الثلاثاء ٢٦ أيار (مايو) ٢٠١٥
بقلم لطفي زغلول

وطني عرش الشمس

وَطني .. آفاقُكَ عرشُ الشمسِ ..
ربوعُكَ حوريّاتُ ضياءْ
تختالُ روابيكَ الخَضراءُ ..
سُكارى .. تَسقيها الأنداءْ
شطآنُكَ .. عاشقةٌ سَكنتْ ..
أحضانَ الماءْ
الحـبُ يُصلي فوقَ ثراكَ ..
يمدُ يَديهِ .. يَدعو اللهَ ..
لعلّ اللهَ .. يجيبُ لهُ ..
أملاً ورجاءْ
 
الحـبّ يُسافرُ في عينيكْ
الحـبّ .. يُغني بينَ يَديكْ
يَحملُ أشواقاً ..
منكَ .. إليكْ
الحـبّ .. يَذوبُ رَحيقاً ..
شـهداً ..
يولدُ شـعراً .. في شـفتيكْ
الضحكةُ .. في شـفتيكَ نهارْ
الليلُ .. يذوبُ كؤوساً ..
في أيدي السّمارْ
 
وَطني .. يا قمراً تعشقهُ ..
كلّ النجماتِ ..
وتَحسدهُ كلّ الأقمارْ
يا عِشقاً يولدُ في صَمتٍ ..
يَعلو كالموجِ ..
ويعدو في صخـبِ التيّارْ
يَتسلّلُ كالعطرِ الولهانِ ..
يَصولُ .. يَجولُ ..
ويَخرجُ من رحمِ الأزهارْ
ينسـابُ إلى ليلِ العُشاقِ ..
وينزلُ أعشاشَ الأطيارْ
 
وَطني .. وَطني ..
يا عشـقاً .. شاءتهُ الأقدارْ
إصرارٌ .. عشقُكَ ..
في قَلبي ..
إصرارٌ .. يا وطـنَ الإصرارْ
إن كنتُ اخترتُكَ لي وَطناً
إن كنتُ اخترتُكَ لي عِشقاً ..
فلأنّي .. لم أعشـقْ يوماً ..
ولأنّي .. لم أختـرْ يوماً ..
إلاكَ .. وإنّي لن أختارْ
 
الشمسُ غداةَ غـدٍ تَصحو
تأتي .. من خلفِ ضبابِ الليلِ ..
تمدُ يَديها .. تَلمسُ جرحاً ..
طالَ مداهُ .. فيلتئمُ الجرحُ ..
تتراقصُ أغصانُ الزيتونِ ..
يَطالُ الصفصافُ الأقمارَ ..
تَحنُ الكرمةُ .. تَختالُ الأزهارُ ..
تُدغدغُها الأطيارُ ..
يَميسُ .. بسنبُلهِ القمحُ
وَطني .. من بينِ يديكَ يهلّ الفجرُ
ومن عينيكَ .. يطالعُني الصبحُ
 
وطني .. لا يَمسحُ غيرُكَ ..
لي جُرحاً
لا يَمحو من قَلبي الأحزانْ
حباتُ تُرابِكَ .. مسبَحتي
علّمني حبُـكَ كيفَ يكونُ الحـبّ ..
وعلّمني ايمانُكَ ..
كيفَ يكونُ بكَ الايمانْ
 
وَطني .. لو مرَ زَمانٌ .. لا القاكَ بهِ
لو مرتْ .. يا وَطني ازمانْ
لو كنتُ .. بعيداً عنكَ .. فأنتَ ..
تُسافرُ كلّ صباحٍ من عَينيّ ..
تحـطُ على روحي
تَستوطِنُ اعماقَ الوِجدانْ
أنا في احضانِكَ ..
عادَ الحـبّ الى قَلبي ..
أنا بينَ يَديكَ .. أنا انسانْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى