليهود عنصريون يهود وأسوأ من النازيين الألمان، بسبب تأسيس الأمم المتحدة والموافقة على معاهدة تحريم الإبادة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وإعلان الأمم المتحدة بتصفية الاستعمار بكافة أشكاله وصوره.

إن ترحيل الشعب العربي الفلسطيني من وطنه سوف يتحقق إذا استمرت الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي وفي طليعتها ألمانيا في دعم سياسة "إسرائيل" التوسعية والإرهابية والعنصرية وتقوية طاقاتها العسكرية والاقتصادية ودعمها سياسياً وإعلامياً وتبني الموقف اليهودي المعادي للعرب والإسلام.

إن الشعب العربي الفلسطيني يتمسك بوطنه وأرضه وأملاكه وبحقه في العودة ورفض التوطين ولن يقبل على الإطلاق باقتلاعه من وطنه وتحويله حتى إلى لبناني أو عراقي، كما أن اللبنانيين أو العراقيين لن يوافقوا على طردهم وإحلال الفلسطينيين محلهم.

لا يوجد إنسان في العالم يوافق على اقتلاعه من وطنه بمحض إرادته وبموافقته، كما لا يجوز لبعض الحكومات العربية أن توافق على توطين الشعب الفلسطيني في بلدانهم تحقيقاً لرغبة العدو الإسرائيلي.

أكدت الأمم المتحدة حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه في مئات القرارات الدولية التي كانت توافق عليها سنوياً منذ أن خلقت "إسرائيل" مشكلة اللاجئين الفلسطينيين والتي تتحمل المسؤولية التاريخية والسياسية عن نشوئها.

ويؤكد الشعب العربي الفلسطيني باستمرار وجوب ممارسته لحقه في العودة تطبيقاً لقرارات الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي.

إن حق العودة للاجئ الفلسطيني حق طبيعي يملكه الإنسان الفلسطيني وليست منظمة التحرير الفلسطينية أو بعض الحكومات العربية أو حتى مؤتمرات القمة العربية، وهو حق يملكه الفرد وغير قابل للتصرف أو الإنابة وكفلته العهود والمواثيق الدولية.

وأصبحت له إلزامية القانون بتكراره المستمر في مئات القرارات الدولية. ومن هنا فهو غير قابل للتفاوض ولا للمساومة.

***

بقلم: غازي حسين

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى