الثلاثاء ١٩ أيار (مايو) ٢٠١٥
بقلم محمد زكريا توفيق

أساطير السماء – برج الثور

برج كبير يقع في دائرة البروج. ترجع شهرته لوجود مجموعة نجوم الثريا داخله. تتكون مجموعة الثريا من نجوم خافتة، تشبه سحابة فضية صغيرة. بالنظر مليا بالعين المجردة إلى الثريا، يتبين أنها تتكون من 6 نجوم ونجم سابع لا يرى بالعين المجردة بسهولة.

ألمع نجوم برج الثور هو نجم الدبران ، الذي يتميز باللون البرتقالي. من مجموعة الثريا، ونجم الدبران، يمكن تتبع باقي البرج. الجزء الخلفي للثور يتكون من مجموعة نجوم خافتة.

الدبران نجم عملاق. قطره يبلغ 36 ضعف قطر الشمس. شدة استضاءته تبلغ 100 ضعف شدة استضاءة الشمس.

يبعد عنا 68 سنة ضوئية. الدبران والثريا يقعان قريبا من دائرة البروج. لذلك، من المتوقع أن تجد بعض الكواكب أحيانا قريبا منهما. كلاهما يختفيان أحيانا خلف القمر.

بالقرب من الدبران، وفي مكان رقبة الثور، توجد مجموعة نجوم القلائص . القلائص والثريا، كل منهما مجموعة عنقودية من النجوم، لا تبتعد عن بعضها وتسافر سويا في الفضاء.

الثور رمز للطاقة والقوة. لذلك تأخذه بعض شركات الاستثمار رمزا لها.

كان عجل أبيس يعبد في مصر منذ عصر الأسرات الأولى. عجل أبيس هذا ليس ككل العجول. هو عجل له علامات معينة. متى توافرت هذه العلامات في عجل ما، ينقل العجل إلى المعبد.

يعامل العجل معاملة خاصة، ويأكل أكلا خاصا تحت إشراف كهنة المعبد. لأن روح الإله أوزوريس تحل في العجل. عندما ينتهي الحول، يضحى بعجل أبيس في احتفال ديني كبير. ويكون الكهنة قد وجدوا عجل أبيس آخر، بنفس العلامات، ليحل محل العجل السابق.

التضحية بعجل أبيس، كانت تحدث مع بداية الربيع من كل عام، عندما تغمر مياة نهر النيل الأراضي، وتجعلها غير صالحة للزراعة.

في الفترة ما بين 4000 - 1800 ق م، كانت الشمس تدخل برج الثور، ويحدث الاعتدال الربيعي، حينما يتساوى طولي الليل والنهار، إيذانا ببداية فصل الربيع.

لذلك كان برج الثور هاما جدا في ذلك الوقت. لهذا، ربما يكون أول البروج التي عرفها الإنسان. كانت التضحية بعجل أبيس في كل عام، تمثل دورة الحياة والموت التي يعيشها الإنسان والنبات والحيوان.

زيوس كبير آلهة اليونان، وقع في غرام أوروبا الجميلة، ابنة ملك تيري (Tyre)، التي كانت في حراسة الخدم دائما.

في يوم من الأيام، تخفى زيوس في هيئة ثور أبيض اللون جميل الشكل بقرون ذهبية. ثم التحق بقطيع عجول الملك، التي كانت ترعى في المراعي بجوار البحر.

أوروبا التي كانت تسير على الشاطئ بالقرب من القطيع، لاحظت الثور الأبيض، ولفت نظرها جماله الباهر. لم تستطع أوروبا مقاومة الاقتراب من الثور وإطعامه بيدها.

كان الثور لطيفا معها إلى الدرجة التي شجعتها على الركوب فوق ظهره والامساك بقرونه الذهبية. أخذ الثور الأبيض يبتعد عن باقي القطيع شيئا فشيئا ويقترب من البحر.

فجأة، قفذ الثور وعلى ظهره أوروبا، إلى عرض البحر. وأخذ يسبح في اتجاه جزيرة كريت. بالطبع لم يكن في مقدور أوروبا ترك ظهر الثور والهرب، وهي وسط البحر.

عندما وصل الثور وأوروبا إلى جزيرة كريت، عاد زيوس إلى صورته الأولى. بعد أن مارس زيوس الحب مع أوروبا وفرغ منها، حيث أنه لم يرد أن يتزوجها، أعطاها إلى ملك الجزيرة، أستيريوس، لكي يتزوجها هو.

عندما ننظر إلى برج الثور، نجد نجومه، التي تمثل جسده، خافته. السبب هو أن زيوس في هيئة الثور، كان يسبح في البحر. رأسه كانت فوق الماء، بينما باقى جسده تحت الماء.

مجموعة نجوم القلائص، التي في شكل الرقم سبعة بالعربي، لها هي أيضا قصة.

القلائص، لهن أخ يدعى هياس. كان هياس صائدا ماهرا. عند موته، حزنت القلائص عليه كثيرا. نظرا لأن القلائص كن يعتنين بابن زيوس، دايونيسيوس إله الخمر، عندما ماتت أمه الإنسية سيميلي . وضع زيوس القلائص في السماء، حتى يخفف من حزنهن على أخيهن هياس.

القلائص:

عرف السومريون والبابليون برج الثور. عرفه أيضا العرب والإيطاليون والفرنسيون والفرس باسم الثور.

يوجد ببرج الثور السديم السرطاني، رقم (M1). هذا السديم يبعد عنا 6000 سنة ضوئية. هو عبارة عن غاز وتراب، هما كل ما بقي من مستسعر أعظم بعد انفجاره.

المستسعر الأعظم، هو عبارة عن انفجار رهيب يحدث في نهاية عمر النجوم العملاقة. تنجم عنه شدة استضاءة في السماء، تضاهي مجموع نجوم المجرة كلها.

يستمر هذا التوهج لعدة أيام أو أسابيع. يتحول خلالها النجم إلى نجم نيوتروني ، صغير الحجم، متناهي في ثقل الوزن. يترك في الفضاء نتيجة هذا الإنفجار، سحابة من الغاز والتراب، مثل سحابة السديم السرطاني (M1).

حدث ذلك في عام 1054م. كان المستسعر الأعظم، من شدة الاستضاءة، بحيث رآه الناس خلال النهار. في عام 1968م، تم اكتشاف نجم نابض ، بالقرب من مركز السديم. يرسل نبضات من موجات راديو عالية التردد، لابد أن تكون بسبب دوران النجم النيوتروني داخله.

أفضل الأوقات لمشاهدة برج الثور: من شهر أكتوبر إلى شهر مارس.

النجوم:
الفا – الدبران (Aldebaran)
درجة اللمعان: 0.9
البعد: 68 سنة ضوئية

بيتا – الناطح (El Nath)
درجة اللمعان: 1.7
البعد: 130 سنة ضوئية

جاما –
درجة اللمعان: 3.6
البعد: 160 سنة ضوئية

العناقيد:
القلائص ، تتكون من 200 نجم. في شكل الرقم سبعة. تبعد عنا مسافة 150 سنة ضوئية. يمكن رؤيتها بالعين المجردة بسهولة. تعتبر من أهم عناقيد السماء بسبب سهولة دراستها.

الثريا ، رقم (M45)، مجموعة عنقودية من النجوم. محاطة بالغازات والتراب. تبعد عنا مسافة 415 سنة ضوئية. من أجمل العناقيد في السماء وأشهرها. يمكن رؤيتها بالعين المجردة.

بالعين المجردة، يمكن رؤية 6 نجوم أو سبعة في بعض الأحيان. لكن، خلال التليسكوب، يمكن رؤية مئات النجوم في عنقود الثريا. رجاء الرجوع إلى باب الثريا لمعرفة المزيد عن هذا العنقود الهام.

السديم:
(M1) السديم السرطاني ، يبعد عنا مسافة 6000 سنة ضوئية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى