الأربعاء ٢٩ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم روضة حرب

الرسائل بين الماضي والحاضر

بالأمس كنا نقضي الليالي الطوال في كتابة الرسائل الطويلة للأهل و للأصدقاء، كان الكثير منا يقضي ساعات الليل في كتابة ما يشعر به نحو من يحب أو يسأل عن أهل أو عن أحوال صديق في مكان ما، تذهب خلال هذه الليالي آلاف الأوراق حتى يأتي الصباح برسالة واحدة، وبعدها ننتظر أياماً وربما شهوراً حتى يأتينا الرد، ذلك الرد الذي تنقل من مكان لآخر ولساعات وأيام حتى وصل إلينا.

أما اليوم وكعادتها كانت التكنولوجيا دائماً وأبداً مدمرة للشعوب والقلوب، فلقد أصبح للرسائل أجنحة تطير بسرعة الضوء قبل أن ننتهي منها، وأحياناً كثيرة لا نكاد نستفيق لخطأ ما ونحاول مسحه أو الاعتذارعنه حتى تكون قد استقرت تحت نظر المرسل إليه، ويكون الرد قد شارف على الوصول إلينا إما قاسياً أو لطيفاً. إنها رسائل الهاتف النقال التي تفقدنا روعة المراسلة وتزيد الغبار على قلمنا، مما يجعلنا نفقد معها الصبر شيئاً فشيئاً، كما أصبحنا عاجزين عن تمييز صوت المتحدث إلينا، بل إننا قد نتعرف عليه من رقمه فقط، ويكون الحظ العاثر من نصيب من لا نحتفظ برقمه في مذكرة هاتفنا النقال، مما يجعله عرضة للنسيان ولا يطوله نصيب من ذاكرتنا وبالتالي لا تصله رسائلنا على اختلاف مواضيعها.

مشاغل الدنيا، توفير المال والوقت معاً وغيرها من الأعذار التي نُعزي بها أنفسنا، وبها أيضاً نغفر لهذه الرسائل خطأها بافقادنا شغف الكتابة وابتعادنا عن الورقة والقلم، تلك الرسائل التي لا تأخذ من وقتنا سوى دقائق معدودة حتى ننتهي من كتابتها وثواني لا نكاد نعدها حتى تكون رسالتنا وصلت إلى الطرف الثاني. فعلى قدر ما هي مفيدة وسريعة إلا أن روعة التكنولوجيا أنستنا القراءة والكتابة فماذا ستنسينا أيضاً ؟؟؟


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى