الاثنين ١٢ آب (أغسطس) ٢٠١٣
بقلم مهند النابلسي

دع المشاريع تختارك!

أسباب اخفاق الكثير من المشاريع العربية؟

يقول أحد حكماء الجودة: عندما أسعى لاختيار مشروع ما تصدر عادة رائحة كريهة! ولكن عندما تجدني المشاريع، فانها تكون عادة مشاريع جيدة جدا!

كثيرا ما يؤدي عدم تمييزنا للمشاريع الواقعية ذات الجدوى لاخفاق كبير يتبعه عدم القدرة على تعريف وتحديد المهمات المكونة لهذا المشروع، هنا تكمن الأخطاء الشائعة المرتبطة بسؤ تعريفنا للمشاريع المحتملة ذات البعد الواقعي الحقيقي، وخاصة ان كان مداها واسعا جدا وخيالي (كمثال معالجة المجاعة في العالم او تسخين مياه المحيط )! او أن تكون الأعراض متعددة ومتفاوتة وذات تشعبات كثيرة ومتفاوتة وذات اهداف كثيرة وبمشاركة أشخاص كثر ودوائر عديدة.

وربما يكمن الحل الواقعي هنا بتجزئة المشروع الكبير الواحد لعدة مشاريع واقعية ملائمة ، أما العناصر الاخرى الهامة التي تقود لفشل ادارة وتعريف المشاريع فتتلخص بكون المشكلة سهلة الحل ولا تحتاج اصلا لتقنية ادارة المشروع، او بكون الحل معروف مسبقا، وقد يتطلب القيام بعمل مباشر للانجاز ولا يحتاج لتحليل وقياس ، كما ان المشكلة قد تكون ذات بعد اداري –تسويقي بحت ولا تجدي معها تقنيات ادارة المشاريع، و قد يتطلب الأمر في نهاية المطاف بحوثا طويلة الأمد ذات طابع تطويري استراتيجي، وليس مجرد مشكلة تتطلب أدواتا للحل الواقعي ضمن جدول زمني محدد.

بالمقابل وكأمثلة لافتقار بيئة أعمالنا الادارية لثقافة ادارة المشاريع اللازمة لنجاح المشاريع الحيوية، فقد لاحظت انه لا توجد آلية واضحة لاطلاق المشاريع، ولا لطريقة عملها ولا لانهائها ودراسة نتائجها، كما أن اداراتنا العربية لا تعترف بصلاحيات وسلطة مدراء المشاريع ولا تمنحهم الفرص المستقلة لاثبات قدراتهم وممارسة الانضباط وادارة العمل والوقت: وكمثال عملي معبر فقد لاحظت أثناء ادارتي لحد مشاريع التغيير الاستراتيجية الكبرى، أن بعض المدراء الملمعنيين لا يلتزمون بانجاز ومتابعة المهمات الموكلة لهم ولفريق عملهم، كما لا يهتمون بحضور الاجتماعات بحجة انشغالهم بأعمالهم الروتينية، وقد يتجرأ بعضهم بمعاقبة موظفيه الجديين اذا ما لاحظوا أن هؤلاء يعطون الأولوية لانجاز اجندات المشروع، وهم يكرسوا بذلك نمطا روتينيا باليا من وضع العراقيل امام نجاح "ادارة التغيير" وذلك ِ

أردت من هذه المقالة القصيرة ان اسلط الأضواء على حالة التخبط والاخفاق التي تتعرض لها معظم المشاريع العربية والتي تؤدي للاحباط والفشل وضياع الوقت والجهود عبثا (وهناك امثلة عديدة معبرة )، بالرغم من اغراق سوق التدريب والاستشارات بدورات "ادارة المشاريع" بلا جدوى ومغزى!

أسباب اخفاق الكثير من المشاريع العربية؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى