الأربعاء ٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٤
هجمة العولمة والخرافة
بقلم مهند النابلسي

العمياء وعبادة الشيطان!

العالم بالعام 2001(2)

...واذا ما انتقلنا بعجالة لصفحات الاقتصاد (بمجلة النقاد اللبنانية)، فسنجد عناوين مثل: فجر اليورو(الانزال الكبير)، الرئيس البرازيلي يقول : هجمة العولمة عنيفة، ثم مستوطنات اسرائيلية تبنى بحديد ليبي، لا تخصيص لقناة السويس، وفي روسيا تخصيص شركة فيكل يوم!

وفي النقاد الثقافي نجد تلخيصا جامعا لبعض الكتب الهامة مثل: سجال عنيف(ام المؤمنين تاكل اولادها لنبيل فياض)، ونجد تعبيرات مثل: السيوف في كل مكان—وفيظل الخرافةالعمياء التي يعيشها المجتمع العربي(وما يزال)...ثم نجد تلخيصا لكتاب "الأرض المغلولة" (مسمار جحا) لمحمود جبر، الذي يتحدث عن مزارع شبعا والاحتلال الاسرائيلي، كما يوجد تلخيص لثلاثة كتب اجنبية: الوجهالأسود لبريطانيا، أعداء العولمة، ثم الحقيقة القاتلة الذي يتحدث عن دحضالمزاعم الاسرائيلية الكاذبة بشان مملكة داوود وسليمان والآثار اليهودية المزعومة فيها!

أما بالجعبة الصحية فهناكأخبار (أصبحت الان معروفة) تتحدث عن فعالية البندورة بمعالجة "سرطان البروستاتا"، وعن ملخص دراساتللنوم والأرق وأضرار التدخين المباشروالسلبي، ثم عن أهمية ممارسة الرياضة لنصف ساعة يوميا .
ثم هناك مقالة عن عبادة الشيطان التي تقض مضاجع الاوربيين وخصوصا الألمان (وانتقلت العدوى لبعض الدول العربية لاحقا ومنها مصروالاردن)، وينهي الشاعر اللبناني الساخر يحي جابر زاويته الجريئة "كلمات سيئة السمعة"، بشعر نثري بعنوان: "جل البحر(2)، أقتبس منها: "يا رفاقنا يا اخوتي، الحق أقول لكم: من كانمنكم بلا امريكا فليرجم نفسه بحجر...."! وحيث نلاحظ ان للكل أقرباء بأمريكا ، والكثير يتسعى للهجرة والدراسة والاقامة والسياحة...الخ، ومعظم المثقفين الأدعياء "الليبراليين والعلمانيين واليساريين والمتأسلمين" ينتقدون امريكا بسبب وبدون سبب،ثم نجدهم يذهبون للسياحةوالعلاج بأمريكا،كما يرسلون اولادهم للدراسة والتخصص ونيل الدكتوراة منالجامعات الأمريكية، في تناقض واضح وتخويتساخر!
هكذا لا يختلفوضعنا الاقتصادي ةالثقافي والحياتي كثيرا بعد مضي أكثر من عقد تقريبا عن حالنا الراهن البائس، وبالتأكيد فقد انزلق بنا ما يسمى "الربيع العربي" الفوضوي الخائب لهاوية ظلامية "قروسطية" مرعبة، وانكشفت الخيانة والعمالة وتحكم الارهاب وساد الطغيان، وأصبحنا "ملطشة" لكل القوى الطاغية العالمية والاقليمية،وتوحشت اسرائيل الدولة المجرمة "المدللة"، وفقد العرب خجلهم وتحفظاتهم وأصبح معظمهم يسعى للصلح معها بلا رادع ومانع وضمير قومي وحس انساني، فيما ظهرت رئيسة الأرجنتين (كريستينا) بخطابها اللافت الأخيربهيئة الامم اكثر "عروبة وانسانية وفلسطينية" من معظم الزعماء العرب!

وللحق فهذه المجلة اللبنانية "الزخمة-االممتعة" والحافلة بالمواضيع والمقالات الدالة وملخصات الكتب القيمة والأحداث المهمة، والتي تتباهى (على غلافها الرئيسي) بانها "اسبوعيةالقرن الحادي والعشرين" قداندثرت بلا عودةبعد سنوات قليلة من اطلاقها، فيما بقيت الاسبوعيات "التافهة السطحية" المدعومة بالأموال تزدهر وتزين الأكشاك، وهذا مؤشر اضافي دال وخطير على تردي الاهتمانات الثقافية والفكرية لدى "معظم الناس" بالمجتمعات العربية، لكي لا اقول المثقفين فقط، فالمجلة الاسبوعية الشاملة (للشعوب الحية الواعية)هي بمثابة "وجبة" فكرية استهلاكية اسبوعية منعشة، تماما مثل وجبات مطاعم"الجنك فوود" السريعة المنتشرةوالتي تلقى الرواج الشديد بعطلات نهاية الاسبوع!

العالم بالعام 2001(2)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى