الثلاثاء ١٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٤
بقلم عبد الجبار الحمدي

حلم وهواجس...

اقترب قرص الشمس على الأفول ولا زلت انتظرك على رمال البحر التي شهدت لقائي الأول معك... لا ادري لحظتها شعرت بأن الدنيا قد توقفت عن الدوران فقط من أجل ان التقيك ها هنا، سبقتني الايامي كلها دون ان تستقصي عداً لساعات مرت دون ان ترتوي نفسي برؤية وجهك الذي عشقت، كنت وقتها ابحث عبر أمواج البحر وفضائه عن وجه من أحب، سألته مرات كثر عن سبب جحودهوالزمن الذي ابقاني بعيدا على سواحل يمه دون النزول الى عمقه للعوم مع حورية عمري، دوت في صدري صرخة كتمتها خوف انفجار انفاسي الغير مصدقة بوحك معي...

أما الآن اجدني وشاهدي قرص الشمس الآفل الى نكرانك كل احاسيسي ورمي ابتساماتنا وحديث الحب الذي كانت نوارس البحر شاهدة هي الأخرى على ما تعاهدنا عليه... كم هي سهلة عندك ان تتركي خطواتك التي تركت اثرها في وجداني قبل الرمال عناوين وَلَهٍ من العواطف، احترت كثيرا!!! فجفائك فجأة لم أجد له معنى، ترى ما الذي غير قلبك من ناحيتي؟! أيعقل ان ينسى البحر موجه؟ أم هل يمكن للنوارس ان لا تسبح في سمائه؟ أيمكن ان تتنصل العواطف لمجرد انك تريدين الابتعاد؟ لم اجد بدا من العوم في متاهات وظلمات وعودك التي صدقت، سارعت أنا بجنوني وعبثي ان اشيد لك سفينة اودعت قلبي قيادتها نحو عالمك البعيد المترامي رغم ان عقلي قد باح لي بالتريض عن الاقلاع دون ابقاء اشرعة علاقتي معك بيضاء فقد شعر ان هناك بقع لا تريد ان تزول منها لربما هي من جانبك أو من جانبي، نعم أتذكر الآن في مرات سابقة كنت فيها ملحا للعيش معك والى الابد، كنت تتمنعين او تتعذرين بإعذار واهية لحبي الشديد لك، اصدقها رغم انقباض انفاسي، كم كانت احلامي كبيرة رغم تكدس غيوم الشك لدي تلك التي امطرت في قيض صيفي ، حتى اغرقت تلال الرمال التي بنيت على يم بحري معك وانهار كل شيء، فقط كونك تريدين الابتعاد ودون مقدمات، آه من ليلي الذي افتقد حلاوته بات سمجا لا لذة له ولا خطوط امنيات بيضاء، امسى هزيلا يعكف يتختل خجلا من لحظات ظنها عماد ديمومة، يالها من دنيا خداعة رغم انها تبتعد بك لكني اكذب كل ما تقول، فذنبي ان اصدق كل ما تقولين وذنبك مهما عظم ابرأك منه.... مجنون أنا لاشك ... تصفعني بجحودها واهديها وجعي وردا يحمل الأمل في اعادة النظر ...

طمس افق البحر أكثر من نصف الشمس، ابتلعها كأحلامي التي خططتها على الرمال،تلك التي ما أن انساب ماء البحر نحوها حتى يمحي كل ما وثقت معك ... يا لك من إمرأة ضيعتني في خلجان عدة، جالت بي الى ان وصلت هذا المكان المشبع عذابات أحبة، كم تمنيت ان اراك لآخر مرة وأطلب منك عد همومي دونك، هاته التي أورثتني إياها ثم رحلتي دون مبالاة لمشاعري او حتى لذكرياتك معي، هل كنت بالنسبة لك وقت في زمن؟ او شمس غسق يأتي بعده الظلام الدامس، لم أكن أعلم ان الشمس يمكن لها ان تنسى ضياءها او تحيد عنه ابدا ... ابدا، لكنك فعلت، اشرقت بعيدا عن ساحلي الذي نسجت رماله من عبق حبي لك، ونثرت رائحة الرمال خواطر، قصصت لك عليها رويات الحب، حتى النوارس طلبت من الله ان تكون خاصة بي وبك، لا أريد لها ان تأتي فقط كون ساحل بحري يشابه الكثير من سواحل البحار، اردت التفرد بك، احتواءك ضلعا في خاصرتي، لكني لم أكن متيقنا الى ان ركنت خلف ضلعي الاعوج الذي اورثك نكران حبي وجحود عطائي، هاهو الليل جاء يحمل الوحدة لي، حاملا معوله هواجس وجع يلكز بها جراحي، ساعات اليوم انقضت وقد تعبت حتى شوقِي إليك قد تعب، ارجوك لا تتركيني وحيدا رسالة ابعثها لك الى عالمك .... خذيني بين يديك، شَكّلي عواطفي الرعناء بعذوبتك، هذبي مفردات مشاعري قصائد مغناة، فيا سيدة الشمس لا.. لا يمكن لغربال الايام ان يحجبك من الولوج الى روحي التي صغتها عقدا إليك... هيا امحي كل اخطائي، جادليني، عنفيني، لكن لا تتركيني وحيدا بذكريات مؤلمة، او رجل بلا أمنيات حياة، هاك يا توأم روحي كلي التي كتبت رسالة لم يكن بها عنوان ألقيها الى البحر بزجاجة قد تصلك يوما لتقرئيني وتضعني خاتمتها كما تشائين أنت، فأنا منذرها منك وإليك...

لم يكن يدرك ما كان به وهو يهذي، كانت تنصت له بحنو وحب، الى ان هزته وهي تقول: أصحيح الى هذا الحد تحبني، استيقظ من قيلولته التي غط فيها وهو ينظر الى عيناها اللاتي أرخى الغسق ضيائه لها لتتلألأ بدموع وجد، مد يده ليمسحها وهو يقول: يا دنياي يا حلم حياتي جنوني أنت، إن حبك ماج بي الى ان جعلني لا استسيغ بل لا ارغب الحياة دونك... فهيا اغرقيني بعطف حنانك فالمسألة يا حبيبتي ليست سهلة، إن وجعي عميق ولا يلتئم جرحي إلا معك، فدعيني اتوهج عشقا بين يديك، لا تغادري حدائقي ... فأنا يا أنا أستنشقك طيفا حيا في كل لحظة، لا ترغميني على السير نحو المجهول محتضنا سراب امنياتي، ما أقساك إن فعلتي!؟ فأنا بحاجة الى حضنك الدافيء الى ثغرك ليرسم ملامحي من جديد، لا تتركيني اتوارى خلف ضباب هواجسي..

يا معبودتي التي سكنت اعماقي كالؤلؤ في محاره بعمق البحر، إنك حلمي فأعزفني لتشدو النوارس بأسمك حنايا اشواقي، لتعكس صفحات البحر كالمرايا اشراقتك علي، سأسبح الى نهاية وبداية كل ضوء يلتقيك فأنك شمسي وسجايا شعري بل أنت مسحة الجنون التي اعيش حين أكون أمامها مع حكايا حلمي الطويل معك.
ضحكت وهي تردد إنك مجنون ... إنك مجنون


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى