الأربعاء ٢٦ آب (أغسطس) ٢٠١٥
وزارة الثقافة الفلسطينية

تُكرّم الشاعر الطبعوني والناقد د. محمد هيبي

بحضور عدد من الشعراء والأدباء والمثقّفين المهتمّين بالإبداع، قامت وزارة الثقافة الفلسطينية في رام الله - أمس، ممثلة بوكيل وزير الثقافة، الشاعر عبد الناصر صالح، بتكريم الشاعر مفلح طبعوني والناقد د. محمد هيبي، تقديرا لجهودهما في دعم التواصل الثقافي بين الداخل الفلسطيني وبين أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده.

وافتتح وكيل وزير الثقافة، الشاعر عبد الناصر صالح، لقاء التكريم فتحدّث بإسهاب عن أهمية التواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد. مشيرا إلى الدور الذي لعبته المجلات الأدبية والصحف والمراكز الثقافية واتحاد الكتاب الفلسطينيين في الداخل في احتضان التراث والثقافة الفلسطينية وحفظ اللغة العربية. كما أشار إلى دور المنتديات الوطنية الأخرى التي اهتمت بالتراث والأدب الفلسطينيين. مشدّداً على أهميّة اللقاءات الثقافية التي تجمع بين أبناء الشعب الواحد.
وأكد على الجهود التي يبذلها الشاعر مفلح طبعوني ود. محمد هيبي في ترسيخ ثقافة فلسطينية واحدة في عقول ونفوس الأجيال الفلسطينية الشابة، وأهمية احتضان الصحف الوطنية في فلسطين للإبداعات الشابة التي تؤكّد استمرار النشء الفلسطيني الجديد في حمل راية النضال وإصراره على انتزاع حريته وترسيخ كرامته الوطنية.

ثم تحدّث الشاعر الطبعوني فقال: "تخيّرنا هذا المسار الإبداعي الوطني متجاهلين ما يُكلفنا من ثمن باهظ، لأنّه المسار الأنقى لدعم مسيرة شعبنا النضالية والثقافية، آخذين بعين الاعتبار كل ما يعترض طريقه من عقبات. تخيّرناه لأنّه حمانا من عفن مآسي النكبة وتراكماتها، حيث حاول صناعها أن يفقدونا كل صلة بشعبنا وبالكلمة والإبداع، بعد أن سرقوا ثقافتنا شعبنا وحاولوا الفصل بيننا وبينه وبينها. حاولوا مصادرة كل شيء، وأعطونا الفُتات الذي رفضناه ورفضه شعبنا كله. حاولوا مصادرة تراثنا وثوابتنا الوطنية والأدبية، وأعطونا مقاعد مفككة ليسهل عليهم تفكيكنا. فتخيرنا الصمود والبقاء في أرضنا وثراثنا وثقافتنا، لم نستجدِ شرعيتنا من أحد، بل ومن منطلق إيماننا بها، انتزعناها من براثن مغتصبها، وحافظنا على وجودنا وكرامتنا المبدعة، كحفاظنا على زيتوننا وزيتنا وزعترنا. تخيّرنا طريق نقاوة البقاء في كل المجالات وتمازجنا مع الكبرياء، تاركين الخنوع والاستجداء وكل من اتّخذهما طريقا له".

أمّا الناقد د. محمد هيبي، فقد شكر الحضور ووزارة الثقافة ممثلة بوكيلها ، الشاعر عبد الناصر صالح، على لفتتهم الكريمة، ثم تحدّث عن البرتقالة الفلسطينية الواحدة وضرورة التواصل بين شقّيها، مؤكدا على أنّ التواصل الإبداعي والثقافي عامة، هو خطوة مهمّة لإعادة اللحمة بين أبناء الشعب الواحد في كافة أماكن تواجده، وهو ضرورة ملحّة أيضا لإحقاق حقّ شعبنا في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلّة في وطنه. وتحدّث أيضا عن دور النقد في تطوير الأدب، وعن أهمية رفع الرقابة عن الأدب، لأنّ المبدع الوطني له رقابته الذاتية التي توجّهه وتحمي تمسّكه بهموم شعبه وبآماله وتطلّعاته. وأنهى حديثه بالإشارة إلى ضرورة اهتمام وزارة الثقافة الفلسطينية بتوثيق تراث شعبنا بكل جوانبه.

هذا وقد شارك في حفل التكريم وفد من جمعية "همسة سماء الثقافة" من الجالية العربية الفلسطينية في الدنمارك، ممثلة برئيستها، فاطمة اغبارية أبو واصل، ومديرة فرعها في البلاد، ابتسام أبو واصل محاميد، وممثل فرعها في فلسطين، الشاعر ياسر شاهين. وقد أثنى كل منهم على أهمية التواصل وأهميّة تثبيت اللغة عند الطلاب الفلسطينيين في الوطن والغربة.

تقدم عدد من الحضور بمداخلات أكدت على أهمية مثل هذه اللقاءات ودورها في ترابط العلاقات بين أبناء الشعب الواحد، وعلى دور وزارة الثقافة الفلسطينية في تنظيمها والاهتمام بتوسيعها.

وفي نهاية اللقاء، وباسم وزارة الثقافة الفلسطينية، قدّم وكيل وزير الثقافة، الشاعر عبد الناصر صالح، درعا لكل من المكرّميْن، تقديرا لهما على جهودهما المذكورة، ثم بعث بتحيّته للشاعر حسين مهنا، المكرّم الذي تعذّر حضوره حفل التكريم لأسباب خارجة عن إرادته.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى