الاثنين ٨ تموز (يوليو) ٢٠١٣
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

إرادة الشعب

جند مصر هم خير أجناد الأرض، وخير الخلف لخير السلف، قال العجلوني في كشف الخفاء: عن عمرو بن العاص حدثني عمر أنه سمع رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: (إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض) قال أبو بكر: ولِمَ ذاك يا رسول الله؟قال: (إنهم في رباط إلى يوم القيامة)، وعمرو بن العاص رضى الله عنه بعد أن نصره الله بفتح مصر قال: (أهل مصر أكرم الأعاجم كلها وأقربهم بالعرب عامة وبقريش خاصة)، وقال البارون بوالكونت: (إن المصريين هم خير من رأيت من الجنود) وبعد حرب المكسيك قال نابليون الثالث: (قبل أن تصل الكتيبة المصرية إلي المكسيك لن نحظ بانتصار واحد وبعد أن وصلت لم نمن بهزيمة واحدة)،وفي معارك الاستنزاف التي اندلعت بعد 5 يونيو عام 1967 وأيضا في معارك أكتوبر 1973م قدم أبطال مصر معجزات عسكرية أفقدت الجيش الإسرائيلي توازنه وقضت على الغرور والصلف الإسرائيلي بل بهرت العالم وتوقفت عندها العالمية بالدراسات والأبحاث، وعندما اندلعت التظاهرات في يوم الشرطة (2 يناير) 2011 من السويس وميدان التحرير معترضة على بعض ممارسات الشرطة ثم انتشرت في المحافظات وتصاعدت المطالب الشعبية وأصرت على رحيل مبارك رئيس الجمهورية نظرا للفساد والحالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والمعيشة المؤلمة، وعندما تدخلت القوات المسلحة لحماية الجبهة الداخلية استقبلها الشعب بالحب، انحازت القوات المسلحة للشعب المصري، وفي مساء يوم 11 فبراير 2011 تنحى رئيس الجمهورية عن منصبه وتولى المجلس العسكري قيادة السفينة في فترة حرجة،

أجريت انتخابات الرئاسة وأعلنت اللجنة فوز د.محمد مرسي بنسبة 51٫7% وفي 30 يونيو عام 2012 تولى د.محمد مرسى منصب رئيس جمهورية مصر العربية بصفة رسمية،أنتظر الشعب ثمرات الثورة ولكن مع توالي الأيام والشهور ساءت الأحوال نتيجة لسوء إدارة رئيس الجمهورية والعمل على تحويل مصر داخل جماعته التي ينتمي إليها وغاب عنه أن الجزء لايمكن هضم الكل،برغم الأزمات التي توالت ومنها ارتفاع نسبة الضرائب المفروضة على المرتبات وطوابير السولار والبنزين في المحطات وكثرة انقطاع التيار الكهربائي والمياه وقطع العلاقات مع سوريا الشقيقة وعدم الاهتمام بالعلاقات مع السعودية والإمارات وسوء التعامل مع الكوارث التي تنتظر مصر بسبب سد النهضة الإثيوبي والذي تم تنفيذ أكثر من الثلث لبنياته،هذا فضلا عن الخطابات الرئاسية التي لاتضاهي حضارة وقيمة وحجم مصر ففي كل خطاب نجد التهديد والعنف والانتقام السياسي،ولم يجد الشعب المصري إلا التدهور والضنك والكلمات والشعارات الواهية، كما زرع الرئيس المعزول الفرقة والشتات بين الشعب المصري بصورة لم تحدث عبر تاريخ مصر العريق،ولذا بدأت مجموعة من الشباب المصري العظيم في التجهيز لحملة بعنوان (تمرد) وألتفت الملايين من الشعب المصري حول تلك الحملة التي نجحت في تجميع أكثر من 20 مليونا من التوقيعات وتم تحديد 30 يونيو 2013 للخروج إلى الميادين في المحافظات للمطالبة برحيل رئيس الجمهورية للحفاظ على مصر التي كادت أن تنزلق إلى الانحدار والهاوية،

وبالفعل خرجت الملايين المصرية إلى الميادين والشوارع في شتى المحافظات المصرية وتجاوز العدد الأربعين مليونا في تظاهرة غير مسبوقة على مدار تاريخ الأمم والشعوب،وخطب د.محمد مرسي رئيس الجمهورية ولكن جاء خطابه صادما وداعيا للعنف والفرقة كالعادة وبرغم مطالبته بإجراء انتخابات رئاسية وتغيير الوزارة ولكنه لم يهتم بذلك،نادى الشعب المصري على قواته المسلحة لأجمل حمايته والحفاظ على الأمن الداخلي والقومي والتدخل لإنقاذ مصر من الهاوية،وفي الأول من شهر يوليو 2013 أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانها نذكر منه:(لقد استشعرت القوات المسلحة مبكراً خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصري العظيم ولذلك فقد سبق أن حددت مهله أسبوعاً لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أي بادرة أو فعل،وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذي أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي،إن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيداّ من الانقسام والتصارع الذي حذرنا ولا زلنا نحذر منه ..)

مرت المهلة ولم يهتم رئيس الجمهورية بذلك بل عاند دونما اهتمام بمطالب النسبة الكبيرة من الشعب،وفي مساء يوم الأربعاء 3 يوليو 2013 عقدت القيادة العامة للقوات المسلحة لقاءات مع عدد من الرموز الدينية والوطنية والسياسية والشبابية،وعقب الاجتماع أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانها،وتم عزل رئيس الجمهورية وفقا لرغبة الشعب ولكن مجموعة الرئيس المعزول لم تهتم بإرادة الشعب والتي هى مصدر السلطات بل كابرت وعاندت وخرجت في مظاهرة متحدية المؤسسات وإرادة الشعب وتطورت الأحداث وبدأ من يناصر الرئيس المعزول في التعديات على المواطنين بالأسلحة والقتل والهجوم على مقرات المحافظات والمؤسسات كما بدأت الشائعات تطاير عبر شبكة الإنترنت والقنوات الفضائية الخارجية التي تعمل ضد مصر بهدف إسقاطها مع الاستعانة ببعض الدول ذات المصالح المشتركة مع الرئيس السابق وأنصاره،ناهيكم عن التطاول على القوات المسلحة والقضاء والإعلام والشرطة ومؤسسات ومرافق الدولة،ياسادة:هل الشخص أهم من الإرادة الشعبية ومصلحة مصر؟! وهل الحكم يكون بالقوة والبلطجة والفاشية؟!وهل من الدين الإسلامي أو الأديان السماوية قتل الأبرياء وإزهاق الأرواح المصرية البريئة ونشر الشائعات والإستقواء بأمريكا أو غيرها؟!،ياسادة:لسنا مع أو ضد،ولم نتحزب لحزب أو فيصل معين بل نحن نعمل لأجل مصر والتاريخ المشرف،ياسادة:لابد من احترام الإرادة الشعبية المصرية والعمل لأجل مصر فدوام الحال من المحال والأشخاص إلى الفناء ومصر للخلود،أيها المصريون الشرفاء:أتحدوا مع القوات المسلحة والشرطة والقضاء ومؤسسات الدولة لأنكم الدروع المخلصة الداعمة لمؤسسات مصر الحبيبة فهى بنا ولنا كلنا،وقبل أن نفرق أقول:

تعظيم سلام ياوطن..
ياأشرف الأسماء
معاك في المحن..
جورج وأحمد وحسن
لافرق في الأسماء..
ووقت الخطر كلنا فداك.

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى