الاثنين ٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٣
بقلم جميل السلحوت

خنزير

حمد الله وصلى على أنبيائه وأرغى وأزبد من على المنبر...دعا الأعداء الى احتلال البلاد وتحرير العباد من الظالمين، "فالطغاة يجلبون الغزاة"....بينما قال القسيس لوسائل الاعلام: ملعون من يدعو الى احتلال وطنه.حوقلت العجوز الثكلى وتساءلت بحسرة: هل هناك خنزير يدعو الى تدمير البلاد وقتل العباد؟فأجاب من اكتوى بنار الاحتلال: لا نتمنى الاحتلال لأي شعب بمن فيهم الأعداء...فزلزلت الأرض.

قضى نحبه....


صوب كل منهما سلاحه باتجاه رأس زميله الآخر، أطلقا النار في نفس اللحظة، هرعت عشيرة كل منهما لأخد الثأر، وفي اليوم التالي جاء في نعي أحدهما:"تتقبل العائلة التهاني بابننا البار الدي قضى نحبه دفاعا عن دينه ووطنه ونحتسبه عند الله شهيدا، ولا نزكي عند الله أحدا......."
وجاء في نعي ثانيهما:" بكل فخر واعتزاز ننعى ابننا الدي ارتقى سلم المجد شهيدا أثناء آدائه واجبه الوطني...."
وفي النوم رأت الوالدتان الثاكلتان نارا عظيمة تحيط بقبري ابنيهما.

قضى نحبه....


صوب كل منهما سلاحه باتجاه رأس زميله الآخر، أطلقا النار في نفس اللحظة، هرعت عشيرة كل منهما لأخد الثأر، وفي اليوم التالي جاء في نعي أحدهما:"تتقبل العائلة التهاني بابننا البار الدي قضى نحبه دفاعا عن دينه ووطنه ونحتسبه عند الله شهيدا، ولا نزكي عند الله أحدا......."

وجاء في نعي ثانيهما:" بكل فخر واعتزاز ننعى ابننا الدي ارتقى سلم المجد شهيدا أثناء آدائه واجبه الوطني...."
وفي النوم رأت الوالدتان الثاكلتان نارا عظيمة تحيط بقبري ابنيهما.

قبح


لا أنعى بـ "بفخر واعتزاز" أيا ممن سقطوا الى قمة المجد شهداء، ولا أهنئ ولا أتقبل التهاني برحيلهم، ولا أشجب ولا أستنكر فما عاد قلبي يحتمل المزيد من الألم....فأبكي الأحياء قبل من رحلوا، وأعجب كيف نبرئ القاتل ونفخر بدم الضحية؟ وكيف نحمل مفاتيح الجنة؟ وعفوا يا خير من فينا، فأنتم لستم متاعا زائدا عن الحاجة، وما أقبح جهلنا!!!

انتصار


الأم التي فقدت رضيعها تحلم بأنها تلقمه ثديها، تغمرها السعادة، تستيقظ والحليب ينساب على جسمها، تطلق صرخة حزن مدوية، والقتلة هناك يهللون ويكبرون فرحين بنصر يتوهمونه.

مال ونار

‏ ‏
أرغى وأزبد...هتف وكبر....قاد جموعا...ألقوا قنابل حارقة على الكنيسة....انتشى فرحا كلما ازدادت ألسنة اللهب اشتعالا....وفي الليل خرج من بيته الى المسجد، أشعل فيه النيران....عاد الى بيته...جلس قبالة التلفاز....تحسس المبالغ التي قبضها من السفارة وهنا ظهر على الشاشة الصغيرة قسيس يستنكر اقتحام المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى.

عودة

‏عاد الى مقعده الدراسي، مرت بخاطره قبلة والدته الدافئة فابتسم، رأى من نافدة الصف الجنود يمتشقون السلاح قرب المدرسة....داهمته اللحظات الأخيرة لقرينه الدي قضى قبل شهور....علت تكشيرة وجهه وانسابت الدموع على وجنتيه.

الحياة الأخرى

وجد الأطفال العرب المختطفون من الحياة الدنيا أنفسهم يحلقون في حواصل طيور خضراء، تحط بهم بين أهل خير من أهلهم، اجتمعوا وقرروا أن لا يشفعوا لأي من الأقارب الكبار...ولن يستقبلوا غير الأطفال في وطنهم الجديد.

دعارة

‏الأرض أمنا منها ولدنا، والى حضنها نعود في دورة عجيبة، ومن يستدعي الغرباء لتدمير واحتلال وطنه، أكثر قبحا وبشاعة ممن يزني بأمه، ويحول بيتها الى ماخور، ويعمل قوادا عليها.
27-8-2013


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى