الأحد ٢٨ تموز (يوليو) ٢٠١٣
بقلم عثمان آيت مهدي

احذروا الخريف، إنّه وراء الستار

لم تدم كلمة الخريف طويلا حتى انتفض الجمهور من ركاكة التعبير والمعاني الدنيئة والمنحطة والأخطاء النحوية، وثار في وجهه صارخا: ارحل، ارحل، ارحل، لست أهلا للخطابة ولا للدعوة، نيّتك مبيتة، مشاعرك ميتة، ارحل، ارحل، ارحل، لقد كنت سببا في انحطاطنا وتعاستنا وضياعنا، ارحل، ارحل، ارحل..

لم يستطع الخريف الوقوف أكثر في وجه المنتفضين وتوارى خلف الستار متجنبا بذلك ثورة قد تودي بحياته. صعد الربيع إلى المنصة مختالا ضاحكا من الحسن وتكلم: أنا منكم أحبائي ولكم.

هدأت النفوس واشرأبت إليه الأعناق وساد صمت رهيب في القاعة، وأردف يقول: ماذا لو اجتمعت الأزهار والورود، الأنهار والجداول، الينابيع والخمائل، الطيور بأشكالها والحيوانات بأنواعها تحرسهم وتحوم حولهم جبال برداء أخضر تارة، تكسوها الثلوج فتلبسها رداء أبيض تارة أخرى.. فماذا أنتم قائلون؟

ردّ الجمهور بصوت واحد: إنّها الجنة بعينها، إنها الجنة بعينها؟

قال الربيع: أنتم هذه الجنة، ولا جنة غيركم، كيفما تكونوا يول عليكم، احذروا الخريف إنه وراء الستار، لن يهدأ له بال ولن ينعم بالراحة ما لم يسوّج هذه الجنة مملكة له وبعد ذلك يعيث فيها فسادا.

بين القمر والمذنب هالي

كان الأستاذ يشرح درسا حول بعض المذنبات (هالي، أنكي، كوهوتيك، وهيل بوب) وقال في هذا الصدد أنّ المذنب هالي قد اكتشفه إدموند هالي سنة 1682م وتوقع ظهوره سنة 1758م أيْ بعد مرور 76 عاما وعشرة أيّام، إلا أنّ صاحب الاكتشاف العظيم توفي قبل ست سنوات من ظهوره مرّة أخرى، وتكريما له سميّ المذنب باسم مكتشفه. لكن في عصرنا هذا نكتشفه بالدقيقة والثانية.

رفع أحد التلاميذ يده سائلا: لماذا نختلف نحن في اكتشاف القمر في مطلع كلّ شهر منذ القرن السابع الميلادي؟
الأستاذ: لأننا أمّة أميّة لا تكتب ولا تحسب، الشهر هكذا هكذا.

فرجات للشيطان

دعا الإمام أحد الجالسين أمامه لإقامة الصلاة، وقف المصلون في صفوف مستوية ومتراصة، ثمّ أضاف الإمام: الكعب بالكعب والركبة بالركبة والمنكب بالمنكب، ولا تذروا فرجات للشيطان. قال أحدهم: وهل يحتاج الشيطان إلى فرجات؟ إنّه يسكن في قلوبنا، يتغلغل في أعماقنا، ينصهر في ذواتنا.

من الصفيح إلى السجون

تعالت الزغاريد وعمّت الفرحة حيّ الصفيح، أخيرا انكشف النهار عليهم وبزغت شمس الحياة بعد معاناة طويلة في بيوت بلا أبواب، دون كهرباء ولا ماء ولا قنوات صرف المياه.

فتح صابر باب مسكنه الجديد بحيّ 1260، ثلاث غرف للنوم، صالون ومطبخ وحمام وشرفتان إحداها مطلة على البحر. ملأ رئتيه هواء ثمّ التفت إلى زوجته التي غمرتها السعادة بالمسكن الجديد، وقال لها:

شيء واحد ينقص هذه السكنات الجميلة.

ردّت زوجته بعفوية:

أبواب من حديد وسياج متين لجميع الشرفات والنوافذ.

مجرد حلم

طلب مدرب الفريق الوطني من اللاعب بن يامين عازر ذي الأصول اليهودية إحماء عضلاته لتعويض اللاعب إبراهيم سلامي الذي كان مردوده ضعيفا في الهجوم.

كانت الدقيقة الخامسة والستين عندما دخل المهاجم بن يامين، لم يتأخر كثيرا ليمرر كرة جميلة للاعب رقم 9 رأس الحرباء فرنك برخر ذي الأصول الألمانية ويسجل هدف التعادل.

خيّم سكون رهيب في مدرجات الملعب وشدّ الجمهور أنفاسه. بعد خمس دقائق يضيف اللاعب سبستيان لارك ذو الأصول الفرنسية الهدف الثاني.

يقوم الجمهور بالتصفير والصياح على لاعبيهم، ولم يبق من الوقت الإضافي سوى دقيقة ليعلن الحاكم الرئيسي نهاية المقابلة وفوز الفريق الوطني على البرازيل بهدفين لهدف واحد في نهائي كأس العالم.

وبالفعل، يدخل الفريق الوطني التاريخ، لقد فاز لأول مرة على فريق يعشق الكرة بل يعبدها، وفي عقر داره وأمام عشرات الألاف من أنصاره، إنّه البرازيل، سيتذكر عشاق الكرة المستديرة هذه المقابلة لسنوات كثيرة.

في نهاية المقابلة قام رئيسنا رفقة رئيس الفيفا المصري محمد حسن البسيوني بتسليم الكأس لقائد الفريق المهاجم سبستيان لارك.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى