الثلاثاء ٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٤
بقلم ليندة كامل

المدرسة الجزائية إلى أين؟؟

دخول مهني متعب هذا العام بسبب توافد الكثير من المتسربين من المنظومة التربوية و نتيجة للإصلاحات التي تقوم بها وزيرة التربية من أجل رفع الاعتبار لشهادة البكالوريا.

طبعا هذه الشهادة كان معترف بها دوليا في سنوات السبعينات والثمانينات وبداية التسعينات عندما كانت نسبة النجاح لا تفوق 18%

تداع أسماء الناجحين عبر الأثير، نادرا ما تتصادف مع شخص حاصل على هذه الشهادة في حين بلغت نسبة الباكلوريا خلال الثلاث سنوات الفارطة 73% فجاءت إصلاحات وزيرة التربية نوارية بن غبريط لإعادة الاعتبار لهذه الشهادة فخفضت نسبة النجاح هذا العام إلى 43%

تشبعت مؤسسات ومعاهد التكوين المهني من كثرة المترشحين فلم تستطع بعض المؤسسات احتواءهم هذه السنة حيث شهد اكتظاظًا وفائضاً في بعض التخصصات .

فهل الإصلاح يكون على هذا النحو ،وإعادة الاعتبار لما هو كائن إلى ما كان عليه؟؟

أذكر أن الطريقة التعليمة التي اعتمدتها المدرسة الأساسية الطريقة البافلوفية التلقين عن طريق التدريب والتكرار
أعطت ثمارها خاصة في مجالات العلوم التجردية كالرياضيات.

طريقة التعليم الحالية التدريب بالكفاءات إذ يساهم التلميذ في إعطاء المعلومة لا أن تلقن له؟

طبعا هذه الطريقة تجعل التلميذ هو من يقود الدرس بدل الأستاذ والأستاذ يوجهه ؟؟ هي صالحة لعض المواد العامة مثل التكنولوجيا المدنية ...وليس لكل المواد بالأخص المواد الأساسية كاللغة العربية والرياضيات والفيزياء ... للأسف مثل على سبيل الذكر اللغة العربية التي صارت ضحية لهذه الطريقة حيث أن هذه المادة التي تدخل في إطار الهوية العربية ماذا سيكتسب التلاميذ من خلال هذه الطريقة؟؟ وقد لاحظت من خلال تتبعي للمتربصين الذين يتسربون من المدارس التعليمة خاصة في السنوات أولى والثانية متوسط ضعف عام في هذه المادة كأن التلميذ لم يتعلم شيئا من كتابةٍ وقراءةٍ شيئ ينذر بخطر شديد يلاحق التلاميذ ذوي الكفاءات المتوسطة ؟؟ في حين لو قمنا بمقارنة بسيطة بين التعلم في الكتاتيب أو الزوايا في العهد الاستعماري نجد خرجي هذه المؤسسة الصغيرة يجيد القراءة والكتابة مع أخطاء قليلة جدا ؟؟ حيث كان التعليم يركز فقط على مواد أساسية هي اللغة العربية قراءةً وكتابةً ، حتى المدارس الفرنسية التي فتحها الاستعمار الفرنسي خلال الحرب الاستعمارية نجد أن معظم خرجي تلك المدارس يتقنون اللغة الفرنسية عن جدارة كما يتعلمون أيضا اللغة العربية حيث كانت ساعات تعلم اللغة العربية قليلة مقارنة مع الوقت المخصص للغة الفرنسة

في مدرستنا الحالية التي تتميز بكثافة البرامج حيث صار التلميذ لا يستطيع أن يركز تفكيره في مادة من المواد دون الأخرى حيث يدرس تلاميذ السنة أولى متوسط 13 مادة معظم برامجها مكثفة جدا هذا التكثيف الذي يضر بالتلميذ أولا وبالأستاذ ثانيا حيث يصبح المعلم محاصرا بعامل الوقت على حساب فهم التلميذ واستيعابه للمعلومة.
يتبع


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى