الأحد ١٥ شباط (فبراير) ٢٠١٥
بقلم عيسى حديبي

أنت الشاعر وأنا الحزن الأبديّ

لا تكتب الشعر، لأنك منذ سالف العصور، فقدت روح الكلمات، ولأنّ الحزن ذاب في جنح الظلام، فأورق في كلّ مكان واحتوى الزمان.
دع عنك حرفة النجارة، فزكرياء عليه السلام، مات منذ قرون. والعود الذي دندن لزرياب لن يستجيب اليوم، لأنّ الخشب فقد خصائص الدفء وحرارة الحنين.

متأسّف كثيرا، لأنّ حزني نبت كالشعر وحصد كلّ الفصول كلعنة الفراعنة.
متأسف كثيرا، لأنّ حلم الحبّ والسلام، أسطورة كآلهة اليونان الجميلة، التي تحثّ على العدل والأمان والحريّة.

لا تكتب الشعر، فأنت اليوم كالذي يمارس فن "الميم".. يصرخ بالحركة، لأنّ الصوت خارج إطار الفنّ، وكلّ التعابير تتمّ وراء جدار عازل زجاجيّ وهميّ.
متأسّف لأنّي فقدت الثقة. متأسّف لأنّي حزين، ولأنّ حزني قدريّ محتوم.

متأسّف أوّلا وأخيرا، لأنّي لو عزفت على عودي لن أوفّق، سوى في صداقة تشيكوفسكي وهو يؤلف" بحيرة البجع". ولو رسمت لوحة ستكون رغما عنّي، بموضوع "العشاء الأخير" ليوناردو دافينتشي. ولو تفلسفت سوف لن أكون أكثر حظا من أرثر شوبنهاور في كتابه " الموت والألم".
إذن يؤسفني يا صديقي الشاعر، رفض طلبك للحياة في شكل أسطوري فقط، ويؤسفني حزني الأبديّ المكتوب.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى