الاثنين ١٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٤
بقلم مهند النابلسي

دور «ثلاثية الزمان»

انها مجموعة اسئلة تتطلب اجابات صادقة ودقيقة:

ما هو ارث المؤسس الأصلي للمؤسسة؟ ما التغيرات الأساسية التي تمت ونجحت في المؤسسات... هي المعارك القديمة-الجديدة التي ما زالت تخوضها الشركات ولماذا ومع من؟ أين وكيف قدم العاملون أحسن ما عندهم؟ ما هي الذكريات القديمة التي ما زالت مطبوعة بالذاكرة والتي يجب التعلم منها واعتبارها دروسا وعبرا للحاضر والمستقبل؟
كيف تمارس المؤسسات آلية عملها فيما يتعلق بالتشغيل، الابتكار، المشاركة، والابداع؟ كيف تتم معالجة الخلافات والمشاكل بالمؤسسة؟ ما هو نظام التحفيز السائد؟ وهل هو عملي وفعال وتفاعلي؟ كيف يتم توصيف الوضع القائم بالمؤسسات موضوعيا؟ من هم القادة والرواد واصحاب بصمات الانجاز؟ ما هي تقاليد المؤسسات وطقوسها وعاداتها؟
ما هي الصورة المثالية التي ترغب الشركة بتحقيقها؟ ما هي القدرات التي يمكن الاستفادة منها بحدها الأقصى؟ ما هي القيم الجديدة المتوقعة؟ ما هي مجالات الأعمال الجديدة التي يمكن للمؤسسات أن تشارك بها؟ما هي اصناف الزبائن الحاليين والجدد المتوقعين؟ وما هي الأسواق الجديدة التي يمكن اقتحامها؟ كيف يمكن للعاملين ان يستخدموا " الاختلاف والخلاف " بطريقة ابداعية-تفاعلية لتحقيق قيما مضافة ونجاحات جديدة لم تكن بالحسبان؟

الغريب أن معظم القائمين على المؤسسات من مدراء ورؤساء أقسام وموظفين وعمال لا يعطون عنصر الزمان الاهتمام الكافي، ولا يتعاطون باهتمام مع "ثلاثية الزمان" الفائقة الأهمية، تلك التي تلعب دورا محوريا بتشغيل "زخم" انطلاقة المؤسسات الناجحة نحو الحاضر والمستقبل ...وانا اشبه هذه الآلية بوقود الدفع الصاروخيالذي يسمح للمركبة الفضائية بالانطلاق، وحيث أي عطل قد يؤدي لانفجار الصاروخ وتحطم المركبة قبل انطلاقها للفضاء الخارجي!

يتطلب التعامل مع "ثلاثية الزمان" وجود قيادة استراتيجية خلاقة قادرة على رؤية المستقبل وتوقع بعض أحداثه بناء على معطيات الماضي المنصرم والحاضر الراهن، وأعتقد أن معظم المؤسسات التي نجحت بتسويق منتجاتها وخدماتها وحولتها لماركة تجارية مسجلة مشهورة، قد نجحت بقضل قدرة ادارتها على قراءة عناصر الماضي والحاضر والمستقبل بطريقة متماسكة ومترابطة ومنطقية، والعكس صحيح بمعنى أن معظم المؤسسات التي عجزت وما زالت تعجز عن التعامل مع "ثلاثية الزمان" بديناميكية وتفاعل ورؤيا سيكون مصيرها الفشل والاخفاق آجلا او عاجلا!

والحال ينطبق على الشعوب والأفراد والدول كما ينطبق على الشركات والمؤسسات والشركات !


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى