الثلاثاء ١٩ أيار (مايو) ٢٠١٥

قراءة في قصة «الحلم» للأديبة ميمي قدري

بهيجة البقالي القاسمي

الحلم

اقتفيت أثره... التفتَ إلى الخلف
ارتسمت الابتسامة على ثغره
اقترب ...اقترب
تنهدتُ فرحة ....تحسست وجهه
بكيتُ.... استيقظت....!!

أطياف النوم و اليقظة

الحلم لقطة في مشهد الحقيقة. مثلما الحقيقة لباس لتجليات الحلم.

و رمزية الحلم في الإبداع تقتضي قلماً يجمع بين التعبير الحالم و قوة الفكرة في الحلم.
ميمي قدري قدمت لنا نموذجاً لهذا التجانس المبدع، من خلال قصتها : " الحلم ". إنها تقترب من الواقع لتعانق الحلم. فتظل في عتبة الأول لأن باب الثاني موارب: لا هو مفتوح تلجه لتمسك بأطياف الذات، و لا هو مغلق تغادره لتظل بقرب الآخر.

تكتب ميمي قدري نصها السردي بضمير المتكلم، لتزيل كل مسافة محتملة بين قصتها و المتلقي, ثم من أجل تكريس الذات الكاتبة باعتبارها ذاتاً للبوح و الحكي .

الحلم هنا تعبير عن أشواق دفينة، يقظة و ليست نائمة على وسادة الرؤيا. توظيف صورة الآخر (بوصف تقاسيمه و حركاته و انفعالاته) في توق الذات إليه ( بوصفها موضوعاً داخل النص /خارج النص )، منح ل "الحلم" ثراءً يلمسه القارئ و يحسه و يتفاعل معه في آن معاً.

المبدعة ميمي قدري تقتفي آثار واقعها في حلم الحكي. و حين لا تجده بين هذا و ذاك، تستيقظ من تداعيات الشوق ..و تصبح الدموع علامة على حلم ينام، أو حقيقة تحلم .

بإيقاع سردي سريع ..و تعبير لغوي لاهث متدفق ..تمكّنت هذه المبدعة المتألقة من رسم شخوص نصها ببراعة و حنكة ، تحوَّل عبرها القارئ كاتباً، و الكاتبة قارئة .

و تلك ميزة لا تتوفر لأي نص.

ميمي قدري تكتب من منطلق الإحاطة بموضوعها، و استلهام كل ظلاله و خوافيه.

بهيجة البقالي القاسمي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى